« المحرم » « صفرًا » .. حتى يستحلوا فيه ما لا يستحل فى « المحرم » أحد الأشهر الأربعة الحرم.. وكان جنادة بن عوف بن أمية الكنانى ويكنى «أبو ثمامة» ، يوافى الموسـم كل عام فينادى : « ألا إن أبـا ثمامة لا يُحَاب ولا يُعَاب (لا ينسب إليه إثم) ، ألا وإن صَفَر العام الأول العام حلال » فيحله الناس ، فيحرم صَفَر عامًا، ويحرم المحرم عامًا .. وهذا تحايل وكفر، باستحلال المحرم فى الشهر الحرام .. فهم يتركون المحرم عامًا، وعامًا يحرمونه! وكان البعض يستغل ذلك فيجعل المحرم صفرًا، ليغزوا فيه ويغنموا فيه ويصيبوا فيه، كفرًا واحتيالاً على الشهر الحرام .. وكان المشركون يسمون الأشهر: « ذو الحجة، والمحرم، وصفر، وربيع أول، وربيع آخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو الحجة (مرة ثانية) » .. فيحجون فيه مرة، ثم يسكتون عن شهر المحرم فلا يذكرونه، ليستحلوا فيه الحرمات .. فكان المشركون بذلك يحرمون أربعة أشهر من السنة ، عدًّا لا تحديدًا بأسماء الأشهر ، فيؤخرون بعضها أو يقدمونه ويجعلون مكانه من أشهر الحل وفق ما أرادوا حسب حاجتهم إلى الغزو والغصب والقتال .. وذلك تحايل وضلال وإضلال!