21 ديسمبر, 2016

د. منى عبدالرؤوف أستاذ الباطنة بطب الأزهر: التوجيهات النبوية للأمة.. خير وقاية من الأمراض

د. منى عبدالرؤوف أستاذ الباطنة بطب الأزهر: التوجيهات النبوية للأمة.. خير وقاية من الأمراض

قالت الدكتورة منى عبدالرؤوف أستاذ ورئيس قسم الباطنة العامة بكلية الطب بنات بجامعة الأزهر، إن الطب النبوي هو أبوالطب القديم والحديث، مشيرة إلى أن الطب النبوي مليء بالإعجاز العلمي الذى لايزال العلم الحديث يثبته، وأشارت فى حوارها لـ«صوت الأزهر» إلى أن أقوال وأفعال النبي عليه الصلاة والسلام، مليئة بالنصائح الطبية، مستدلة ببعض الأحاديث التى ثبتت صحتها طبيا.

بداية ما المقصود بالطب النبوي؟

- الطب النبوي هو الطب الذى عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء فى سنته من أفعال وأقوال ونصائح طبية، ولنا فى السنة النبوية إعجاز علمى كبير، فقد كان دائم النصيحة لصحابته رضوان الله عليهم، ولنا فى حديثه صلى الله عليه وسلم للرجل الذى جاءه فقال له إن أخى يشتكى بطنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسقه عسلا، فسقاه، ثم جاءه فقال إنى سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال أسقه عسلا فقال لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صدق الله وكذب بطن أخيك» فسقاه فبرأ، وأثبت الطب الحديث أن العسل شفاء لأوجاع وآلام البطن، أيضاً التوجيهات النبوية لأمته كانت خير وقاية من الأمراض، فقد جاءت السنة النبوية مليئة بالتوجيهات والنصائح الطبية، ومن يتبعها يقي نفسه من الأمراض، وعلماء الحديث يعرفون جيدا الطب النبوي وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وتوجيهاته النبوية فى الجانب الطبى، وهناك مؤلفات عديدة وكثيرة حول الطب النبوي منها على سبيل المثال لا الحصر كتاب «زاد المعاد» لابن قيم الجوزية، وكتاب «سنن الترمذى»، وكتاب «الطب من سنن ابن ماجه».

هل استفاد الطب الحديث من الطب النبوي؟

- بالتأكيد استفاد كثيرا، فالطب الحديث عندما يقوم باكتشاف أمر طبى يجد له مرجعا إما فى السنة النبوية أو القرآن الكريم، فالسنة النبوية المطهرة والقرآن الكريم لم يدعا شيئا إلا وتناولاه، وهذا هو الإعجاز العلمى والطبى فى القرآن الكريم والسنة النبوية، ويحضرنى ماقاله ابن القيم قال فى أحد كتبه عن الطب النبوي، إن طبه صلى الله عليه وسلم ليس كطب الأطباء، فإن طب النبي صلى الله عليه وسلم، متيقن قطعى إلهى، صادر عن الوحى ومشكاة النبوة وكمال العقل، وطب غيره قائم على التجارب، فالطب النبوي الأمر إما بالنصيحة أو الفعل لأنه وحى من عند الله تعالى.

السنة النبوية مليئة بالأمثلة عن الإعجاز فى الشأن الطبى، نريد ذكر بعض منها؟

- بالتأكيد فالعلم والإعجاز لم يقفا عند حد معين فى السنة النبوية، والسنة مليئة بالأمثلة على الإعجاز فقد حث النبي عليه الصلاة والسلام على التداوى فكان يقول لأصحابه، «تداووا يا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، إلا داء واحدا، الهرم»، وحديثه أيضاً «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء»، فهذا حث على لأمته على طلب الدواء من الأمراض، وفى حديثه صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه «عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام»، فالحبة السوداء تدخل فى تركيبات أدوية متعددة، ومعظم الأدوية الموجودة حاليا مستخلصة من الأعشاب، ومنها الأعشاب التى كان يوصى بها النبي صحابته، أيضاً إعجاز آخر فى السواك الذى كان دائم الترغيب فيه فقد جاء عنه أنه صلى الله عليه وسلم، قال «لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»، فأطباء الأسنان يعرفون الفوائد التى فى السواك، ومنه تستخلص بعض معاجين الأسنان، والكثير خلاف هذه الأمثلة، فى السنة النبوية من إعجاز فى الطب النبوي.

كيف كان أطباء المسلمين الأوائل يداوون مرضاهم؟

- كان أطباء المسلمين الأوائل يداوون مرضاهم بالأعشاب، وكل أطباء المسلمين المنقول عنهم علوم الطب والصيدلة، فى عصر النبي صلى الله عليه وسلم والعصور التى جاءت من بعده تداووا بالأعشاب وبالطب النبوي، وكانوا يستدلون بطب النبي صلى الله عليه وسلم، وبأحاديثه وبأفعاله وأقواله.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم «ما مَلأَ ابن آدَمِ وِعاءً شَراً مِنْ بطنه، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ لُقيْماتٌ يُقِمْنَ صُلْبَه، فإنْ كان لا بُدَّ فَاعلاً، فَثُلُتٌ لِطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشَرَابِه، وثُلُثٌ لِنَفَسِه». نود بيان ما فى الحديث من إعجاز؟

الحديث الشريف إعجاز فريد فى الطب النبوي، فقد تفرد هذا الحديث بالتأكيد على مافى الإسراف فى الأكل من أمراض نعانى منها اليوم، وقد كشف العلم الحديث عن هذ الإعجاز فى التوازن فى الأكل، ففيه وقاية من أمراض عديدة، ويعتبر الأكل الكثير من أسباب أمراض عديدة، والزيادة فى القدر الذى يحتاج إليه البدن، فالإقلال من الأكل وعدم الأكل الكثير الزائد عن الحد هو طبيا أصح وأفضل.

 حسن مصطفى

 

قراءة (5718)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
الباقلاني وإعجاز القرآن

أ.د/ محمد محمد أبو موسى عضو هيئة كبار العلماء

الباقلاني وإعجاز القرآن

وصف الباقلاني منهجه في بيان الإعجاز وصفًا لم يخرج عنه في الكتاب كله، وهذا شأن العلماء الكبار، الذين يمتلكون ناصية ما يريدون بيانه، وكأنه حين بدأ الكتابَ كان الكتاب مكتوبًا كله في صدره وكأنه بدأ يكتب أوله وهو يعرف آخره.

بنو إسرائيل في الكتاب والسنة

أ.د محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق

بنو إسرائيل في الكتاب والسنة

تحايلهم على استحلال محارم الله -عز وجل-:

من رذائل بني إسرائيل، التي وقعوا فيها نتيجة جهلهم وفسوقهم وجشعهم وضعف إرادتهم رذيلة التحايل على هدم الشرائع؛ ليصلوا إلى مطامعهم وشهواتهم، ظانين -لجهلهم وعدم فقههم- أنهم عن طريق ذلك التحايل المحرم؛ سيفلتون من المؤاخذة والعقوبة، وقصة أصحاب السبت التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، أكبر دليل على تلاعبهم بالدين، وتهالكهم على الدنيا.

الأول144314451447الأخير