20 فبراير, 2020

تعلَّم كيف تتعامل مع أعداء النجاح

تعلَّم كيف تتعامل مع أعداء النجاح

يقال: إنَّ الشجر المثمر يُقذف بالحجارة دونًا عن غيره ، وما رميه بالحجر إلا لإمتلائه بالثمار النافعة المفيدة، أما الشجر الخالي من الثمر فلا يقذفه ولا يهتم به أحد.
 إن النجاح لا يأتي إلا بعمل وجد واجتهاد؛ فهو أمنية كل إنسان بحيث يعمل ويكدح من أجل ذلك، ويأتي النجاح محصلة لإجتهادات صغيرة تتزايد يوماً بعد يوم، ولكن هذا النجاح_ للأسف الشديد _ غالباً ما يولّد الأعداء، فمن لم يستطع اللحاق بك لا يملك سوى طعنك من الخلف خاصة إذا كان من أصحاب النفوس المريضة ، لكن الناجح الحقيقي هو من يؤمن دائماً بالمقولة الشهيرة: "إذا جاءتك ضربة من خلفك فاعلم تماماً أنك في المقدمة"، لذلك لابد لأي إنسان ناجح أن يتحلى بأهم مهارات النجاح وهي الصبر وقوة الصمود أمام أي تحديات أو صعوبات، والعمل هو الرد البليغ على أعداء النجاح، ولا أعتقد أن هناك شيئاً يؤلم الفاشلين أكثر من استمرارية نجاح الناجحين، ولكل شخص ناجح مئات الحاسدين الذين يؤلمهم نجاحه، ولا يستخدمون الأساليب المشروعة للمنافسة ، وهذا حال الفاشلين دائماً، فإنهم لا يسعون أبدا  إلى تطوير أنفسهم، ولكنهم يلجأون إلى أشنع الوسائل لتحطيم المنافس، على اعتبار أن سقوط المنافس نجاح لهم، رغم أنهم يعلمون علم اليقين أن المشكلة الرئيسة فيهم لا في منافسهم؛ ولكن الغيرة أكلت قلوبهم، وعشش الحسد فى صدورهم، فسرعان ما يعلنون عليه حربا خسيسة سلاحهم فيها الكلمة الكاذبة والشائعة المفتراة، وكأنهم لم يسمعوا قول النبي _صلي الله عليه وسلم _ "المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده" (متفق عليه). 

إن أفضل طريقة للتعامل مع أعداء النجاح هى تجاهلهم وعدم الالتفات تماماً إليهم، لأنهم يهدفون إلى تشويشك ولفت انتباهك لقضايا فرعية، مما يؤثر على كفاءتك في العمل الأساسي، وليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فعند تعرضك للإهانة أو للشكوى لا تتردد بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، ولكن بموضوعية تامة وطرق مشروعة، مع مواصلة التفوق سواء كان ذلك على المستوى العملي أو العلمي، والمهم أن يكون الإنسان واثقاً بالله ثم بنفسه، بحيث لا يهتز ولا يرضخ لأية مخاوف، فضلا عن أهمية ألاّ يسقط الإنسان في فخ الغرور وينظر إلى غيره علي أنهم أقل منه، لأنه إن تعامل بهذه السطحية يكون قد حفر قبر نجاحه بيده .
وعلينا دائما التأمل في سيرة النبي _صلي الله عليه وسلم _ في التعامل مع خصومه وأعدائه، فمنهم من تم احتواؤه ومنهم من تم تجاهله، ومنهم من تمت مواجهته إذا لزم الأمر لحسم الصراع.

قال الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه : "إن استطعت فكن عالمًا، فإن لم تستطع فكن مُتعلِّمًا، فإن لم تَستطع فأحبَّهم (العلماء)، فإن لم تستطع فلا تبغضهم"، ومعنى ذلك أن نوطن أنفسنا على محبة الخير للآخرين ، وأن نحرص على إيصال النفع لهم، وعدم الإضرار بهم؛ فالاسلام يدعو ويحث علي نشر الخير والصفاء والنقاء والمحبة والسلام بين أبناء المجتمع.

قراءة (22242)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
الدكتورة عزيزة الصيفى تكتب فى رأى "هن ": الشعب ومواجهة الغلاء
مقالات أخرى

الدكتورة عزيزة الصيفى تكتب فى رأى "هن ": الشعب ومواجهة الغلاء

تمر مصر فى هذه الآونة بأوقات عصيبة تؤثر على جميع أحوالها خاصة الحالة الاقتصادية، حيث تأثرت حركة البيع والشراء بعد قيام ثورتين نتج خلالهما توتر شديد فى الأسواق، أدى ذلك إلى تفشى ظاهرة ارتفاع الأسعار.

مؤتمر البيئة والتنمية والسكان في العالم الإسلامي
موضوعات متنوعة

إعداد: أ. أبو السعود محمد ــ أ. جاد الكريم حربي

مؤتمر البيئة والتنمية والسكان في العالم الإسلامي

تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي (البيئة والسكان والتنمية في دول العالم الإسلامي) حيث نظمته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع الجمعية الجغرافية المصرية وجامعة الأزهر، وذلك في الفترة من: 14 - 16 ربيع أول 1438 هـ الموافق 13 – 15 ديسمبر 2016م، وذلك بمقر الرابطة بمركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي في رحاب جامعة الأزهر، وقد ترأس المؤتمر الأستاذ الدكتور جعفر عبد السلام –الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور إبراهيم الهدهد –رئيس جامعة الأزهر.

"صوت الأزهر" تحاور عضو لجنة التضامن الاجتماعى والأسرة والطفل بمجلس النواب
المرأة والطفل

"صوت الأزهر" تحاور عضو لجنة التضامن الاجتماعى والأسرة والطفل بمجلس النواب

مجلس النواب الحالى من أكثر البرلمانات التى عرفها الشعب المصرى تمثيلا للمرأة، حيث يضم أكثر من 91 نائبة، فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ البرلمان المصرى العريق .. وخلال الفترة الأخيرة خاصة بعد ثورتى يناير ويونيو واجهت المرأة العديد من المشاكل أبرزها العنف والتحرش والختان الذى أدى فى بعض الأحيان إلى الوفاة .

"باقة ورد ".. مقال رئيس تحرير صوت الأزهر
7 أيام

"باقة ورد ".. مقال رئيس تحرير صوت الأزهر

كان أشهر ناقد فنى عرفته الصحافة المصرية، يرتبط بالإبداع بصلة رحم، وأنا واحد ممن يقعون فى غرام المبدعين ولو كرهت زوجتى، أما لو تدثر المبدع بالتواضع، فالحقنى بالنشادر .. المهم، حدث ذات يوم، وكنا نحتفى فيه بميلاد هذا الناقد السينمائى، وقد جاوز السبعين، وبينما كان الجميع يمطره قبلات ومباركات ودعوات بعمر مديد، رأيتنى دون مقدمات أو ترتيب ذهنى أهامسه بلهجة ترتدى عباءة الاحترام: يا أستاذنا لماذا لاتصلى؟ فعاجلنى بصوت أسمع من به صمم : "أنت عايز شكسبير يخش النار وعامل الأسانسير يخش الجنة؟! "  فكسر ردى حاجز الهمس: "أنت بتحسبها غلط ..  إن أكرمكم عند الله أتقاكم ..وليس أغناكم أو أكثركم موهبة ونبوغًا فى عمله" . 

الأول145714591461الأخير