05 مايو, 2017

مثقفون: "القوة الناعمة" لمصر ساهمت فى استنهاض دورها الريادى

مثقفون: "القوة الناعمة" لمصر ساهمت فى استنهاض دورها الريادى

أكد عدد من المثقفين أن «القوة الناعمة» فى مصر والممثلة خاصة فى «الأزهر، والكنيسة» نجحت وبشكل كبير فى استعادة دور مصر الريادى، وكان مؤتمر السلام العالمى خير مثال على ذلك؛ حيث استضاف فيه الأزهر الشريف وشاركته الكنيسة المصرية بابا الفاتيكان فى زيارة تاريخية لمصر، بعثت للدنيا رسالة سلام من مصر بلد الحضارة حاضنة الديانات. وأوضح المثقفون أن ما يقوم به الأزهر من نشر سماحة الإسلام ورغبته فى نشر العيش المشترك وقبول الآخر قد أعاد بدوره قدرًا كبيرًا من الدور الريادى لمصر، وذلك من خلال المؤتمرات واللقاءات الدولية والتى من بينها مؤتمر «السلام» العالمى بمشاركة كافة الأديان ومختلِف الطوائف، وما سبقه من مؤتمرات، فضلًا عن تنظيم زيارات أو استقبال وفود شعبية من كافة الدول.. وهذا ما ترصده «صوت الأزهر» فى التحقيق التالى..

يرى الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق أن ما يقوم به الأزهر الشريف من جهود وسعى لفتح باب الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية وكافة الطوائف المسيحية عمل إيجابى على كافة المستويات فى قضايا تتعلق بالمجتمعات وفى مقدمتها: العيش المشترك وقبول الآخر والتعاون المستمر، وتأكيد بأن القوة الناعمة التى تمتلكها مصر والتى فى طليعتها الأزهر الشريف ساهمت فى استرداد واستنهاض الدور الريادى لمصر، بل وجعل لمصر مكانة عالية وأهمية بين الدول بما تملكه من فكر، ومقومات القوة الناعمة من: حضارة وثقافة وأدب إضافة إلى الأزهر الشريف، تلك المؤسسة الداعمة للثقافة والتى شكّلت وعى العالم العربى والإسلامى طَوال ما يزيد عن ألف عام؛ ممّا أكسب مصر مكانة كبيرة وجعل لها ريادة فى المجالات المختلفة إقليميًّا ودوليًّا.

وتابع: المؤسسات الدينية فى مصر ساهمت بشكل واضح فى تعزيز العَلاقات بين الدول، ومن خلال السعى المستمر للمؤسستين الدينيتين على نشر التعايش وثقافة قبول الآخر وإثراء الحوار بين الجميع، مما تذوب معه أى خلافات، ولعل استخدام الأزهر الشريف للوسائل العلمية والثقافية والاجتماعية والعمل على إبراز المشتركات الدينية والقيم الإنسانية قد حقق التقارب مع الشعوب؛ مما جعل القوة الناعمة وسيلة تعتمد عليها مصر بشكل كبير فى العلاقات الخارجية.

ولفت "عرب" النظر إلى أن التقدم والرقى والتواصل بين المجتمعات لم يَدَعْ للصراع الدينى مجالًا ولا وجود له بين المجتمعات، ولكن سعْى الأزهر وجهوده من أجل نشر التعايش السلمى وثقافة قبول الآخر يُعدّ تصحيحًا للصورة التى شوهها بعض المتطرفين أمام العالم أجمع، بالفكر والتحاور مع الآخر، معربًا عن ثقته فى مواصلة الإمام الأكبر الدور الذى يقوم به الأزهر وقيادته لاسترداد الدور الريادى لمصر خاصة أن الأزهر لا يمثل مصر فحسب وإنما العالم الإسلامى بأسره، وهو فى الوقت نفسه محل تقدير من الجميع مسلمين وغير مسلمين، والذين يسعَون لفتح باب التعاون المستمر بين الأزهر وكافة الكنائس. من جانبه يرى الروائى والمثقف بهاء طاهر أن الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وبالخطوة الرائدة التى تَشارَك فيها الإسلام مع المسيحية لاستضافة بابا الفاتيكان حيث مؤتمر «السلام»، استطاع أن يستعيد قدرًا كبيرًا من الدور الريادى لمصر عالميًّا باعتباره جزءًا أصيلًا من القوة الناعمة لمصر. وأوضح أن المؤسساتِ الدينيةَ فى الوقت الحاضر تلعب دورًا كبيرًا فى إظهار صورة مصر الحقيقية والحضارية والحاضنة للديانات، والتى عكف الإرهابيون والمتطرفون على تشويهها فقد تصوروا بفكرهم الخبيث أن ما يقومون به من قتل وتفجير يُضعف من قوة مصر ويؤثّر على مكانتها دوليًّا وريادتها عالميًّا.

مبيّنًا أن القوة الناعمة من أفضل الأسلحة التى يمكن استخدامها فى عصرنا الحديث الذى وصفه الإمام الأكبر بعصر التقدم وحقوق الإنسان، تلك القوة بأدواتها الخاصة فى كافة المجالات: الثقافة، والفن، والأدب، والفكر، وما لها من مقومات   تمكنت من خلق مكانة عالمية لمصر على مدى العقود الماضية من خلال الأفلام السينمائية ومختلِف الفنون، وما لعبته المؤسسات الدينية وفى مقدمتها الأزهر الشريف، وكذا المؤسسات الفكرية والثقافية، من دور كبير فى خلق دور ريادى لمصر بين دول العالم يعيده اليوم الأزهر الشريف ليُعيد التذكيرَ بالأزهر وشيخه، أحد أهم مقومات الدولة المصرية وأكبر مصادر القوة الناعمة لها فى العالم.

وفى السياق ذاته يقول المفكر القبطى والكاتب والمثقف كمال زاخر: إن الحوار الذى يجريه الأزهر الشريف مع الفاتيكان وكافة الطوائف الدينية للتقارب والتعايش السلمى يغلق الباب أمام التصادم والتباعد اللذين يسعى وراءهما كل من يريد إسكات الأمّة على كافة المستويات سياسيًّا ودينيًّا واقتصاديًّا مُثمّنًا الدور الذى يقوم به الأزهر المؤسسة العريقة والعميقة والقوية، والذى ساهم بشكل كبير فى استعادة مصر للدور الريادى كأحد أجنحة القوة الناعمة للدولة المصرية.

وأكد زاخر أن الأزهر والكنيسة لعبا دورًا واضحًا فى منْح مصر مكانتها المتميزة بين دول العالم باعتبارهما القوة الناعمة بنواحيها الدينية والثقافية والاجتماعية، كما لعبا دورًا مهمًّا فى التقارب بين مختلِف الشعوب، الأمر الذى يؤكد أن مصر حصلت على مكانة إقليمية ودولية متميزة لا سيّما فى قارة أفريقيا بفضل مقوماتها.

وتابع المفكر القبطى، أن الأزهر الشريف نجح فى استرداد الدور الريادى لمصر، باعتباره والكنيسة القوة الناعمة، وإن كانت هذه خطوة فى طريق طويل يحتاج أن نستكمله ونتابع نتائجه ونقتحم الإشكاليات الحقيقية، مما جعل المسئولية على الأزهر مستمرة؛ لأن المؤسسات الدينية هدفها يتجاوز الأهداف السياسية وليس لديها مطامع سياسية، ومن ثَمَّ فعليها أن تستفيد من الحوار مع الآخر حتى الذين لا تتفق معهم.

مختتمًا بأن مؤتمر «السلام» والحوار مع الفاتيكان خطوة عملية استنهضت أدوات القوة الناعمة المصرية واستعادت تأثيرها ونفوذها فى المحيط الإقليمى والدولى، فتلك الوفود التى زارت مصر وشاركت فى زيارة بابا الفاتيكان من رجال الدين والصحفيين والدبلوماسيين، من المؤكد أنهم نقلوا الصورة الحضارية لمصر فور عودتهم لبلادهم، وهذا له تأثير واضح فى تحسين العلاقات والتقارب مع الشعوب الأخرى.

محمد الصباغ

قراءة (6681)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
"مختلف الحديث عند الإمام العيني".. رسالة دكتوراه بكلية البنات الإسلامية بأسيوط
متابعات

"مختلف الحديث عند الإمام العيني".. رسالة دكتوراه بكلية البنات الإسلامية بأسيوط

حصلت الباحثة إسلام سمير محمد فرج، المدرس المساعد بكلية البنات الإسلامية بأسيوط، على درجة العالمية "الدكتوراه" بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عن رسالتها المقدمة لقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين والدعوة بفرع الجامعة بأسيوط، والتي جاءت بعنوان "مختلف الحديث عند الإمام العيني" من خلال كتابه عمدة القارى من أول كتاب النفقات إلى آخر الكتاب".

دراسة فقهية توضح أهمية التوعية بعقود التوثيقات وأحكامها
متابعات

دراسة فقهية توضح أهمية التوعية بعقود التوثيقات وأحكامها

نبهت دراسة فقهية للباحث محمد ورداني يونس الزيات، إمام وخطيب بأوقاف غرب مركز سيدي سالم، محافظة كفر الشيخ المتعاملين بعقود التوثيقات إلى أهمية التوعية الكافية بأحكامها، وخاصة مسألة الانتفاع بالمرهون، لئلا يقعوا في الحرام وهم لا يعلمون، خصوصا وقد كثر وقوع الناس في محظور شرعي يؤدي إلى الربا، وهو تأجير الأشياء المرهونة كالشقق السكنية مدة طويلة من غير خصم الإيجار من الدين غالبا ما يكون سببه القرض.

كيف نجعل من العام الجديد فرصة لمحاربة الفساد؟
كلام يهمنا

كيف نجعل من العام الجديد فرصة لمحاربة الفساد؟

فرضت تعاليم الإسلام نظمًا أخلاقية من شأنها حماية المجتمع وصيانته من أسباب الفساد والانحراف المشجع على كل مظاهر الفوضى والخروج على النظام العام، جاءت أحكام الشريعة الإسلامية لتحقيق مصالح الناس الدينية والدنيوية لتستقيم الحياة, ومن هذا المنطلق ومع مطلع عام جديد نستقبله، كيف نجعل من العام الجديد فرصة لمحاربة الفساد؟ هذا ما يجيب عليه علماء الدين خلال السطور القادمة.

فى بيت شباب الأزهر بسموحة.. معسكر طلابى يهدف لبناء قيادات مستقبلية قادرة على مواجهة تحديات العصر
متابعات

فى بيت شباب الأزهر بسموحة.. معسكر طلابى يهدف لبناء قيادات مستقبلية قادرة على مواجهة تحديات العصر

أقام مكتب الخدمة الاجتماعية بالإدارة العامة للأنشطة الاجتماعية بقطاع المعاهد الأزهرية معسكرًا للفتيات، لمعالجة (الخجل والانطواء) وذلك فى بيت شباب الأزهر بسموحة بالإسكندرية، تحت رعاية الدكتور محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وتوجيهات الدكتور إسماعيل الحداد رئيس الإدارة المركزية لرعاية الطلاب والطالبات.

أنت تسأل ولجنة الفتوى بالأزهر تجيب.. هل يجوز توزيع الميراث وأنا حيّ على أولادي؟

أنت تسأل ولجنة الفتوى بالأزهر تجيب.. هل يجوز توزيع الميراث وأنا حيّ على أولادي؟

تقسيم التركة إنما هو تقسيم شرعى بين الشارع كيفية تقسيمه ولم يجعلها للوارث، أما إذا قسم الإنسان ما بيده من أموال بين أولاده، فينظر: فإن كانت هذه القسمة مجرد كلام، والمال باق بيده حتى توفي، فهى قسمة باطلة، فإن الحى لا يورث، ويقسم المال على الورثة حسب التقسيم الشرعى، أما إن كانت بأن ملك كل واحد منهم شيئا على جهة الهبة الشرعية المستوفية لشرائطها من الإيجاب والقبول والإقباض أو الإذن فى القبض، ودون قصد الإضرار بأحد من أقاربه الورثة، وقبض كل من الأولاد الموهوب لهم ذلك، وكان ذلك فى صحة الواهب وعدم مرضه مرض موت؛ جاز ذلك، وملك كل منهم ما بيده.

الأول150015021504الأخير