05 أكتوبر, 2017

شيوخ الأزهر.. يزفون بشارة النصر إلى المصريين

شيوخ الأزهر.. يزفون بشارة النصر إلى المصريين

الدكتور عبدالحليم محمود.. رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام يعبر قناة السويس ومن خلفه علماء المسلمين وأبطال قواتنا المسلحة

يثبت التاريخ بما لا يدع مجالاً للشك، أن العالم الإسلامى لم يعرف دار عبادة أو منتدى ثقافاً أو كياناً معرفياً نال من الحب والتقدير مثلما ناله الأزهر الشريف جامعاً وجامعة؛ فحول أروقة هذا الصرح العريق التف الطلاب من شتى أنحاء العالم لينهلوا من علومه الوسطية ويعودوا بعد سنوات إلى أوطانهم دعاة سلام ومحبة وقادة وحكاماً انتشلوا شعوبهم من غيابات الفقر والظلم إلى رحاب العدالة الاجتماعية والعيش الكريم، ومن بين أروقة هذا الصرح العريق أيضاً خرج العلماء والمشايخ حاملين راية الدفاع عن الوطن، داعين أبناء الأمة - مسلمين ومسيحيين - إلى الاصطفاف والوقوف يداً واحدة فى وجه أى عدوان يستهدف مصرنا الغالية.

ويتجلى الدور الوطنى لعلماء الأزهر الشريف، فى أبهى صوره أثناء حرب العاشر من رمضان عام 1393 هجرية، السادس من أكتوبر عام 1973 ميلادية؛ ففى هذا اليوم الذى حرر فيه أبطال قواتنا المسلحة البواسل، أرض سيناء الحبيبة، مسطرين بذلك النصر تاريخاً جديداً من العزة والكرامة للمصريين وباقى شعوب الأمة العربية والإسلامية؛ كان الأزهر الشريف بعلمائه ومشايخه وطلابه؛ حاضراً وبقوةٍ فى هذه الحرب؛ ليضعوا بهذا الحضور وتلك المشاركة «درة» غالية فى عقد كفاحهم ونضالهم الوطنى الذى طالما قدموه على مدار ما يزيد عن الألف عام.

مؤازرة الجيش المصرى

التعبئة المعنوية لحرب السادس من أكتوبر عام 1973 ميلادية؛ بدأها علماء الأزهر الشريف قبل هذا التاريخ بسنواتٍ عديدة، فقد احتفظت «بانوراما الأزهر الشريف»، المعروضة فى المكتبة العامة للأزهر؛ بصور نادرة تظهر الإمام الأكبر الدكتور عبدالرحمن تاج، شيخ الأزهر الراحل، وبصحبته عدد من علماء الأزهر، أثناء تلقيهم تدريبات على حمل السلاح بغرض مؤازرة الجيش المصرى والمشاركة مع أبطاله فى صد العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 ميلادية، وهذا الدور البطولى لعلماء الأزهر - آنذاك - كان له أثر بالغ فى تحفيز همة المصريين وجعلهم يدافعون عن أرضهم ويقفون يداً واحدة ضد ذلك العدوان الغاشم، حتى نجحوا فى صده وإلحاق الهزيمة بالمعتدين.

منع تصدير البترول

وفى عام 1967 ميلادية، وأثناء وقوع العدوان الصهيونى على مصر؛ وجه الإمام الأكبر الشيخ حسن مأمون، شيخ الأزهر - آنذاك - أنظار الحكام العرب إلى أهمية استخدام سلاح البترول لردع المعتدين، وذلك حين أطلق نداءات متكررة إلى الملوك والرؤساء العرب، ناشدهم فيها ضرورة تفعيل استخدام سلاح البترول، وكان مما قاله فى هذه النداءات: «أيها المسلمون.. إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، إنها تكافح العدوان الموتور، الممثل فى أمريكا وبريطانيا، وإنى بإسم علماء الأزهر الشريف والمصريين عامة أناشدكم أن توقفوا تصدير البترول إلى دول الغرب، حتى يتحقق النصر وتشاركوا معنا فى ردع هذا العدوان الغاشم على إخوتكم فى مصر»، وبعد ستٍ سنوات من هذه النداءات أدرك الحكام العرب أهمية استخدام هذا السلاح فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 ميلادية، حيث أقفوا تصدير البترول إلى دول الغرب، وهو القرار الذى كان له بالغ الأثر فى تحقيق النصر ورد الكرامة العربية.

ولم يكتف الإمام الأكبر الشيخ حسن مأمون - فى سبيل تحفيز الهمم لصد العدوان الصهيونى على مصر عام 1967 ميلادية - بهذه النداءات، بل خرج مخاطباً جموع المسلمين فى شتى بقاع الأرض؛ قائلاً: «أيها المسلمون.. لا تقعدوا عن القتال لإجلاء العدو عن أرضكم، ومنعه من الاستمرار فى احتلالها لأن كل محاولة من جانب الاستعمار لاحتلال أى جزء من البلاد الإسلامية هى محاولة باطلة شرعاً لا يقرها الإسلام، ولا يرضاها الله ورسوله»؛ كما وجه نداًء إلى الملك السنوسى، عاهل ليبيا - فى ذلك الوقت - ناشده باسم الإسلام أن يقضى على القواعد العسكرية التى أقامتها أمريكا فى طرابلس، والتى أقامتها إنجلترا فى بنغازى وطبرق؛ لأنها خنجر مصوب إلى ظهر مصر المجاهدة المستبسلة، وظل يطالب بهذا حتى قامت الثورة فى ليبيا فحققت هذا الأمل الكبير.

تعبئة الروح المعنوية

واستكمالاً لهذا الدور الوطني؛ اهتم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود - الذى تولى مشيخة الأزهر الشريف فى 27 مارس من عام 1973 ميلادية - بإسهام الأزهريين ومشاركتهم المباشرة فى تعبئة الروح المعنوية لأبطال القوات المسلحة، ولجميع فئات الشعب المصرى، وهو ما كان له الأثر البالغ فى تحقيق نصر السادس من أكتوبر.

وفى هذا الصدد، استعان الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبدالحليم محمود، بأساتذة جامعة الأزهر والعلماء والمشايخ من رجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبطال قواتنا المسلحة، حيث نزل الجميع مع جنودنا البواسل ساحة القتال لتثبيتهم معنوياً، وكانوا يرافقونهم فى الخنادق وفى أماكن التحصينات، وكان لدى العلماء تصريحات خاصة تحمل اللون الأحمر، يتقدمون بها إلى خطوط القتال الأولى، وينزلون إلى الثكنات العسكرية، ليؤكدوا لجنودنا أن النصر مقبل لا محالة، وأنه يجب عليهم كما يحرصون على التسلح بالعتاد العسكرى، أن يتسلحوا بقوة الإيمان، والصدق مع الله والتوكل عليه، ووضوح الهدف الذى يقاتلون من أجله.

وقد كان لهذه التعبئة المعنوية والجرعة الإيمانية التى بثها علماء الأزهر الشريف فى قلوب جنودنا البواسل؛ بالغ الأثر فى تحقيق النصر، ويكفى فى هذا الصدد أن نشير إلى أنه فى إحدى لقاءات العلماء بأبطال قواتنا المسلحة فى شهر رمضان - وكان ذلك قبل الحرب بأيام قليلة - أفتى بعض الدعاة للجنود بأنه نظراً لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم من المستحب الأخذ برخصة الفطر لتكون عوناً لهم فى تحقيق النصر على العدو الصهيونى، ولكن الجنود أجابوا قائلين: «لا نريد أن نفطر إلا فى الجنة».

بشارة النصر

وقبل السادس من أكتوبر، بأيام قلائل حمل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف، بشارة النصر إلى الرئيس محمد أنور السادات، وذلك حين رأى فى المنام النبى صلى الله عليه وسلم، وهو يعبر قناة السويس ومن خلفه علماء المسلمين وأبطال قواتنا المسلحة؛ فى إشارة منه بنجاح العبور للجيش المصرى.

وحين استيقظ ذهب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود، على الفور إلى الرئيس محمد أنور السادات، وأخبره بما رآه فى المنام؛ ليرسخ فى عقل «السادات» نجاح العبور وتحقق النصر، واقترح عليه أن يتخذ قرار الحرب فوراً، مطمئناً إياه بأن النصر حليف الجيش المصرى، وبعدها ذهب الإمام الأكبر مسرعاً إلى الجامع الأزهر الشريف، وألقى من فوق منبره خطبة قال فيها: «إن حربنا مع إسرائيل هى حرب فى سبيل الله، وإن الذين يموتون فيها شهداء ولهم الجنة، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق».

بشارة النصر التى حملها شيخ الأزهر، للرئيس محمد أنور السادات، يؤكدها الدكتور إبراهيم عوض، فى كتابه الذى جاء تحت عنوان: «عبدالحليم محمود.. صوفى من زماننا»؛ حيث يقول: «قبل حرب أكتوبر، رأى الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف، النبى صلى الله عليه وسلم، فى المنام وهو يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وأبطال قواتنا المسلحة؛ فاستبشر الإمام الأكبر خيراً، وأيقن أن النصر مقبل لا محالة».

البشارة ذاتها، يؤكدها أيضاً الدكتور محمود جامع، فى كتابه: «كيف عرفت السادات؟»؛ قائلاً: «ولا ننسى أن الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف، هو الذى بشرنا بالنصر فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 ميلادية، وذلك عندما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - فى المنام وهو يرفع راية الله أكبر، ويعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين والجيش المصرى».

أحمد نبيوة – محمد أبوالعيون

قراءة (11461)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
رمضان فى نيجيريا .. "العصيدة" و"الدويه" للإفطار.. واللحم والأسماك فى السحور
متابعات

رمضان فى نيجيريا .. "العصيدة" و"الدويه" للإفطار.. واللحم والأسماك فى السحور

 

يمثل شهر رمضان المبارك موسما للطاعات والعبادات فى كل أنحاء العالم الاسلامي كما يتميز كل بلد اسلامي بعادات وطقوس رمضانية اختلف عن البلدان الاخرى.. صوت الازهر تنقل لقرائها الاجواء الرمضانية بكل لغات العالم وفى سائر البلاد الاسلامية.. واليوم نعيش أجواء رمضان ونفحاته فى دولة نيجيريا والتى ينقلها لنا الشيخ محمد جامع السليمانى إمام وخطيب مسجد نور الاستقامة بمحافظة كوارة بنيجيريا..

 

يقول الشيخ محمد: يستعد المسلمون فى نيجيريا لاستقبال شهر رمضان من الأسبوع الأخير من شهر شعبان، حيث يحرص أهالى نيجيريا على شراء فرش للمساجد كل عام فى رمضان، ويجمعون الاموال كل حسب قدرته ليشتروا بها ما يفرش المسجد ويزينه وكذلك يزينون المآذن والمساجد بالزينة والمصابيح الكهربائية، ويعرف المسلمون فى نيجيريا غرة الشهر عن طريق مجمعالبحوث الإسلامية النيجيرى فإذا غم عليهم هلال شهر رمضان يتبعون المملكة العربية السعودية كونها بلد الله الحرام، ومع ثبوت الهلال يخرج المسلمون فى كل بلدان نيجيريا فى احتفال حاشد وكبير يطوف شوارع المدن الرئيسية، يدقون الطبول، ويرددون الأغانى ابتهاجا بقدوم شهر رمضان مرددين (مرحبا بك يا رمضانمرحبا بك يا رمضان، يا فرحة الدين يا قرة العين للانسان، آتى هلالك للأكوانعلى نهاية من شعبان، اتيت بالروح والريحان، وافيت اهلك بالغفران، احلى ما فيك من قرآن، ذلك رغم للشيطان)، عند دخول شهر رمضان تقفل المطاعم والمقاهى فى النهار لتفتح بعد الافطار، والاسواق التجارية تعمل ليلا حتى دخول الفجر ثم تغلق بعد ذلك طوال النهار.

 

بر وصلة

وعن العادات الرمضانية يحدثنا السليمانى قائلا: من العادات الجميلة فى رمضان زيارة الأقارب والأصدقاء بكثرة بعد صلاة العشاء، ورمضان فى نيجيريا هو شهر البر وصلة الرحم، فالكل يحرص فيه على زيارة أهله وأقاربه تقربا إلى الله تعالى، كما يحرص مسلمى نيجيريا على أن تتناول الأسر المتجاورة وجبة الإفطار مع بعض فتجمع الصوانى والأوانى من البيوت وتوضع فى أقرب مكان من المساجد، وبعد أن يؤدى الجميع صلاة المغرب جماعة، يجلس الرجال مع بعضهم، وكذلك تجلس النساء معا فى المكان المخصص لهن لتناول طعام إفطارهن، وبعد تناول الإفطار يذهب كل من الرجال والنساء إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء والتراويح، ولسماع دروس الوعظ، وقراءة القرآن ويعودون إلى منازلهم حوالى منتصف الليل، ومن عادات مسلمى نيجيريا فى صلاة التراويح تخصيص كل ليلة من ليالى رمضان بصلوات خاصة على سيدنا رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم، وأذكار معينة، إضافة إلى الاجتماع لقراءة أذكار فضائل كل ليلة من ليالى الشهر المبارك، ويعظم المسلمون النيجيريون ليلة القدر، وهم يميلون إلى الاعتقاد بأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، ويخصونها بكثير من التضرع والأستغفار والذكر وقراءة القرآن حتى السحور، وفى آخر ليلة من رمضان يغنى الكل قائلين "مع السلامة يا رمضان".

 

العصيدة

وعن أشهر المؤكولات فى نيجيريا يقول السليمانى: يقبل النيجيريون فى رمضان للفطور على أكلة "العصيدة" وهى أكلة تصنع مع اللحم وتعد من أفخر الأكلات التى تعد خلال هذا الشهر الكريم، وهناك أكلة أخرى تسمى "الدويه" وهى تحضر من اللحموالأرزوالقمح ، وسلطة "أذنجي"، ومن الأكلات المشهورة فى وجبة السحور تناول المرق واللحم والأسماك ويشربون العصير، و"التو" وهى عبارة عن صلصة الأرز والخضار، وشرب اللبن والشاي.

 

لطفى عطية

 

 

الأول159916011603الأخير