29 نوفمبر, 2016

رئيس المجلس الأعلى للفتوى بموريتانيا: دور الأزهر تاريخى فى بناء الشخصية الإسلامية

رئيس المجلس الأعلى للفتوى بموريتانيا: دور الأزهر تاريخى فى بناء الشخصية الإسلامية

أكد محمد المختار ولد امباله، رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم بموريتانيا، أن قانون التعايش المشترك بين مختلف الأجناس مستقى من القرآن الكريم والسنة اللذين طالبا بالاندماج والتعاون على الوحدة والترابط والابتعاد عن الانحراف الفكرى والأخلاقى. وأضاف المختار فى حواره لـ«صوت الأزهر» أن دور الأزهر تاريخى فى قيادة الأمة العربية والإسلامية، مطالبًا الدعاة بإرشاد الناس إلى الشريعة الإسلامية لإرساء الإنصاف والعدالة، وتصحيح صورة الإسلام فى الخارج ورفع الظلم عن المكلومين فى إفريقيا الوسطى.

 بداية، كيف ترى دور الأزهر فى الفترة الحالية؟

- دور الأزهر تاريخى، فهو أكبر المؤسسات العلمية والدينية بالعالم فى نشر الإسلام فى غرب إفريقيا وآسيا وكل البلاد عن طريق معاهده وجامعاته التى يدرس بها المسلمون من كل مكان، وعلى المؤسسات الدينية الكبيرة التى أصابها بعض الفتور أن تنهض وتتعافى لتستكمل مع الأزهر الشريف بناء الشخصية الإسلامية الصحيحة للخروج من الأزمات التى تلاحق الأمة. 

 البعض يرجع ما يحدث للأمة الإسلامية من أفكار تكفيرية وتطرف وإرهاب إلى عدم التكوين العلمى للمفتين والأئمة.. ما تعليقك؟

- التكوين العلمى يهدى الإنسان إلى سبيل الرشاد والحق، خاصة لدى المفتين والأئمة لأنهم مرجعيات الناس، فعلاقة الإنسان بأخيه تحتاج إلى الصحة العقلية لنفسه ومجتمعه خاصة فى الوقت الحاضر الذى قل فيه العلم وكثر الجهل مدخل الفوضى بالفتوى، وأصبح هناك من يفتى بغير علم، وهذا لن يتأتى إلا بالفهم والتفقه فى الدين بالعلم؛ لأنه مرتبط بالأوامر الإلهية وتشعباتها فى نسيج الحياة اليومية الدراسة الأكثر أهمية المفتوحة للإنسان لتمتعه بموهبة العقل والتدبر، فالعلاقات البشرية لها معان واسعة، ولابد من قانون ينظم التعايش المشترك وليس هناك أشمل من القرآن والسنة النبوية الشريفة التى وضحتها الشريعة الإسلامية فى أهمية طلب العلم والحرص عليه مطلوب فى كل المراحل العمرية؛ لأن فيه وحدة وتكاملاً وتعاوناً وتحصيناً من الانحراف الفكرى والأخلاقى.

 كيف نوقف مثل الفتن الدخيلة التى تتبناها الجماعات الإرهابية ضد الشعوب الإسلامية؟

- يجب على العالم الإسلامى التكاتف للدفاع المشترك لوقف هذه الفتن ببيان نقاء جوهر الإسلام وصفاء تعاليمه، فمصر تبذل جهودًا مشكورة فى مقاومة هذه الفتن بالمؤتمرات التى يعقدها الأزهر الشريف والأمانة العامة لدور الإفتاء فى العالم لوضع الخطط والإستراتيجيات بالتوصيات المهمة والفعالة لمحاربة الفكر التكفيرى والتطرف والإرهاب لبيان سماحة الإسلام ووسطيته المعتدلة فى عدم التشدد والمغالاة فى الأمور الخلافية، وينبغى تضافر جهود الجميع من أجل إعداد الجيل الصالح ممن يتولون الفتوى، وإعداد الأئمة والدعاة لتوضيح صحيح الدين بما يتطابق مع كتاب الله وسنة النبى الكريم.

 باتت الأمة الإسلامية تعانى شلالات الدماء فى شوارع المسلمين الآن.. كيف يتم وقف النزعات القبلية؟

- هذا ابتلاء وأمارة لآخر الزمان بكثرة الهرج والقتل، فيقتل شخص لا يعلم القاتل فيما قتل ولا المقتول لماذا قتل، وللخروج من هذه الورطات تحتاج إلى مجهودات كبيرة، وأن يساهم كل من فى موقعه علماء ودعاة وإرشادهم وبيان العقيدة الصحيحة للدين ويساهم الحكام بعدلهم بين الناس، وجهود العلماء بالعودة إلى كتاب الله تسعى إلى سرعة التخلص من النزعة الوهمية والقبلية لعودة الإنصاف بين الناس.

 كيف ترى تعرض الأقليات المسلمة للقهر والتهجير فى غفلة من العالم الإسلامى؟

- معاناة الأقليات المسلمة فى البلاد غير الإسلامية تختلف من بلد إلى أخرى، وهناك العديد من البلاد تجرى عليها قوانين غير إسلامية كحظر الأذان والذبح الشرعى وكثير من الأمور يكون فيها ضيق من المسلمين من الناحية الدينية، وتحتاج أن تساعد بالنظر فى واقعها وحالها وتقدر ظروفها ويجتهد فى أمورها، ولابد أن تتدخل الحكومات الإسلامية لتوفير الأمن لها  لتنال من الترخيص والتيسير لرفع الظلم عنها فى بورما وإفريقيا الوسطى وغيرها، لأن المسلمين كالجسد الواحد إذا تداع عضو اشتكت سائر الأعضاء.

 ما الحلول لإعادة الوحدة الإسلامية فى بلاد المسلمين؟

- رجال المسلمين الرشد كثر ينادون من كل مكان، ويدعون إلى الإصلاح وينهون عن المنكر من هذا القتال والتشاجر، ولكنها سنة الله فى الأرض التصارع بين الشر والخير إلى يوم القيامة، والعودة إلى كتاب الله وسنة النبى الكريم سوف تؤهلنا إلى كلمة سواء تجنبنا الصدام والقتال، وتمهد لنا طريق التعايش لتحقيق المصلحة العامة بالعدالة.

ما دور العلماء والمؤسسات الدينية لتوضيح الصورة الصحيحة لمن يصفون الدين بالعنف ويستغلون الشباب؟

- علينا جهود كبيرة بنظرة علمية وسطية ترعى المصالح وترتكز على الشريعة، للنصح والتوجيه بالرفق والعدالة وإعطاء كل ذى حق حقه، بالإرشاد والنصح، والمضى على نهج الأزهر الشريف فى كل الأمور الدينية للتبصير بأمور الدين الصحيح ومقارعة الحقوق بالحجة والدليل الصحيح وتبيان الحق ومقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل، واناشد المؤسسات الدينية والأحزاب السياسية والبرلمانات العربية بالمساهمة الإيجابية فى تصحيح صورة الدين الحنيف على الصعيد العربى والعالمى.

مصطفى هنداوى

قراءة (3767)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
رمضان فى نيجيريا .. "العصيدة" و"الدويه" للإفطار.. واللحم والأسماك فى السحور
متابعات

رمضان فى نيجيريا .. "العصيدة" و"الدويه" للإفطار.. واللحم والأسماك فى السحور

 

يمثل شهر رمضان المبارك موسما للطاعات والعبادات فى كل أنحاء العالم الاسلامي كما يتميز كل بلد اسلامي بعادات وطقوس رمضانية اختلف عن البلدان الاخرى.. صوت الازهر تنقل لقرائها الاجواء الرمضانية بكل لغات العالم وفى سائر البلاد الاسلامية.. واليوم نعيش أجواء رمضان ونفحاته فى دولة نيجيريا والتى ينقلها لنا الشيخ محمد جامع السليمانى إمام وخطيب مسجد نور الاستقامة بمحافظة كوارة بنيجيريا..

 

يقول الشيخ محمد: يستعد المسلمون فى نيجيريا لاستقبال شهر رمضان من الأسبوع الأخير من شهر شعبان، حيث يحرص أهالى نيجيريا على شراء فرش للمساجد كل عام فى رمضان، ويجمعون الاموال كل حسب قدرته ليشتروا بها ما يفرش المسجد ويزينه وكذلك يزينون المآذن والمساجد بالزينة والمصابيح الكهربائية، ويعرف المسلمون فى نيجيريا غرة الشهر عن طريق مجمعالبحوث الإسلامية النيجيرى فإذا غم عليهم هلال شهر رمضان يتبعون المملكة العربية السعودية كونها بلد الله الحرام، ومع ثبوت الهلال يخرج المسلمون فى كل بلدان نيجيريا فى احتفال حاشد وكبير يطوف شوارع المدن الرئيسية، يدقون الطبول، ويرددون الأغانى ابتهاجا بقدوم شهر رمضان مرددين (مرحبا بك يا رمضانمرحبا بك يا رمضان، يا فرحة الدين يا قرة العين للانسان، آتى هلالك للأكوانعلى نهاية من شعبان، اتيت بالروح والريحان، وافيت اهلك بالغفران، احلى ما فيك من قرآن، ذلك رغم للشيطان)، عند دخول شهر رمضان تقفل المطاعم والمقاهى فى النهار لتفتح بعد الافطار، والاسواق التجارية تعمل ليلا حتى دخول الفجر ثم تغلق بعد ذلك طوال النهار.

 

بر وصلة

وعن العادات الرمضانية يحدثنا السليمانى قائلا: من العادات الجميلة فى رمضان زيارة الأقارب والأصدقاء بكثرة بعد صلاة العشاء، ورمضان فى نيجيريا هو شهر البر وصلة الرحم، فالكل يحرص فيه على زيارة أهله وأقاربه تقربا إلى الله تعالى، كما يحرص مسلمى نيجيريا على أن تتناول الأسر المتجاورة وجبة الإفطار مع بعض فتجمع الصوانى والأوانى من البيوت وتوضع فى أقرب مكان من المساجد، وبعد أن يؤدى الجميع صلاة المغرب جماعة، يجلس الرجال مع بعضهم، وكذلك تجلس النساء معا فى المكان المخصص لهن لتناول طعام إفطارهن، وبعد تناول الإفطار يذهب كل من الرجال والنساء إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء والتراويح، ولسماع دروس الوعظ، وقراءة القرآن ويعودون إلى منازلهم حوالى منتصف الليل، ومن عادات مسلمى نيجيريا فى صلاة التراويح تخصيص كل ليلة من ليالى رمضان بصلوات خاصة على سيدنا رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم، وأذكار معينة، إضافة إلى الاجتماع لقراءة أذكار فضائل كل ليلة من ليالى الشهر المبارك، ويعظم المسلمون النيجيريون ليلة القدر، وهم يميلون إلى الاعتقاد بأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان، ويخصونها بكثير من التضرع والأستغفار والذكر وقراءة القرآن حتى السحور، وفى آخر ليلة من رمضان يغنى الكل قائلين "مع السلامة يا رمضان".

 

العصيدة

وعن أشهر المؤكولات فى نيجيريا يقول السليمانى: يقبل النيجيريون فى رمضان للفطور على أكلة "العصيدة" وهى أكلة تصنع مع اللحم وتعد من أفخر الأكلات التى تعد خلال هذا الشهر الكريم، وهناك أكلة أخرى تسمى "الدويه" وهى تحضر من اللحموالأرزوالقمح ، وسلطة "أذنجي"، ومن الأكلات المشهورة فى وجبة السحور تناول المرق واللحم والأسماك ويشربون العصير، و"التو" وهى عبارة عن صلصة الأرز والخضار، وشرب اللبن والشاي.

 

لطفى عطية

 

 

الأول162416261628الأخير