17 فبراير, 2020

معهد العلوم الإسلامية ينظم ندوة توعوية عن "فيروس كورونا المستجد"

معهد العلوم الإسلامية ينظم ندوة توعوية عن "فيروس كورونا المستجد"

برعاية فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة الشيخ/ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، ومتابعة فضيلة الشيخ/ علي خليل، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، نظَّم معهد العلوم الإسلامية بالتجمع الأول ندوة توعوية عن "فيروس كورونا المستجد".
تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الندوات التوعوية التي ينظمها مكتب الخدمة الاجتماعية بالمعهد، بالتعاون مع الدكتور/ حسين عبد الحميد، الطبيب المقيم بالمعهد؛ وذلك بهدف تثقيف وتوعية الطلاب والعاملين وأعضاء هيئة التدريس بكيفية المواجهة وطرق الوقاية من هذا الفيروس.
وقد بيّن الطبيب أهمية اتباع إجراءات السلامة الصحية والسلوكيات السليمة للوقاية من جميع الأمراض،لافتًا إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة عن كيفية تجنُّب الإصابة وطرق التعامل في حالة حدوث إصابة، وكيفية رفع المناعة للحد من الإصابة، ونشر تلك التعليمات في أماكن التجمعات البشرية كالمدارس والجامعات والنوادي.
وأكد الطبيب أن أعراض الإصابة بالفيروس تبدأ بأعراض شبيهة بنزلات البرد من ارتفاع درجة الحرارة وسعال وصداع الرأس وعطس، ولكن يزيد فيروس كورونا بتعب بالجهاز التنفسي العلوي لتتطور إلى التهاب رئوي، مشيرًا إلى أنه في حالة ظهور مثل هذه الأعراض يجب البقاء في المنزل وتجنب الاختلاط بالآخرين، وتغطية الأنف والفم بالمنديل أثناء السعال أو العطس، بالإضافة إلى المحافظة على نظافة اليدين وغسلهما لمدة 20 ثانية على الأقل بالماء والصابون أو بالمعقم الكحولي، والاهتمام بالغذاء الصحي وارتداء الكمامة الطبية.
واستعرض الطبيب العديد من المعلومات المهمة عن المرض، مشيرًا إلى وجود 37,558 ألف حالة مرضية معظمها في دولة الصين، ووفاة 812 حالة مرتبط ببعض السلوكيات والعادات الصينية عن طريق اعتمادهم على أكل الحيوانات، مما جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان؛ وهو السبب في زيادته وانتشاره، كما تحدَّث عن المرض وكيفية انتقال العدوى وطرق الوقاية من الفيروس، والإجراءات الوقائية التي تقوم بها وزارة الصحة، مشددًا على أهمية الثقافة الصحية باتباع العادات السليمة التي تحمي من الإصابة بالكثير من الأمراض، وضرورة عدم الانسياق وراء الإشاعات، والتحقق من المعلومات من خلال البيانات الرسمية.
وفي نهاية الندوة تم فتح باب الحوار لتساؤلات واستفسارات الحضور للطبيب، وتم عرض فيلم تسجيلي من إعداد منظمة الصحة العالمية عن أسباب الإصابة بالفيروس وطرق الوقاية.

قراءة (16518)/تعليقات (0)

الإمام الأكبر للشعوب الأوروبية والمسلمين : المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية
أمة واحدة

الإمام الأكبر للشعوب الأوروبية والمسلمين : المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن المواطنة الكاملة لا تتناقض أبدا مع الإندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية وإنه قد آن الأوان لننتقل من فقه الأقليات إلى فقه الإندماج والتعايش الإيجابي مع الآخرين  ، وإن العولمة مثلت مرحلة جديدة على طريق الصراع العالمي ولابد من استبدالها بـ"العالمية" ، مؤكدا أن عالمية الإسلام تنظر إلى العالم كله على أنه مجتمع واحد تتوزع فيه مسئولية الأمن والسلام على الجميع .

جاء ذلك في كلمته خلال إطلاقه الملتقي الثاني للحوار بين حكماء الشرق والغرب بالعاصمة الفرنسية باريس.

وفيما يلي نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

..   ..     ..

 

الحمد لله والصــلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

 

السـادة الأجـلاء من أهل العلم والفكر والسياسـة ومن رجال الدين

 

الســــلام عليكـــم ورحمـة الله وبـــركاته؛

فيسرني باسمي وباسم مجلس الحكماء أن أرحب بكم هنا على أرض فرنسا وفي عاصمتها العريقة، عاصمة الأدب العالمي والفكر الحر، ومهد الثورة الكبرى التي انطلقت من أرضها الثائرة على الظلم والقهر، منذ أكثر من قرنين، وبإرادة شعبها الذي حرر أوروبا من أغلالٍ وقيودٍ كبَّلتها قرونًا طوالا،  واستعبدتها مرة باسم السلطان، وأخرى باسم الدَّين، وثالثةً باسم الإقطاع، حتى باتت الثورةُ الفرنسية مَعْلمًا من أهم معالم التاريخ ومرجعًا لفلسفة الحرية والحضارة، وتنوير العقل الأوربي وانتشاله من طَورِ الرُّكود والجمود إلى التحليق عاليًا في آفاق الإبداع والعلم والثقافة والفنون.. وحتى باتت أوروبا المعاصرة بكل ما تَزخَرُ به من تقدم مذهلٍٍ في العلم والمعرفة والرقي الإنساني، والديمقراطية وحقــوق الإنســـان، مدينة للثــورة الفرنسية، ولفرنسا والفرنسيين.. فتحيةً لهذا البلد، وتحيـــةً لأهله، ولكلِّ محبي الســلام والعدل والمســاواة بين الناس.    


 أيها الســــادة!

هذا هو اللقاء الثاني بين حكماء الشرق وحكماء الغرب ..، بعد اللقاء الأول الذي عُقد في مدينة فلورنسا، مدينة الحوار والفن والثقافة: في الثامن من يونيو من العام الماضي (8 يونيو 2015م)، والذي أظلَّه  –حينذاك- أملٌ قويٌ في ضرورة أن يبحث حكماء الغرب وحكماء الشرق عن مخرج من الأزمة العالمية التي وصفْتُها في كلمتي في فلورنسا بأنها «إن تُركت تتدحرج مثلَ كرة الثلج فإن البشرية كلَّها سوف تدفع ثمنها: خرابًا ودمارًا وتخَلُّفًا وسَفْكًا للدِّماء؛ وربما بأكثر مما دفعته في الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن الماضي»، ولم تمضِ شهورٌ ستَّةٌ على هذا التخوَّف الذي شابته مسحة من التشاؤم، ربما غير المشروع، حتى شهدتْ باريس الجميلة المتألقة، ليلةً سوداء، فَقَدَت فيها من أبنائها قَرابةَ مائة وأربعين ضحية، سُفِكَت دماؤُهم في غَمْضةِ عين، إضافة إلى ثلاثةِ مائة وثمان وستين آخَرين، في حادثة إرهاب أسود لا يختلف اثنان في الشرق ولا في الغرب في رفضه وازدراء مُرَّتكِبِيِه، وتنَكُّبهم للفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية وكل تعاليم الأديان والأعراف والقوانين..

ولعلكــم تتفقــون معي في أن هذا الحادث الأليم، ومثلُه حوادثُ أخرى دموية وقعت في بلجيكا، بل حوادث أشدُّ دمويةً وأكثر وحشيةً، تحدُث كل يوم في الشرق الذي غَرِقَ إلى أذنيه في مستنقعات الدَّمِ والثُّكْل واليُتْم والتهجير، والهروب إلى غير وِجْهةٍ في الفيافي والقفار، بلا مأوى ولا غِذاءٍ ولاَ غطاء.. هذه الحوادثُ تَفرِضُ فرضًا على أصحاب القرار النافذ والمؤثرِ في مجريات الأحداث، أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملةً أمامَ الضَّمِيِر العالمي والإنساني، وأمامَ التاريخِ، (بل أمام الل

الأول163316351637الأخير