11 أبريل, 2021

«البحوث الإسلامية» يصدر العدد الأول من مجلة «واعظات الأزهر»

«البحوث الإسلامية» يصدر العدد الأول من مجلة «واعظات الأزهر»

-    حوار حصري مع الإمام الأكبر بمناسبة مرور 11 عامًا على توليه مشيخة الأزهر
-    معالجة نوعية لقضايا المرأة وقصص واقعية لنماذج أسرية متميزة
-    فتاوى نسائية وتفنيد للشبهات المثارة حول المرأة

يُصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في الأول من شهر رمضان المبارك، العدد الأول من مجلة «واعظات الأزهر»، في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ودعمه لدور الواعظات الدعوي والتوعوي في المجتمع والمشاركة الفاعلة عبر وسائل الاتصال المختلفة التي تقدم قضايا المرأة بالشكل الذي يناسب هذه الفئة المهمة ويلبي احتياجاتها.
وقال الدكتور نظير عيَّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن المجلة ستصدر بشكل دوري ربع سنوي، وسيتم توزيعها كملحق مع مجلة الأزهر التي تصدر بداية كل شهر عربي، مؤكدًا أن إصدار هذه المجلة جاء تلبية لاحتياجات المرأة المسلمة، واعتناءً بكثير من الأمور الخاصة بها.
وأشار عيَّاد إلى أن المجلة ستنفرد في عددها الأول بنشر حوار حصري مع فضيلة الإمام الأكبر أ. د/ أحمد الطيب؛ بمناسبة مرور 11 عامًا على تولِّي فضيلته منصب شيخ الأزهر، كما أنها ستنشر البرامج الدعوية للواعظات خلال شهر رمضان، والأنشطة والفعاليات الدعوية التي ينظِّمنها بشكل متواصل، إلى جانب تسليط الضوء على النماذج المشرِّفة والمضيئة من فتيات الأزهر اللاتي قدَّمن تجارب مفيدة لخدمة المجتمع.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن المجلة تضم بين دفتيها عددًا من الأبواب المتنوعة التي تركِّز على موضوعات وثيقة الصلة بواقع المرأة والتي ترتبط بجوانب شرعية وحياتية تخص المرأة المسلمة، مشيرًا إلى أن أبرز تلك الأبواب: «فتاوى النساء»، و«بيتك جنة»، و«قصص لم الشمل»، و«قالوا ونقول» الذي يقدِّم ردودًا علمية على الشبهات المُثارة عبر وسائل الإعلام المختلفة حول اتهام الإسلام بامتهان المرأة، و«مصابيح البيوت» الذي ينشر قصصًا لسيدات صاحبات دور أسري متميز.
فيما أوضحت د. إلهام شاهين مساعيد الأمين العام لشئون الواعظات، أن المجلة تمثل خطوة فريدة ونوعية لجهود الأزهر الشريف ودعمه لدور المرأة الدعوي والتوعوي في المجتمع، حيث تنشر المجلة في عددها الأول، عددًا من المقالات والتحقيقات التي تتناول جملة من القضايا التي تهم المرأة، وتسهم في تقديم بعض النصائح المهمة التي تساعدها على مواجهة الأزمات والتعامل مع المشكلات الحياتية المختلفة.
أضافت شاهين أن هذه المجلة التي تصدر لأول مرة بهذا الشكل المقدمة من خلاله تحتوي على الأول لمنتدى المرأة التثقيفي، الذي نظَّمته المجلة بمجمع البحوث الإسلامية، تحت عنوان: «أسرة سعيدة»، إلى جانب بعض الحوارات الصحفية ومنها ما تم إجراءه مع د. خضرة سالم، أول برلمانية أزهرية في مجلس الشيوخ، وحوار مع أحد أعضاء فريق «إيناكتس الأزهر» الحاصل على المركز الأول عالميًّا في مجال ريادة الأعمال والمشاريع المجتمعية.

قراءة (24717)/تعليقات (0)

الإمام الأكبر للشعوب الأوروبية والمسلمين : المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية
أمة واحدة

الإمام الأكبر للشعوب الأوروبية والمسلمين : المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن المواطنة الكاملة لا تتناقض أبدا مع الإندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية وإنه قد آن الأوان لننتقل من فقه الأقليات إلى فقه الإندماج والتعايش الإيجابي مع الآخرين  ، وإن العولمة مثلت مرحلة جديدة على طريق الصراع العالمي ولابد من استبدالها بـ"العالمية" ، مؤكدا أن عالمية الإسلام تنظر إلى العالم كله على أنه مجتمع واحد تتوزع فيه مسئولية الأمن والسلام على الجميع .

جاء ذلك في كلمته خلال إطلاقه الملتقي الثاني للحوار بين حكماء الشرق والغرب بالعاصمة الفرنسية باريس.

وفيما يلي نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

..   ..     ..

 

الحمد لله والصــلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

 

السـادة الأجـلاء من أهل العلم والفكر والسياسـة ومن رجال الدين

 

الســــلام عليكـــم ورحمـة الله وبـــركاته؛

فيسرني باسمي وباسم مجلس الحكماء أن أرحب بكم هنا على أرض فرنسا وفي عاصمتها العريقة، عاصمة الأدب العالمي والفكر الحر، ومهد الثورة الكبرى التي انطلقت من أرضها الثائرة على الظلم والقهر، منذ أكثر من قرنين، وبإرادة شعبها الذي حرر أوروبا من أغلالٍ وقيودٍ كبَّلتها قرونًا طوالا،  واستعبدتها مرة باسم السلطان، وأخرى باسم الدَّين، وثالثةً باسم الإقطاع، حتى باتت الثورةُ الفرنسية مَعْلمًا من أهم معالم التاريخ ومرجعًا لفلسفة الحرية والحضارة، وتنوير العقل الأوربي وانتشاله من طَورِ الرُّكود والجمود إلى التحليق عاليًا في آفاق الإبداع والعلم والثقافة والفنون.. وحتى باتت أوروبا المعاصرة بكل ما تَزخَرُ به من تقدم مذهلٍٍ في العلم والمعرفة والرقي الإنساني، والديمقراطية وحقــوق الإنســـان، مدينة للثــورة الفرنسية، ولفرنسا والفرنسيين.. فتحيةً لهذا البلد، وتحيـــةً لأهله، ولكلِّ محبي الســلام والعدل والمســاواة بين الناس.    


 أيها الســــادة!

هذا هو اللقاء الثاني بين حكماء الشرق وحكماء الغرب ..، بعد اللقاء الأول الذي عُقد في مدينة فلورنسا، مدينة الحوار والفن والثقافة: في الثامن من يونيو من العام الماضي (8 يونيو 2015م)، والذي أظلَّه  –حينذاك- أملٌ قويٌ في ضرورة أن يبحث حكماء الغرب وحكماء الشرق عن مخرج من الأزمة العالمية التي وصفْتُها في كلمتي في فلورنسا بأنها «إن تُركت تتدحرج مثلَ كرة الثلج فإن البشرية كلَّها سوف تدفع ثمنها: خرابًا ودمارًا وتخَلُّفًا وسَفْكًا للدِّماء؛ وربما بأكثر مما دفعته في الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن الماضي»، ولم تمضِ شهورٌ ستَّةٌ على هذا التخوَّف الذي شابته مسحة من التشاؤم، ربما غير المشروع، حتى شهدتْ باريس الجميلة المتألقة، ليلةً سوداء، فَقَدَت فيها من أبنائها قَرابةَ مائة وأربعين ضحية، سُفِكَت دماؤُهم في غَمْضةِ عين، إضافة إلى ثلاثةِ مائة وثمان وستين آخَرين، في حادثة إرهاب أسود لا يختلف اثنان في الشرق ولا في الغرب في رفضه وازدراء مُرَّتكِبِيِه، وتنَكُّبهم للفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية وكل تعاليم الأديان والأعراف والقوانين..

ولعلكــم تتفقــون معي في أن هذا الحادث الأليم، ومثلُه حوادثُ أخرى دموية وقعت في بلجيكا، بل حوادث أشدُّ دمويةً وأكثر وحشيةً، تحدُث كل يوم في الشرق الذي غَرِقَ إلى أذنيه في مستنقعات الدَّمِ والثُّكْل واليُتْم والتهجير، والهروب إلى غير وِجْهةٍ في الفيافي والقفار، بلا مأوى ولا غِذاءٍ ولاَ غطاء.. هذه الحوادثُ تَفرِضُ فرضًا على أصحاب القرار النافذ والمؤثرِ في مجريات الأحداث، أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملةً أمامَ الضَّمِيِر العالمي والإنساني، وأمامَ التاريخِ، (بل أمام الل

الأول163316351637الأخير