21 مايو, 2019

د. عبدالمنعم فؤاد المشرف العام على الرواق الأزهرى: الاحتفال بيوم الأزهر فكرة انتبه إليها الإمام الأكبر باعتباره "من أيام الله"

د. عبدالمنعم فؤاد المشرف العام على الرواق الأزهرى: الاحتفال بيوم الأزهر فكرة انتبه إليها الإمام الأكبر باعتباره "من أيام الله"

15ألف طالب يدرسون صحيح الإسلام بأروقة الأزهر.. وقريبا فروع جديدة بالمحافظات

خارطة طريق لتنظيم الأروقة الخارجية القائمة حاليا.. وغرفة عمليات لمتابعة الدراسة بها

أبهرنى تاجر مجاور للأزهر تعلم المنطق وأتقنه من خلال حضوره بالرواق

حوار: محمد الصباغ

أكد الدكتور عبدالمنعم فؤاد المشرف العام على الرواق الأزهرى أن إقامة احتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر وهى الذكرى 1079 أمر انتبه إليه فضيلة الإمام الأكبر، مشيراً إلى أن هذه المؤسسة العريقة خرَّجت أكابر العلماء كابن خلدون والزعماء الوطنيين أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول لافتا إلى أن الجامع الأزهر يقبل على الدراسة بأروقته الداخلية والخارجية أكثر من 15 ألف طالب وطالبة مبينا أن الرواق الأزهرى يشهد تطورا ملحوظا من خلال استضافة كبار العلماء وتنظيم ملتقيات فكرية لمناقشة القضايا التى تشغل الشباب والمجتمع. معلنا أنه نهاية الشهر الحالى سيتم تشكيل لجنة لدراسة افتتاح أروقة بكافة المحافظات وإعادة تنظيم الأروقة الحالية وغرفة عمليات بالجامع الأزهر لمتابعة ما يتم تدريسه بكافة الأفرع..

شهدنا أمس الأول الاحتفال بالذكرى 1079 على تأسيس الجامع الأزهر.. من أين جاءت الفكرة؟

الاحتفال بيوم الأزهر أمر انتبه إليه فضيلة الإمام الأكبر حيث قرر أن يكون السابع من رمضان ذكرى لهذا المكان باعتباره يوما من أيام الله فيه ذكر اسم الله منذ تأسيسه عام 361هـ وحرص فيه العلماء على نشر الوسطية والاعتدال وتدرس فيه العلوم الشرعية والعربية وتتلى فيه آيات الله ويقدم المنهج الوسطى الأزهرى الذى يحتاج العالم إليه اليوم.

وكيف ترى الإقبال الغفير الذى شهده الاحتفال؟

الإقبال الجماهيرى الذى رأيناه يؤكد مدى ارتباط المسلمين بالأزهر ولولا مكانته ما رأينا هذا الحب الجارف والإقبال الكثيف فمنه تخرج أكابر العلماء كابن خلدون المؤرخ المعروف وابن حجر العسقلانى شارح صحيح البخارى وغيرهما كالإمام النووى والسخاوى والقلقشندى كما تخرج منه الزعماء الوطنيون أمثال مصطفى كامل وسعد زغلول وكذا الأئمة والدعاة المعروفون كالإمام محمد عبده والغزالى والشيخ جاد الحق والشيخ سيد طنطاوى والشيخ الشعراوى والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وغيرهم، فهذه البقعة المباركة قدمت للدنيا علماء وأدباء وتحرك ركب هؤلاء العلماء والأدباء إلى كل بقاع الدنيا.

يشهد الأزهر الشريف منذ تأسيسه إلى يومنا هذا إقبالا من الطلاب لينهلوا من علومه فى ظل وجود العديد من الجامعات.. كيف ترى هذا الإقبال؟

الجامع الأزهر محل ثقة للمسلمين جميعا فضلا عن المصريين فهذا المكان المبارك مؤتمن على عقول أبنائهم لذلك يرسلونهم من كل بقاع الأرض لينهلوا الوسطية من منبعها الأصيل ففى جامعة الأزهر تجد أكثر من 40 ألف طالب من 120 دولة وفى الجامع الأزهر يدرس أكثر 7000 طالب وطالبة فى أروقته و3000 بالإسكندرية و5000 فى المحافظات الأخرى لأنه يقوم بدوره ويعى مسئوليته التى أنيطت به والرسالة التى يعمل على تأديتها حيث المحافظة على عقول الأبناء من خلال منهجه الوسطى وفكره المتزن.

نود التعرف عن قرب على حال هؤلاء الطلاب ووضعهم الدراسى بالرواق الأزهرى؟

طلاب العلم الذين يقبلون على الجلوس بين يدى علماء الأزهر متفاوتون فى الأعمار والمؤهلات العلمية وكذا المناصب فرأينا طلابا فى مجالى الطب والهندسة وقيادات بالجهاز المركزى للمحاسبات ومراكز البحوث وأيضاً تجار يجاورون الجامع ويحرصون على التعلم حتى إنه أدهشنى تاجر مجاور للجامع تعلم علم المنطق وأتقنه بشكل رائع من خلال جلوسه بين يدى العلماء بالرواق الأزهرى مما يؤكد أن مناهج الأزهر راسخة فى قلوب المصريين.

يشهد الرواق تطورا ملحوظا.. نود التعرف على أبرز ملامح التطوير خلال الفترة المقبلة؟

عملنا على تفعيل محاضرات لم تكن موجودة وأقمنا ندوات يحتاج إليها المجتمع تناقش القضايا العصرية فكريا وعلميا كالملتقى العلمى الذى يقام على مدار شهر رمضان وملتقى شبهات وردود وغير ذلك من الندوات التى تخصص للسيدات من خلال أساتذة من كليات البنات الإسلامية وواعظات بالإضافة إلى مجالس علم لأعضاء هيئة كبار العلماء التى تشاطرنا العمل ومن بين هؤلاء العلماء الدكتور أحمد عمر هاشم والدكتور أحمد معبد والدكتور جلال عجوة والدكتور ربيع الجوهرى والدكتور حسن جبر والدكتور حسن الشافعى والدكتور أحمد طه الريان وغيرهم وذلك حرصا على تقديم الفكر المستنير للجمهور.

هل هناك خطة لزيادة عدد الأروقة الأزهرية فى المحافظات؟

ننظم أوراقنا من جديد حيث نقوم بزيارة المحافظات كى نفتح أفرعا للرواق الأزهرى بجميع محافظات مصر من أسوان إلى دمياط ومن الإسكندرية إلى سيناء، تكون معروفة المناهج منتظمة المحاضرات كما ستكون هناك غرفة عمليات بالجامع الأزهر لمتابعة الدراسة فى كافة الأفرع ومعرفة ما يتم تدريسه بكل فرع من الأروقة لتكون منصات فكرية لتكوين عقول الشباب على أسس المنهج الأزهرى الوسطى.

متى تكون البداية والتحرك لفتح تلك الأفرع؟

نهاية هذا الشهر سنتحرك بشكل دءوب من خلال لجان متابعة تخرج من الجامع الأزهر تم تنظيمها لتجوب كل المحافظات لتنظم بدقة المعايير التى تضبط العملية التعليمية بالأروقة كما سنعمل على مشاركة الأروقة بالجامعات لمناقشة الطلاب والتحرك بمراكز الشباب وقصور الثقافة ليكون هناك تفاعل بين علماء الأزهر وبين الشباب والمجتمع.

ما وضع الأروقة القائمة حاليا بالأقصر والإسكندرية وغيرهما؟

نعمل بجدية على تنظيم تلك الأروقة والعمل بها تنظيما دقيقا حيث وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بأن نقوم بعملية التنظيم والمتابعة للأروقة القائمة حاليا حتى نعلم ما يدرس فيها والاساتذة الذين يقومون بالتدريس، فهى مسألة تنظيمية من خلال خريطة طريق للأروقة فى الأقصر وسيناء والإسكندرية وفى كل المحافظات.

كانت هناك لجنة لتنظيم عملية تعليم الوافدين بالجامع الأزهر.. إلى أين وصلت هذه اللجنة؟

هناك وجود كثيف للطلاب الوافدين فى الجامع الأزهر للتعلم ونسجل الحضور والغياب لهم ونختار أهم القضايا التى تشغلهم ونأتى بعلماء ليدلوا بدلوهم فى تلك المسائل، كما نحرص على التدريس بالعربية الفصحى لكافة الوافدين وللجميع باعتبارها لسان القرآن ولغة أهل الجنة فإذا لم يحرص عليها الأزهر الشريف وعلى النطق بها فمن ينطق بها؟!

قراءة (5124)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
الإمام الأكبر للشعوب الأوروبية والمسلمين : المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية
أمة واحدة

الإمام الأكبر للشعوب الأوروبية والمسلمين : المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن المواطنة الكاملة لا تتناقض أبدا مع الإندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية وإنه قد آن الأوان لننتقل من فقه الأقليات إلى فقه الإندماج والتعايش الإيجابي مع الآخرين  ، وإن العولمة مثلت مرحلة جديدة على طريق الصراع العالمي ولابد من استبدالها بـ"العالمية" ، مؤكدا أن عالمية الإسلام تنظر إلى العالم كله على أنه مجتمع واحد تتوزع فيه مسئولية الأمن والسلام على الجميع .

جاء ذلك في كلمته خلال إطلاقه الملتقي الثاني للحوار بين حكماء الشرق والغرب بالعاصمة الفرنسية باريس.

وفيما يلي نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

..   ..     ..

 

الحمد لله والصــلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

 

السـادة الأجـلاء من أهل العلم والفكر والسياسـة ومن رجال الدين

 

الســــلام عليكـــم ورحمـة الله وبـــركاته؛

فيسرني باسمي وباسم مجلس الحكماء أن أرحب بكم هنا على أرض فرنسا وفي عاصمتها العريقة، عاصمة الأدب العالمي والفكر الحر، ومهد الثورة الكبرى التي انطلقت من أرضها الثائرة على الظلم والقهر، منذ أكثر من قرنين، وبإرادة شعبها الذي حرر أوروبا من أغلالٍ وقيودٍ كبَّلتها قرونًا طوالا،  واستعبدتها مرة باسم السلطان، وأخرى باسم الدَّين، وثالثةً باسم الإقطاع، حتى باتت الثورةُ الفرنسية مَعْلمًا من أهم معالم التاريخ ومرجعًا لفلسفة الحرية والحضارة، وتنوير العقل الأوربي وانتشاله من طَورِ الرُّكود والجمود إلى التحليق عاليًا في آفاق الإبداع والعلم والثقافة والفنون.. وحتى باتت أوروبا المعاصرة بكل ما تَزخَرُ به من تقدم مذهلٍٍ في العلم والمعرفة والرقي الإنساني، والديمقراطية وحقــوق الإنســـان، مدينة للثــورة الفرنسية، ولفرنسا والفرنسيين.. فتحيةً لهذا البلد، وتحيـــةً لأهله، ولكلِّ محبي الســلام والعدل والمســاواة بين الناس.    


 أيها الســــادة!

هذا هو اللقاء الثاني بين حكماء الشرق وحكماء الغرب ..، بعد اللقاء الأول الذي عُقد في مدينة فلورنسا، مدينة الحوار والفن والثقافة: في الثامن من يونيو من العام الماضي (8 يونيو 2015م)، والذي أظلَّه  –حينذاك- أملٌ قويٌ في ضرورة أن يبحث حكماء الغرب وحكماء الشرق عن مخرج من الأزمة العالمية التي وصفْتُها في كلمتي في فلورنسا بأنها «إن تُركت تتدحرج مثلَ كرة الثلج فإن البشرية كلَّها سوف تدفع ثمنها: خرابًا ودمارًا وتخَلُّفًا وسَفْكًا للدِّماء؛ وربما بأكثر مما دفعته في الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن الماضي»، ولم تمضِ شهورٌ ستَّةٌ على هذا التخوَّف الذي شابته مسحة من التشاؤم، ربما غير المشروع، حتى شهدتْ باريس الجميلة المتألقة، ليلةً سوداء، فَقَدَت فيها من أبنائها قَرابةَ مائة وأربعين ضحية، سُفِكَت دماؤُهم في غَمْضةِ عين، إضافة إلى ثلاثةِ مائة وثمان وستين آخَرين، في حادثة إرهاب أسود لا يختلف اثنان في الشرق ولا في الغرب في رفضه وازدراء مُرَّتكِبِيِه، وتنَكُّبهم للفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية وكل تعاليم الأديان والأعراف والقوانين..

ولعلكــم تتفقــون معي في أن هذا الحادث الأليم، ومثلُه حوادثُ أخرى دموية وقعت في بلجيكا، بل حوادث أشدُّ دمويةً وأكثر وحشيةً، تحدُث كل يوم في الشرق الذي غَرِقَ إلى أذنيه في مستنقعات الدَّمِ والثُّكْل واليُتْم والتهجير، والهروب إلى غير وِجْهةٍ في الفيافي والقفار، بلا مأوى ولا غِذاءٍ ولاَ غطاء.. هذه الحوادثُ تَفرِضُ فرضًا على أصحاب القرار النافذ والمؤثرِ في مجريات الأحداث، أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملةً أمامَ الضَّمِيِر العالمي والإنساني، وأمامَ التاريخِ، (بل أمام الل

الأول163416361638الأخير