16 ديسمبر, 2024

ملتقى الفقه بالجامع الأزهر: مدير الجامع الأزهر يُحذِّر من امتهان المرضى والمصابين بأمراض معدية.. أو وصمهم بأي وصم يكون سببًا في إيذائهم نفسيًّا

ملتقى الفقه بالجامع الأزهر: مدير الجامع الأزهر يُحذِّر من امتهان المرضى والمصابين بأمراض معدية.. أو وصمهم بأي وصم يكون سببًا في إيذائهم نفسيًّا

قال الدكتور/ هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر: إن التكامل بين علوم الشريعة وعلوم الطبيعة يخدم المصلحة العامة للإنسان، ويتفق مع فلسفة الإسلام في الحفاظ على النفس البشرية؛ لأن حماية الإنسان هي إحدى الكليات الخمس التي جاء بها الإسلام؛ لهذا أمرت الشريعة الإسلامية بالتداوي؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا عباد الله، تداووا؛ فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء"، كما علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم سُبل الوقاية من الأمراض والأوبئة، وتنوعت سُبل وقاية الإنسان وحمايته من الأمراض، بداية من الجهاز المناعي الفطري، وصولًا إلى التقدم الطبي الهائل في مجال الأدوية والعلاجات التي عرفتها البشرية اليوم، وهو تنوع في آليات حماية الإنسان والحفاظ عليه، الذي جاء الإسلام ليُعلي من قَدْره وشأنه.

 

وبيَّن مدير الجامع الأزهر -خلال ملتقى الفقه بالجامع الأزهر، الذي عقد تحت عنوان: "الوقاية ومنع انتشار العدوى"- أن الإسلام حثَّنا على النظافة في بيوتنا وفي كل مكان نتواجد فيه؛ لأن النظافة ليست مجرد عادة، بل هي قيمة سامية حثَّ عليها الإسلام، وهي عبادة أمر بها المسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "النظافة من الإيمان"؛ لهذا جاءت الطهارة مُقدِّمة للصلاة، كما حذَّرنا الإسلام من إيذاء غيرنا بأي شكل من الأشكال؛ لكيلا نكون سببًا في إصابة غيرنا بالأذى، مُحذِّرًا من امتهان المرضى والمصابين بأمراض مُعدية، أو وصمهم بأي وصم يكون سببًا في إيذائهم نفسيًّا، وأن يكون تعاملنا معهم قائمًا على التضامن والتراحم.

 

يُذكر أن الملتقى الفقهي يُعقد الإثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبتوجيهات من فضيلة الدكتور/ محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وَفقًا للشريعة.
 

قراءة (487)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
الإمام الأكبر للشعوب الأوروبية والمسلمين : المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية
أمة واحدة

الإمام الأكبر للشعوب الأوروبية والمسلمين : المواطنة الكاملة لا تتناقض مع الاندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن المواطنة الكاملة لا تتناقض أبدا مع الإندماج الذي يحافظ على الهوية الدينية وإنه قد آن الأوان لننتقل من فقه الأقليات إلى فقه الإندماج والتعايش الإيجابي مع الآخرين  ، وإن العولمة مثلت مرحلة جديدة على طريق الصراع العالمي ولابد من استبدالها بـ"العالمية" ، مؤكدا أن عالمية الإسلام تنظر إلى العالم كله على أنه مجتمع واحد تتوزع فيه مسئولية الأمن والسلام على الجميع .

جاء ذلك في كلمته خلال إطلاقه الملتقي الثاني للحوار بين حكماء الشرق والغرب بالعاصمة الفرنسية باريس.

وفيما يلي نص الكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

..   ..     ..

 

الحمد لله والصــلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

 

السـادة الأجـلاء من أهل العلم والفكر والسياسـة ومن رجال الدين

 

الســــلام عليكـــم ورحمـة الله وبـــركاته؛

فيسرني باسمي وباسم مجلس الحكماء أن أرحب بكم هنا على أرض فرنسا وفي عاصمتها العريقة، عاصمة الأدب العالمي والفكر الحر، ومهد الثورة الكبرى التي انطلقت من أرضها الثائرة على الظلم والقهر، منذ أكثر من قرنين، وبإرادة شعبها الذي حرر أوروبا من أغلالٍ وقيودٍ كبَّلتها قرونًا طوالا،  واستعبدتها مرة باسم السلطان، وأخرى باسم الدَّين، وثالثةً باسم الإقطاع، حتى باتت الثورةُ الفرنسية مَعْلمًا من أهم معالم التاريخ ومرجعًا لفلسفة الحرية والحضارة، وتنوير العقل الأوربي وانتشاله من طَورِ الرُّكود والجمود إلى التحليق عاليًا في آفاق الإبداع والعلم والثقافة والفنون.. وحتى باتت أوروبا المعاصرة بكل ما تَزخَرُ به من تقدم مذهلٍٍ في العلم والمعرفة والرقي الإنساني، والديمقراطية وحقــوق الإنســـان، مدينة للثــورة الفرنسية، ولفرنسا والفرنسيين.. فتحيةً لهذا البلد، وتحيـــةً لأهله، ولكلِّ محبي الســلام والعدل والمســاواة بين الناس.    


 أيها الســــادة!

هذا هو اللقاء الثاني بين حكماء الشرق وحكماء الغرب ..، بعد اللقاء الأول الذي عُقد في مدينة فلورنسا، مدينة الحوار والفن والثقافة: في الثامن من يونيو من العام الماضي (8 يونيو 2015م)، والذي أظلَّه  –حينذاك- أملٌ قويٌ في ضرورة أن يبحث حكماء الغرب وحكماء الشرق عن مخرج من الأزمة العالمية التي وصفْتُها في كلمتي في فلورنسا بأنها «إن تُركت تتدحرج مثلَ كرة الثلج فإن البشرية كلَّها سوف تدفع ثمنها: خرابًا ودمارًا وتخَلُّفًا وسَفْكًا للدِّماء؛ وربما بأكثر مما دفعته في الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن الماضي»، ولم تمضِ شهورٌ ستَّةٌ على هذا التخوَّف الذي شابته مسحة من التشاؤم، ربما غير المشروع، حتى شهدتْ باريس الجميلة المتألقة، ليلةً سوداء، فَقَدَت فيها من أبنائها قَرابةَ مائة وأربعين ضحية، سُفِكَت دماؤُهم في غَمْضةِ عين، إضافة إلى ثلاثةِ مائة وثمان وستين آخَرين، في حادثة إرهاب أسود لا يختلف اثنان في الشرق ولا في الغرب في رفضه وازدراء مُرَّتكِبِيِه، وتنَكُّبهم للفطرة الإنسانية والطبيعة البشرية وكل تعاليم الأديان والأعراف والقوانين..

ولعلكــم تتفقــون معي في أن هذا الحادث الأليم، ومثلُه حوادثُ أخرى دموية وقعت في بلجيكا، بل حوادث أشدُّ دمويةً وأكثر وحشيةً، تحدُث كل يوم في الشرق الذي غَرِقَ إلى أذنيه في مستنقعات الدَّمِ والثُّكْل واليُتْم والتهجير، والهروب إلى غير وِجْهةٍ في الفيافي والقفار، بلا مأوى ولا غِذاءٍ ولاَ غطاء.. هذه الحوادثُ تَفرِضُ فرضًا على أصحاب القرار النافذ والمؤثرِ في مجريات الأحداث، أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملةً أمامَ الضَّمِيِر العالمي والإنساني، وأمامَ التاريخِ، (بل أمام الل

الأول163416361638الأخير