كراهيته للإطراء وشجاعته وجوده وكرمه صلى الله عليه وسلم
سبق أن تكلمنا في المقال السابق عن داء الكبر، وذكرنا أنه داء لابد أن يسعى الإنسان لعلاجه وأنه مرض عضال، وينبغي على المسلم أن يسعى للتخلص منه، ويكفي أن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حذَّر منه حيث قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" (صحيح مسلم)، تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثقال ذرة"، ولم يقل "ذرة". نسأل الله السلامةَ من الكبر في كل صوره وأحجامه، ولقد خاف الصحابةُ رضوان الله عليهم من تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من داء الكبر حتى ظنوا وتوهموا في أشياء حسبوها من الكبر وهي ليست من الكبر؛ حتى سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لما سمعوا تحذيره من داء الكبر فحسبوا أن حبَّ الإنسان لنظافته وهندامه أن يكون ذلك من الكبر.