مرصد الأزهر يحذر من الأجندة التوسعية للإرهابيين في الساحل الإفريقي.. ويؤكد: التدهور الأمني في المنطقة يهدد أمن بعض الدول
مع ما تشهده منطقة الساحل الإفريقي من تطورات أمنية خطيرة، يحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من الاستراتيجية التوسعية التي تنتهجها التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل بالآونة الأخيرة وسعيها لضم المزيد من الأراضي لفرض نفوذها عليها، الأمر الذي يشكل تحديًا كبيرًا لحكومات دول المنطقة وكذلك الدول القريبة منها جغرافيًّا مثل إسبانيا.
ويلفت المرصد النظر إلى إدراك المواطنين في تلك المنطقة لمدى الخطورة التي تشكلها تلك التنظيمات، وهو ما يفسر التظاهرات التي انطلقت بعدد من المدن الرئيسة بالساحل؛ تنديدًا بتصاعد حدة العمليات الإرهابية ضد المواطنين الأبرياء وتوسع التنظيمات الإرهابية جغرافيًّا.
فعلى المستوى الإنساني، أسفرت عمليات تلك التنظيمات عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وهو ما تسبب في وقوع كارثة إنسانية بمنطقة الساحل.
أما سياسيًّا -بجانب التدهور الأمني الناجم عن وجودها- فإن التوسعات الجغرافية لتلك التنظيمات لا تهدد دول المنطقة فقط، بل وفق ما ذكره "جيلس يابي" مدير المركز الفكري لغرب أفريقيا WATHI؛ فإنها تمثل تهديدًا للأمن القومي الإسباني، ما يحتم على حكومة مدريد اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الأمنية اللازمة لحماية حدودها وبُعدها الاستراتيجي.
كما أشارت "أورنيلا موديران" الباحثة في معهد الدراسات الأمنية الأفريقي ـ وفق ما نشرته صحيفة "إل باييس" الإسبانية ـ إلى استغلال التنظيمات الإرهابية لحالة عدم استقرار الأوضاع السياسية التي تشهدها دول المنطقة في بسط نفوذها، وهو ما أكده ـ أيضًا ـ "باكاري سامبي" مدير معهد "تيمبكتو" المالي، الذي قال: إن عدم الاستقرار يخدم الأجندة التوسعية للإرهابيين.
لذا يجدد مرصد الأزهر دعوته إلى تضافر الجهود الدولية والوقوف بجوار دول منطقة الساحل؛ للحد من نفوذ التنظيمات الإرهابية الناشطة هناك، إضافة إلى اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لحماية المناطق الحدودية الساحلية مع القارة الأوروبية.
750