أكد الشيخ أحمد عبد العظيم رئيس منطقة أسيوط الأزهرية على ضرورة تنشيط الحياة المدرسية بالمعاهد الأزهرية داخل الإدارات الــ 12 بمحافظة أسيوط، وتفعيل أدوارها لتتمكن من تجاوز وظيفتها التقليدية المحصورة في تقديم المعرفة النظرية الجاهزة، واستبدال إدارتها التربوية المنغلقة على نفسها، والساعية إلى تنفيذ التعليمات الرسمية دون إشراك جهات أخرى، بإدارة أكثر ديمقراطية وانفتاحًا، مشيرًا إلى أن المعهد الأزهري الذي ينشده الأزهر الشريف يجب أن يتسم بالحياة والإبداع والمساهمة الجماعية في تحمل المسئولية تسييرًا وتدبيرًا، موضحًا إن المتعلم لابد وأن يشعر بسعادة التلمذة من خلال المشاركة الفعالة في الأنشطة مع باقي الدخلاء التربويين وشركاء التعليم، سواء من داخل المعهد أو خارجه.. وإلى تفاصيل الحوار.
• كيف تلقيتم نبأ تكليفكم بتسيير أعمال منطقة أسيوط الأزهرية؟
أصدرت لجنة الوظائف القيادية بالأزهر الشريف قرارًا بتكليفي بتسيير أعمال رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسيوط الأزهرية، وذلك خلفًا للدكتور علي عبد الحافظ الذي رُقي رئيساً للإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية، وأنتهز الفرصة لأعرب عن سعادتي بهذا القرار وأعتبره تكليفًا جديدًا لخدمة الأزهر الشريف من أجل استمرار عملية تطوير وتحديث العملية التعليمية الأزهرية التي تقوم بها قيادات الأزهر وعلي رأسهم فضيلة مولانا أ / د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
• كيف تري تفعيل وتنشيط الحياة المدرسية بمعاهد أسيوط الأزهرية؟
الهدف الذي تسعى إليه المؤسسات التعليمية، وخاصة الأزهر الشريف، أن يكون المعهد فعّالا وفاعلا، أي يكون إيجابيا، وذلك بتغيير الواقع والسير به نحو آفاق رحبة مفعمة بالتنمية والتقدم والنهضة الحقيقية، وأرى أنه لن يتم هذا الهدف الإيجابي بمعاهدنا الأزهرية بأسيوط إلا إذا كان هناك تفعيل حقيقي للحياة المدرسية.
• ما معنى ذلك من وجهة نظركم؟
يعني هذا أن نجعل المعهد مؤسسة فاعلة ومبدعة وخلاقة ومبتكرة، وألا نكتفي بالتلقين والتعليم، بل لابد من الابتكار والإنتاج، وهذا التفعيل قد يكون من خارج المعهد أو داخليًا، فسوف نقوم بتفعيل معاهد أسيوط في الفترة القادمة خارجيًا من خلال المشاركة والتعاون بينها وبين كافة مؤسسات المجتمع المدني، فالتفعيل هنا يكون بمعنى التغيير والتحريك الإيجابي عن طريق خلق شراكات ومشاريع مع المؤسسة الأزهرية المتمثلة في المعهد وتحفيز المبادرات الفردية أو الجماعية لتنشيط المعاهد وتفعيلها إيجابيًا.
وقد يكون هذا التفعيل ذاتيًا من قبل المُتعلم في علاقته مع الإطار التربوي أو الإداري أو زميله المتعلم داخل فناء المعهد.
• ماذا عن آليات هذا التفعيل والتنشيط بمعاهد أسيوط؟
آليات تفعيل وتنشيط الحياة المدرسية كثيرة، ولكن أهمها من وجهة نظري يتمثل في إزالة المعوقات المادية والمعنوية التي تحول بين المُتعلمين والتعليم، وخاصة تلاميذ المرحلة الابتدائية بمعاهدنا، مع ضرورة توفير أحسن الظروف الميسرة للتعليم بالقرى الصغيرة بأسيوط، وقيام العملية التعليمية بالمعاهد الإعدادية والثانوية على أساس مشاركة كل الأطراف، وتقديم الخدمات التعليمية بصرف النظر عن أية اعتبارات خارجية، وتحقيق المساواة بين الجميع، طلابًا ومدرسين.
• وكيف ترى فضيلتكم دور المعلم لمتابعة العام الدراسي الحالي؟
من المعروف تربويًا إن المعلم والمتعلم هما المحوران الأساسيان في العملية التعليمية، وفي كل عملية تنشيطية، خاصة وأن المعلم هو من يقوم باستهداف المتعلمين مباشرة، خاصة طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية، حيث يشارك أساسي في عملية التكوين السليم والصحيح لهم، بقصد تهذيبهم وجدانيًا وتنميتهم معرفيًا وتحفيزهم حركيًا، والعمل على رعايتهم وتنشئتهم التنشئة الإسلامية القائمة على المواطنة والحفاظ على الهوية والانفتاح على الإنسانية وثقافة الآخر، أضف إلى ذلك وضع جدول زمني لتوزيع مختلف الأنشطة التربوية على مدار العام الدراسي، يراعى فيه رصد المناسبات الدينية والأعياد الوطنية والبيئية لتوعية التلاميذ وتحسيسهم من خلال ندوات وورش عمل تدريبية مصغرة، وتقديم عروض فنية ومسرحية لهم وإقامة معارض فنية لإبراز مواهبهم، والقيام بزيارات ميدانية لجهات معينة أو مؤسسات صناعية،
ولدينا العديد من المقترحات لتطوير العملية التعليمية بالأزهر الشريف للمستوى قبل الجامعي بمراحله المختلفة، سواء رياض أطفال أو الابتدائي أو الإعدادي أو الثانوي، وسيتم الموافاة وعرضها علي الجهات المختصة بالأزهر الشريف لدراستها وفحص محتواها لإمكانية تنفيذها و تطبيقها، وهو ما نصبو إليه جميعًا في ظل قيادة مولانا أ/د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتوجيهات أ/د. عباس شومان، وكيل الأزهر، وتعليمات أ/د. محمد أبوزيد رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.