إصدارات

 

 

Text

 

 

  •  
  •  
  •  

22 أبريل, 2020

من ضوابط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...

فمن خلال متابعة مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لوسائل التَّواصل الاجتماعي، تمَّ رصد عدد من الاستخدامات السَّيئة وغير الأخلاقية، والتي تنافي الذَّوق العام، والقِيم والمبادئ الأخلاقية التي نادت بها الشرائع السماوية.

يؤكد المركز أن من نِعم الله ﷻ علينا أن يسَّر لنا وسائل التواصل الإلكترونية الحديثة؛ للاستفادة من خدماتها وتقنياتها أيما إفادة.

فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بكافة برامجها وتقنياتها المختلفة موردًا مهمًّا من مواردِ المعلومات والمعرفة لكلِّ فئات المجتمع، وضرورة من ضروريات الوقت، وأسلوبًا مهمًّا من أساليب التَّواصل بين الأهل والأقارب والأصدقاء، ووسيلة نقل وبحثٍ واتصال في مجال التَّعليم والبحث العلمي، بل قد دخلت هذه التقنيات الإلكترونية معظم المجالات، بما فيها الممارسات التجارية والمالية.

وبما أنَّ معظم وسائل التواصل الاجتماعي بكافة برامجها وأنشطتها المختلفة، مثل: (فيس بوك – انستجرام – تويتر - تيك توك... إلخ) أصبحت ضرورة للتَّعامل بين الأفراد والمؤسسات؛ فلا بد وأن تُقَيَّد بعدة ضوابط مهمة منها:

1- الاحترام التَّام للشعائر الدينية، وعدم استخدام هذه الوسائل مادة للسخرية والاستهزاء بالتعاليم والأركان الشرعية التي تستوجب غضب الله –عز وجل– وعذابه، قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].

2- الالتزام بالقيم والمبادئ الأخلاقية، فإنَّ أحبَ عباد الله إلى الله –عز وجل- أحسنهم خُلقًا، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، فَقَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ» [سنن الترمذي].

3- عدم التَّعدي على القوانين التي تقررها الدولة بشأن هذه الوسائل؛ قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ...} [النساء: 59].

4- عدم نشر الشائعات والخُرافات والأباطيل المنافية للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، والقيم والمبادئ الأخلاقية الفاضلة، وعدم إطلاق الكلام دون تثبت وتحقق، أو رجوع لأهل الاختصاص؛ لأنَّه {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]، وقد قال ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» [صحيح البخاري].

5- عدم الغلو في الدين، وعدم نشر الأفكار الهدَّامة التي تؤدي لافتراق الأمة وضعفها، والبعد عن نشر الفساد والتطرف في الدول والمجتمعات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنه قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا...» [صحيح البخاري].

ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بما أكرمنا من وسائل حديثة، وأن يجنِّب مجتمعنا الفساد وأهله، وأن يهدينا إلى سواء السبيل؛ فهو حسبنا ونعم الوكيل.

#الفتاوى_الإلكترونية


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.