المقالات

في رحاب حَجَّة الوداع (3)

الجزء الثالث

  • | الإثنين, 13 أغسطس, 2018
في رحاب حَجَّة الوداع (3)

اندفع النبي صلى الله عليه وسلم من مِنَى متجهًا إلى عرفات في اليوم التاسع، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تُضرب له قُبة بنمرة -وهو موضع بجانب عرفات-، ففي حديث جابر رضي الله عنه: «..فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ لَهُ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ..». أخرجه مُسلم.

وهذه الخطبة هي خطبة الوداع التي أرسى فيها رسول الله عليه وسلم مبادئ حقوق الإنسان، ووسائل استقرار المجتمعات، وأذن بلال ثم أقام فصلى صلى الله عليه وسلم الظهر، ثم أقام وصلى العصر ولم يصل بينهما شيئًا.

«..ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا، حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ –المقصود: شَنَق لها إلى أقصى غاية-، وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: (أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ) كُلَّمَا أَتَى حَبْلًا مِنَ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا، حَتَّى تَصْعَدَ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ..» أخرجه مُسلم.

ولما وصل صلى الله عليه وسلم مزدلفة أمر بالأذان فأُذِّن وصلى المغرب بإقامة ثلاثًا، وصلى العشاء بإقامة ركعتين، المقصود: صلاهما بأذان واحد وإقامتين كما فعل في عرفات صلى الله عليه وسلم.

 «..ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ، حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ، بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ..». أخرجه مُسلم.

ذكر بعض العلماء أن المشعر الحرام هو المزدلفة نفسها، وقيل هو جبل في المزدلفة يقال له قزح، وكان -صلى الله عليه وسلم- قد أذن للضعفاء والنساء والشيوخ بالانصراف من مزدلفة ليلًا لئلا يحطمهم الناس، أما الأقوياء فبقوا معه حتى صلوا الفجر ووقفوا عند المشعر ودعوا الله كثيرًا حتى أسفروا، فلما أسفر صلى الله عليه وسلم انصرف إلى منى قبل طلوع الفجر.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
2.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.