مقالات

13 نوفمبر, 2019

من شمائله صلى الله عليه وسلم

 

كتب اللهُ عز وجل الإحسانَ علىٰ كل شيء، وجعل سيدَنا رسول الله ﷺ قدوةً حسنةً، وأسوةً طيبةً في كل شيء، فكان ﷺ أحسنَ الناسِ خَلقًا وخُلقًا، وأحسنَ الناسِ صلاةً وعبادةً لله تعالىٰ، وإذا صلَّىٰ بغيره رَحِمَ الأمَّ والصغيرَ والضعيفَ وذا الحاجةِ.

وكان سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ بسيطًا في طعامِهِ وشرابِهِ، يأكلُ كما يأكلُ الناسُ، ويشربُ كما يشربون؛ فعَنْ سيدِنا أَنَسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "مَا أَكَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلىٰ خوانٍ، وَلَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ" أخرجه البخاري.

والخوانُ: بضم الخاء وكسرها هي المائدة التي يوضع عليها الطعام.

وعَنْ سيدنا أَنَسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ لَمْ يُجْمَعْ لَهُ غَدَاءٌ وَلَا عَشَاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ إِلَّا عَلىٰ ضَفَفٍ" أخرجه ابن حبان.

والضَفَفُ: هو أن يتناولَهُ مع الناس.

بل كان سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ أبسطَ النَّاسِ في كلِّ الأمورِ، حتى في فراشِهِ ولباسِهِ ونعلِهِ؛ فعَنْ أمِّ المؤمنين السيدةِ عَائِشَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّها قَالَتْ" :إِنَّمَا كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ ﷺ الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ" أخرجه مسلم. والأَدَمُ هو الجلدُ المدبوغُ، وكان حَشْوُه لِيفَ النَّخْل.

وكان سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ دائمَ الذكر لله تعالىٰ علىٰ كل حال، فهو خيرُ من حمِد اللهَ تعالىٰ وشكَره؛ فعَنْ سيدِنا أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ يَقُولُ: "الْحَمْدُ لِلهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مُودَعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا" أخرجه الترمذي والنسائي.

وعَنِ سيدِنا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ - وَكَانَ وَصَّافًا- فَقُلْتُ: صِفْ لِي مَنْطِقَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فقَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ... يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ، لَا يَذُمُّ مِنْهَا شَيْئًا..." أخرجه الترمذي في الشمائل.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.