مقالات

08 سبتمبر, 2021

حكاية كتاب «رؤية إسلامية» للدكتور زكي نجيب محمود

في إطار مشروعه التثقيفي «#حكاية_كتاب»، وفي ذكرى وفاة أديب الفلاسفة د. زكي نجيب محمود، وفي اليوم العالمي لمحو الأمية .. مركز الأزهر العالميّ للفتوى الإلكترونية يقدم لكم حكاية كتاب 📖

«رؤية إسلامية» للدكتور زكي نجيب محمود (1322هـ - 1905م/ 1414هـ - 1993م).

✍️ مؤلف الكتاب في سُطور ✍️

▪️وُلِد الدكتور زكي نجيب محمود في قرية «ميت الخولي» مركز الزرقا بمحافظة دمياط، في الأول من فبراير سنة 1905م، وتعلم في كُتَّابها، ثم أمضى بعض تعليمه بالسودان؛ نظرًا لعمل والده هناك، ثم عاد إلى مصر والتحق بمدرسة المعلمين، وحصل على ليسانس الآداب والتربية سنة1930م.

▪️حصل على بكالوريوس الشرفية من الطبقة الأولى في الفلسفة من جامعة لندن سنة 1944م أثناء بعثته إليها، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الملك بلندن سنة 1947م.

▪️درَّس في العديد من الجامعات العالمية، ثم عاد إلى مصر، وعُيِّن أستاذًا بهَيئة التدريس في قسم الفلسفة، بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وظل بها أستاذًا متفرغًا بعد سن التقاعد.

▪️ تَولَّى العديد من المَناصِب، على رأسها تَعيِينه مستشارًا ثقافيًّا للسفارة المصرية في واشنطن، وعضوًا في المجلس القومي للثقافة.

▪️حاز الدكتور زكي نجيب محمود على عدة جوائز، منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1975م، ونال معها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، ثم حصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية سنة 1985م.

▪️ كان الدكتور زكي نجيب محمود صاحب مشروع فكري جديد يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويوفق بين نظريات العلم وحقائق الإيمان، ويرسخ من خلاله ثقافته العربية والإسلامية.

▪️ تعددت مؤلفاته في فنون الفكر والفلسفة والأدب، منها: حياة الفكر في العالم الجديد، برتراند راسل، وقشور ولباب، والشرق الفنان، وتجديد الفكر العربي، وديفيد هيوم، المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري، وجنة العبيط، وقد تميز أسلوبه بالرصانة، والرشاقة، وجودة العرض وعمق الأفكار، ودقة الوصف، وجمال التركيب.

▪️ بعد هذه الترجمة الموجزة، يمكن للقارئ مطالعة المزيد عن سيرته من خلال كتبه التي دون فيها سيرته ومسيرته وهي: «قصة نفس» «قصة عقل» «حصاد السنين».

▪️ وبعد عطاء معرفي كبير؛ رحل الدكتور زكي نجيب محمود عن عالمنا في الثامن من سبتمبر لعام 1993م.

📓 بين يدي الكتاب 📓

📚ضم الكتاب عدة مقالات أدبية، برؤيةٍ فكريةٍ فلسفية، تميّزت بسهولة الألفاظ، وحسن عرض الأفكار، ودقة الأوصاف والمعاني، وأناقة التعبير.

📚 قسَّم المؤلِّف كتابه إلى أربعة أقسام رئيسة، هي:
مع العلم بعمق الإيمان.
من عوامل القوة.
من عوامل الضعف.
دوائر الانتماء.

📚 تناول القسم الأول: أهم أسباب النهوض بالأمة الإسلامية، والتي أرجعها الكاتب إلى العلم، مؤكدًا ألا تعارض بينه وبين أوامر الإسلام وتشريعاته، وأن قوة الأمة الإسلامية كمنت على مر عصورها في اهتمامها بالعلم وحرصها على سلامة الوعي، فيقول رحمه الله: (لقد أوهمنا أنفسنا وهمًا عجيبًا قيَّد خطواتنا عن طريق التقدم؛ وهو أننا توهمنا أن ثمة تناقضًا بين أن يكون الإنسان مسلمًا بعقيدته الدينية وأن يكون في الوقت نفسه ساعيًا إلى ما يسعى إليه أهل الغرب من علم جديد، ثم إقامة حضارة جديدة على أساس ذلك العلم الجديد).

ثم قرر الصلة المعرفية الوثيقة لدى علماء الإسلام على مر العصور بين علوم الدين الشرعية والعلوم الحياتية العملية والتطبيقية والرياضية، وأثر ذلك في نهضة الأمة وتقدمها الحضاري؛ فيقول: (فقد كان عالم الرياضة أو عالم الطب أو عالم الكيمياء إلخ مسلمًا عالمًا، لا مسلمًا وعالمًا بإضافة واو العطف بين الصفتين؛ بمعنى أن اهتمامه بالفرع الذي يهتم به من فروع العلم الرياضي والطبيعي كان جزءًا من إسلامه).

وأكد في هذا القسم أيضًا أن المسلم يجب أن يكون عابدًا لله بما يحويه معنى العبادة من شمول؛ مشيرًا إلى أن أخلاق المسلم الكريمة الراقية من المتلازمات التي لا ينبغي أن تنفك عنه في كل أحواله؛ فيقول: (المسلم الحق يحمل مبادئه الأخلاقية في ضميره أينما كان، يحملها قبل دخوله المسجد وبعد خروجه من المسجد، كما يحملها وهو يؤدي صلاته في المسجد سواءً بسواء).

📚 وفي القسم الثاني تحدث الدكتور زكي نجيب محمود عن التراث العربي؛ ووسائل النهل منه، والإبداع فيه، مؤكدًا أننا نمتلك في تراثنا وثقافتنا كل مقومات التقدم إذا لم نعتمد في التعامل معه على منهج التقليد، فيقول: (إن إحياءنا لتراثنا لا يكون بحفظ نصوصه وتسميعها كلما نشأت مناسبة للتسميع، إن إحياءنا للتراث لا يتحقق بنقله من خزائنه الخشبية إلى جماجم رؤوسنا نصًا بنص، فهذه الرؤوس لم تُخلق لتنافس الخزائن، وكذلك إحياؤنا لتراثنا لا يكون بتقليده،.. بل إن إحياءنا لتراثنا إنما يكون بالتزام تقاليده لا بتقليده).

📚 وفي القسم الثالث: «من عوامل الضعف» أرجع الكاتب ضعف الفكر والثقافة إلى التطرف في الرأي، والفهم الخاطئ لعدد من المفاهيم الدينية؛ موضحًا مفهوم التطرف ومعناه؛ فيقول: (ومِن ثَمَّ يكون معنى التطرف يا صاحبي هو أن يأخذ المسلم بطريقة معينة في الفهم، أو قل بمذهب معين، ثم يُعلن أنه هو وحده الصحيح وقد أخطأ الآخرون، ولو وقف أمره عند هذا الحد، لما كان عليه غبار لأن معنى أن يأخذ إنسان بمذهبٍ معينٍ دون سائر المذاهب، هو أنه قد رأى الصواب في جانب المذهب الذي اختاره، لكنه ينقلب متطرفًا إذا هو أراد أن يُحمَل الآخرون بالقوة -كائنة ما كانت صورة القوة- على مشاركته فيما اعتقد).

📚 وفي القسم الأخير: تناول الدكتور رحمه الله، مفهوم الانتماء، وذكر أهم عناصره الثلاث: «الدين والوطن والعروبة»، وأفاض في تحليلها بما يعززها في النفوس، ويعود بالخير على النفس، ونفع الناس، وتقدم الأمم.

📚 والكتاب بشكل عام يُعَد رائعة فكرية وأدبية من روائع الدكتور زكي نجيب محمود، ناقشت عددًا من الفلسفات والقضايا الإسلامية بأسلوب روائي شيق، يدعو قارئه إلى مطالعة جميع أعمال المؤلف، والاستفادة من تنوعها، وثرائها، وحسن سبكها، وإحكام صنعتها.

وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.