عظَّم المولى عزَّ وجلَّ أجر كل من سامح وعفا بأن جعل أجره عليه سبحانه؛ ترغيبًا منه تعالى في الاتصاف بقيم البر والتسامح والسلام؛ فقال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}. [الشورى: 40]
كما جسّد سيدنا النبي ﷺ خلق العفو في شخصه وأخلاقه الكريمة، ويتجلى ذلك في قول السيدة عائشة رضي الله عنها عنه ﷺ: «لم يَكُن فاحِشًا، ولا مُتفَحِّشًا، ولا صخَّابًا في الأسواقِ، ولا يَجزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ، ولَكِن يَعفو ويَصفَحُ». [أخرجه الترمذي]
فلا يقدر على العفو إلا أصحاب النفوس النقية، وانتشار خلق العفو من شأنه تنقية المجتمع من الخلافات، ونشر روح المحبة بين الناس؛ قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}. [فصلت:34]