فكر و أديان

29 ديسمبر, 2018

فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا

إن الشريعة الإسلامية أمرت بالمحافظة على الضرورات الخمس التي أجمعت كل الأديان السماوية على المحافظة عليها ومنها حفظ النفس، فالأصل في النفوس أنها محفوظة مُكرَّمة والأصل في الدماء أنها معصومة، وإن قتل نفس بريئة واحدة كقتل الناس جميعًا، قال تعالى {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، وقال تعالى {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} [الإسراء: 33]، وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة سفك الدماء، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا» (رواه البخاري)، فقتل النفس المعصومة هو الهلاك بعينه وورطة عظيمة لا مخرج للقاتل منها، كما قال ابن عمر رضي الله عنهما: «إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ، الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا، سَفْكَ الدَّمِ الحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ» (رواه البخاري)، فعلينا جميعًا أن نحذر من الدماء وسفكها فهي من السبع الموبقات –أي: المهلكات- التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نبتعد عنها.

نسأل المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء، وأن يقيها شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.