مشاهد مقدسة (1)

الجزء الأول

  • | الخميس, 16 أغسطس, 2018
مشاهد مقدسة (1)

مشاهد مقدسة (1)

(1) الكعبة المشرفة:

* هي بيت الله الحرام، وهي غنية عن التعريف، يعرفها جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حيث إنها قبلة المسلمين، ومَعْلَمٌ عظيمٌ من معالمِ الدِّين، وأمْنٌ وأمانٌ للطائفين، ومثابةٌ للزائرين؛ يقول ربُّ العالمين في مُحكمِ التنزيل: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة:125].

* وهي أول بيت بني لعبادة الله عز وجل في الأرض، قال تعالي: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران:96].

* ومن أسماء الكعبة: (البيت الحرام- البيت العتيق- الحرم- البيت المعمور).

* وأصل التسمية: مأخوذٌ من المُكعَّب، ويطلق على كل بناء مربَّع الجوانب.

* وقد سميت الكعبة بهذا الاسم؛ لأنها مكعبة الشَّكل، وتقع  الكعبة وسط المسجد الحرام تقريبًا، ويقع المسجد الحرام في مكة المكرمة.

* ويبلغ ارتفاع الكعبة خمسةَ عشر مترًا تقريبًا، وفي ضلعها الشرقي يقع بابُها مرتفعًا عن الأرض نحو مترين.

* أما أركان الكعبة الأربعةُ فهي: الركن الأسود –وهو الذي فيه الحجر الأسود-، والركن الشامي، والركن اليماني، والركن العراقي.

* وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزابُ، وهو مصنوع من الذهب الخالِص، ومُطِلٌّ على حِجْرِ إسماعيل عليه السلام.

 

(2) الحجر الأسود:

* وهو حجر بيْضاوي الشكل، أسودُ اللونِ مائلٌ إلى الحُمرة، وقطره 30 سم، يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفَ المتر، وهو محاطٌ بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، وقد ورد أنه في بداية أمره كان أبيضَ ناصعَ البياض؛ فعن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَزَلَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ» أخرجه الترمذي.

* والحجر الأسود هو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، ويُسَنُّ استلامُ الحجرِ الأسودِ للطائف -أي لمسه باليد- وتقبيله عند المرور به، فإن لم يستطع استلامَه بيده وتقبيلَه، أو استلامَه بشيء معه وتقبيلَ ذلك الشيء أشار إليه بيده وسمَّى وكبَّر قائلًا: باسم الله والله أكبر.

* وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول: «لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ» أخرجه مسلم.

* أما عن فضل استلامه ومسحه: فإنه يحُطُّ الذنوبَ والخطايا كما يتحاتُّ ورَقُ الشجرِ؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ الْيَمَانِي وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطًّا» أخرجه أحمد في مُسنده.

وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ يَسْتَلِمُهُ بِحَقٍّ» أخرجه ابن ماجه.

 (3) بئر زمزم:

* أشهر وأعظم بئر على وجه الأرض، وتقع في الحرم المكي، ويبلغ عمقها ثلاثين مترًا.

* وسميت زمزم لكثرة مائها، وقيل: إن هاجَرَ قالت عندما تفجَّر ماؤها: زِمْ زِمْ، بصيغة الأمر، أي انمُ وزد.

* ولماء زمزم فضائل كثيرة عند المسلمين؛ فهي أولى الثمرات التي أعطاها الله لخليله النبي إبراهيم عليه السلام؛ قال تعالي: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:37]، وماؤها خير ماء على وجه الأرض؛ ففي الحديث: « إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» أخرجه مسلم، وطعام طُعمٍ أي يُشبِع من شربه.

كما ثبت أن رسول الله شرب من مائها وهو قائم؛ فعن ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ» أخرجه البخاري.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.