تعايش وتسامح

  • | الأحد, 13 أكتوبر, 2019
تعايش وتسامح

أعلت الرسالات السماوية التي أنزلها الله على رُسُلِه -عليهم السلام- من قيمة الإنسان، وحفظت كرامته، وحرَّمت إهدارها بأي ذريعة كانت، كاختلاف الدين أو اللسان أو العرق أو اللون، فإن ما كرمه الله تعالى لا يجوز امتهانه، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}. [الإسراء/70]، كما أن حرية الإنسان قيمة عظيمة؛ دعمتها الرسالات السماوية التي أنزلها الله على سيدنا موسى، وسيدنا عيسى، وسيدنا محمد -عليهم الصلاة والسلام-، وحثت عليها، خاصةً الحرية الدينية، التي تكفل للإنسان عيشًا هنيئًا آمنًا، وهو ما أكده الإسلام حينما قرر أن اعتناق الدين لا إكراه فيه، قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ}. [البقرة: 256].

التسامح الديني، والتعايش السلمي، ونبذ التطرف، قيم عظيمة جاء بها الأنبياء جميعًا من لدن سيدنا آدم إلى سيدنا محمد -عليهم الصلاة والسلام-، وقد تَجلَّى ذلك في الدستور العظيم الذي وضع مواده رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في المدينة، وكان من أعظم مواده: (وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم، إلا من ظلم وأثم، فإنه لا يُوتغ -أي يُهلك- إلا نفسه، وأهل بيته) [سيرة ابن هشام 107/2]، كما أن التعرف على الآخر، واحترامه، وعدم ازدراء معتقده؛ أمور تساعد على إيجاد بيئة اجتماعية مُتماسكة، وصحية؛ تتعاضد فيها الأديان لبناء وطن عظيم؛ يصعب على العدو اختراقه، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. [الحجرات: 13]

طباعة
الأبواب: الرئيسية
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.