هل يكفي في التَّحية إلقاء السَّلام؟ وما حكم تجنُّب المُصافحة بالأيدي في هذه الآونة؟

  • | الثلاثاء, 24 مارس, 2020
هل يكفي في التَّحية إلقاء السَّلام؟ وما حكم تجنُّب المُصافحة بالأيدي في هذه الآونة؟

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه، وبعد..

فإن تحيَّة الإسلام هى السَّلام، والسَّلام في أصله هو قول المُسلم لمن يُقابله بالقول: (السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

فإلقاء السَّلام القوليّ له فضل عظيم؛ ويدل على ذلك قول الحقِّ سبحانه فيه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [سورة النور:61]

وقوله: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [سورة النساء:86]

والتَّحية بصيغة السَّلام، شَرَعَها الله مُنذ أبِينَا آدم -عليه السلام- مرورًا بالأنبياء حتى سيدنا محمد ﷺ؛ قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَاٌم} [سورة الذاريات:24 ـ 25].

وقال ﷺ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِه،ِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِك،َ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُم،ْ فَقَالُوا: السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ..» [متفق عليه]

وتحية أهل الجَنَّة هي السَّلام، قال سُبحانه: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} [يونس:10]

وإن كانت المُصافحة بالأيدى سُنَّة نبويّة، ومِن تمام التَّحيَّة، وسببًا لتساقط الذُّنوب ومغفرتها، وزيادة المحبَّة والمودَّة؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا» [أخرجه أبو داود] إلَّا أنَّه ينبغي الاقتصار على إلقاء التَّحيَّة القولية هذه الأيام في ظلِّ انتشار فيروس كورونا المُستجد (كوفيد - 19)، وتَرْك التَّصافح بالأيدي لإمكانية انتقال العدوى عن طريق التَّلامُس والمُصافحة؛ إذْ إنَّ درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح كما هو مُقرر في قواعد الفقه الإسلاميّ الأغرّ، قال ﷺ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» [أخرجه الحاكم].

ونسأل اللهَ سُبحانه أنْ يحفظنا بحفظه، وأن يكلأنا برعايته، وأن يصرف عنَّا وعن بلادنا والعالمين السُّوء.. إنه سبحانه رؤوفٌ رحيمٌ.

وصلَّى الله وسلَّمَ وبارك على سيدنا ومولانا محمد، والحمد لله ربِّ العالمين.

#الفتاوى_الإلكترونية | #وقاية | #كورونا

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.