بعد انتشار ألعاب إلكترونية تنافي قيم الإسلام والآداب العامة .. العالمي لفتوى الأزهر يُبيِّن ضوابط الألعاب في الإسلام

  • | الخميس, 12 نوفمبر, 2020
بعد انتشار ألعاب إلكترونية تنافي قيم الإسلام والآداب العامة .. العالمي لفتوى الأزهر يُبيِّن ضوابط الألعاب في الإسلام

الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.

وبعد؛ فإن شريعة الإسلام لم تتوقف لحظة عن دعم كلِّ خيرٍ نافع، والتَّحذير من كل شرٍّ ضارٍّ فى مُختَلف الأزمنة والأمكنة، وتميزت بالواقعيّة، وراعت جميع أحوال الناس واحتياجاتهم وحقوقهم فى شمولٍ بديعٍ، وعالميّة لا نظير لها فى الشّرائع.

ولا عجب -إن علمت هذا- من إباحة اللعب والترويح في الإسلام إذا اعتُبرت المصالح، واجتُنبت المضار؛ مُراعاةً لنفوس النّاس وطبائعهم التي تملُّ العادة، وترغب دائمًا في تجديد النّشاط النَّفسيّ والذهنيّ والجسديّ.

ومع هذه الإباحة والفُسحة، لا ينبغي أن نغفل ما وضعه الشّرعُ الشّريف من ضوابط لممارسة الألعاب، يُحافظ المرء من خلالها على دينه، ونفسه، وعلاقاته الأسرية والاجتماعية، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره.

ويمكن إجمال هذه الضَّوابط في النِّقاط التالية:

1) أن يكون اللعب نافعًا، تعود فائدته على النفس أو الذهن أو البدن.

2) ألا يشغل عن واجب شرعي، كأداء الصلاة أو بر الوالدين، وألَّا يؤدي إلى إهدار الأوقات والأعمار.

3) ألَّا يشغل عن واجب حياتي كطلب العلم النافع، والسعي في تحصيل الرزق، وتلبية حقوق الوالدين والزوجة والأولاد العاطفية والمالية وتقوية الروابط معهم.

4) ألّا يُلحق الضرر والأذى بأحدٍ بصوت أو فعل، كإيذاء الجيران مثلًا.

5) ألَّا يُؤدي اللعب إلى خلافات وشقاقات ومُنازعات.

6) أن يخلو من الاختلاط المُحرَّم، وكشف العورات التي حقّها السِّتر.

7) أن يخلو من إيذاء الإنسان؛ لأنه مخلوق مُكرَّم فلا تجوز إهانته بضرب وجههٍ -مثلًا- أوإلحاق الأذى به.

😎 أن يخلو من إيذاء الحيوان؛ فقد أمرنا الإسلام بالإحسان إليه، وحرَّم تعذيبه وإيذاءه بدعوى اللعب والتَّرويح.

9) ألَّا يشتمل اللعب على مُقامرة.

هذا فى الألعاب عمومًا؛ واقعيّةً وإلكترونيّةً، ويُزاد عليها إن كانت الألعاب إلكترونية التالي:

1) ألّا تشتمل الألعاب الإلكترونية على مُخالفات عقدية كاحتوائها على أفكار إلحادية أو شعارات أديانٍ أخرى، أو شعائر ومُعتقدات تخالف عقيدة الإسلام الصّحيحة، أو يكون بها إهانة مقدساتٍ إسلامية بجعل هدايا على التقليل من شأنها أو تدميرها داخل اللعبة.

2) ألَّا تشتمل على إباحية؛ من صور عارية، أو ممارسات شاذة.

3) ألا تشتمل على فُحشِ قولٍ وسِبَاب، وأصوات مُحرَّمة.

4) ألا تُنَمِّي الميل إلى العنف لدى اللاعب، أو تحثه على الكراهية، أو ازدراء الأديان، أو إيذاء إنسان أو حيوان، أو تُسوِّل له جرائم، أو مُحرمات كشرب الخمر ولعب القمار وفعل الفواحش.

5) ألا تؤذي اللاعب بدنيًّا كالألعاب التي تستوجب تركيزًا كبيرًا يُؤدي إلى ضعف البصر، أو إيذاء الأعصاب.

ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إذ يُبين ضوابط الألعاب في الإسلام يُؤكِّد أنَّ إباحة أي لعبة أو تحريمها مُتعلق بمراعاة هذه الضَّوابط؛ فإن رُوعيت جميعًا صار اللعب مُباحًا، وإن أُهدِرت أو أُهدِر أحدها صار في هذا اللعب من الحرام والإثم بقدر ما فيه من الشَّر وما أُهدِر من الضَّوابط.

كما يُهيب المركز بالآباء والأمهات -حفظهم الله- أن يحرصوا على تنشئة أولادهم تنشئةً واعيةً سويّةً وسطيّةً، وألّا ينشغلوا بشيء عن إحسان تربيتهم وتعليمهم، وأن يَقُوهُم مخاطر كثيرٍ من هذه الألعاب؛ فقد قال ﷺ:
«كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وهي مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ في مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ..» [أخرجه البخاري].

وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، والحَمْدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ.
 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.