05 أكتوبر, 2021

المعلم  صانع العقول وباني الحضارات

مهما كثرت المسميات والألقاب، وتعددت النياشين والرتب؛ فإن للمعلم المكانة العظمى والفضل الكبير؛ لما يقدمه للإنسانية من علم ومعرفة، تصنع العقول، وتبني الحضارات.

ولن يجد العالِمُ تكريًما، ولا تعظيمًا، ولا تشريفًا، أجَلّ من تكريم الإسلام له؛ قال سيدنا  رَسُولُ اللَّهِ ﷺ :«.. وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا دِرْهمًا، ورَّثُوا العِلْمَ، فمن أخَذَه أخَذَ بحظٍّ وافِرٍ».[أخرجه أبو داود]

 حَسْبُ المُعلِّم رفعةً ومكانةً أن سيدنا رسول الله ﷺ بُعِثَ معلِّما، وهاديًا ، قال معاوية ابن الحكم السلمي في وصف سيدنا رسول الله ﷺ: «.. مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ...». [أخرجه مسلم]

المعلم.. أعظم الناس أثرًا، وأكثرهم نفعًا لمجتمعه ووطنه وأمته؛ لأنه يربِّي النفوس، ويُنوِّرُ العقول، ويُعِدُّ الرجال.

أعلمت أشرف أو أجل من الذي   يبني ويـــــــــــنشئ أنفسـًــــــا وعــــــــــــقولًا

فضل العلم والتَّعلُّم

ذُكِرَ لِسيِّدنا رَسُولِ اللهِ ﷺ رَجُلاَنِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالآخَرُ عَالِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ».[ أخرجه الترمذي]

 يجب على الطالب احترام معلِّمه، وطاعته، وتبجيله، والتأدُّب في الحديث معه، والوفاء له؛ إذ كل ذلك من حقِّ المعلِّم على طلابه.

أول ما ينبغي أن تهتم به الأمم الناهضة المتطلعة إلى التقدم والرقي، هو إعدادُ معلِّمٍ تتوافر فيه ملكات التعليم، ومقومات التربية، وقوة التأثير، وتَعرِف له قَدْرَه؛ إذ لا رقي ولا تقدم ما لم نُعطِ المعلم قدره، ونحفظ له مكانته.

المعلم في قلوب طلابه

في قلب كل متعلم مكانة سامية لمعلِّمٍ، علمه حرفًا، أو عامله برفق، أو أقال عثرته، أو أهداه نصيحته، أو أحسن إليه، فالمعلم بعلمه وأخلاقه، يمتلك قلوب طلابه، ويحترموه ويقدروا أنهم جلسوا بين يديه يومًا مجلس المتعلم، مهما بلغوا من رتبة أو منصب.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.