اختتم مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشريف، مساء اليوم، أعمال ملتقى (الشباب وتحديات العصر)، الذي أُقيم بالتعاون مع مجلس الشباب المصري للتنمية، بحضور: أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وأ.د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهوريَّة، وأ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وأ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، والسفيرة سامية بيبرس، الأمين العام لمجلس الشباب المصري، والدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء المجلس، ولفيف من العلماء والباحثين والشباب.
وتناول الملتقى الذي عُقِد على مدار يومين بمركز الأزهر للمؤتمرات، عدَّة محاور مهمَّة تمسُّ واقع الشباب بشكل مباشر؛ أبرزها: الانحرافات السلوكية وسبل معالجتها، وتحديات الغزو الثقافي، وقضايا المرأة والأسرة، وتأثير الصحة النفسية على الشباب.
وأوصى البيان الختامي للملتقى بضرورة استثمار طاقات الشباب وتوفير فرص علمية وعملية تليق بقدراتهم، وتبنِّي خطاب إعلامي يعزِّز القيم والاستقرار المجتمعي، والتنبُّه لخطورة الانحراف الفكري الذي يهدِّد المنظومة العقدية والثقافية.
ودعا البيان الختامي إلى الحفاظ على مكونات الهُويَّة، والتركيز على القدوات الحقيقية في المناهج والإعلام، ووَضْع برامج ومسابقات تدعم بناء وعي نقدي، مؤكِّدًا أهميَّة إدراج الصحة النفسية ضمن أنشطة الشباب، وعَقْد الملتقى بصفة دورية، وتفعيل دَور الأسرة كحصنٍ أساسٍ للهُويَّة.
يُشار إلى أنَّ المتحدثين في الجلسة الافتتاحية للملتقى قد أكَّدوا أنَّ الشباب هم قادة الغد، ورهان الأمَّة في بناء مستقبلها، ودعوا إلى تمسُّكهم بالقيم والهُويَّة الدِّينيَّة الوطنيَّة، وتحكيم العقل أمام دعاوى التشكيك والتغريب، مع ضرورة احتضانهم من قِبل المؤسَّسات التعليميَّة والدِّينيَّة.
فيما شدَّد المشاركون في محاضرات الملتقى على أهميَّة تحصين الشباب ضد السلوكيات المنحرفة ببناء وعي نقدي، ومواجهة الغزو الثقافي بوعي متوازن يجمع بين الانفتاح والحفاظ على الثوابت، وحماية الأسرة والمرأة بوصفهما نواة المجتمع، إلى جانب الاهتمام بالصحة النفسية؛ لكونها عاملًا أساسيًّا في توازن الشخصية، ومناعة المجتمع الفكري.
جدير بالذِّكر أن أعمال الملتقى قد شهدت كلمات ومحاضرات متنوعة ألقاها قيادات الأزهر الشريف، ومجلس الشباب المصري، إلى جانب أكاديميين وخبراء في الفكر والتربية والدعوة وعِلم النفْس والاجتماع؛ بهدف تقديم رؤية شاملة تساعد الشباب على مواجهة تحديات العصر بثقة ووعي.