انطلاقًا من حرص مرصد الأزهر الشريف على متابعة قضايا المسلمين في شتى بقاع الأرض، تتابع كل من وحدة الرصد باللغة العربية، والعبرية إحدى القضايا المهمة على الساحة العربية، والتي تتمثل في قضية القدس، من خلال الرصد اللحظي والدقيق لما تم نشره في المواقع والصحف الإلكترونية العربية والعبرية، وذلك على النحو التالي:
انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المقدسة :
لا يزال الاحتلال الصهيوني يمارس انتهاكاته تجاه الشعب الفلسطيني في خروج واضح على القوانين الدولية وحقوق الإنسان، من ذلك ما أشارت إليه الصحف العربية والعبرية من مقتل عنصر من كتائب القسام وإصابة آخر بجروح متوسطة الخطورة فى غارة إسرائيلية على قطاع غزة، شنتها طائرة استطلاع إسرائيلية على موقعهما شرقي مدينة غزة، حسبما أفادت وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت الوزارة، في بيان لها: "إن الشهيد "محمد حجيلة" كان مع مجموعة من المرابطين شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتعرضت نقطة الرباط (المراقبة) للقصف الإسرائيلي، مما أسفر عن استشهاده وإصابة مرابط آخر بجروح متوسطة"، من جهتها، أكدت إسرائيل شن غارات على القطاع، مشيرة إلى أنها نفذتها ردًّا على نيران أطلقت عبر الحدود بينها وبين قطاع غزة.
وتجددت في يوم الجمعة الموافق 6/4/2018م المواجهات على امتداد حدود قطاع غزة فيما دفعت قوات الاحتلال بالمزيد من قواتها إلى حدود القطاع، وأعلنت حالة التأهب في صفوفها تحسبًا من نتائج ما كان أعلنه المشاركون في مسيرة العودة بشأن عزمهم إحراق آلاف الإطارات للتشويش على قنّاصة الاحتلال المنتشرين على الحدود فيما أطلقوا عليها اسم "جمعة الكاوتشوك" والتي استشهد جراءها 8 مواطنين، بينهم طفل، وأصيب نحو 1356 آخرين، بينهم 35 في حال الخطر.
وكما هي عادة المحتل الصهيوني من الهدم والتخريب، فقد هدم الاحتلال مدرسة أساسية بالخليل، فيما وصفته وزارة الإعلام الفلسطينية، بـ«ممارسة إرهابية وعنصرية»، تأتى في سياق العدوان المتواصل بحق المؤسسات التعليمية.
وذكرت الوزارة أن منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة «يونيسكو»، دعت وزارات التربية والتعليم في العالم إلى رفع الصوت عاليًا ضد انتهاكات إسرائيل المتصاعدة، التي تتعرض لها المدارس والجامعات، وتطال المعلمين والطلبة في فلسطين، مشيرة إلى حملات التحريض الإسرائيلية التي تلاحق المناهج الوطنية، وتسعى إلى الهيمنة على المؤسسات التربوية، خاصة فى القدس المحتلة. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد هدمت كذلك، مدرسة «زنوتا» الأساسية المختلطة جنوب الخليل، بعد أن قام مستوطنون بتصوير المدرسة، ووصفوها على صفحات التواصل الاجتماعي بـ«المدرسة العنصرية»، حسب زعمهم.
ولم يكتف هذا الكيان الصهيوني المغتصب بهدم تلك المدرسة إلا أنه بادر في صباح اليوم الثاني من هذا الحادث باعتقالات للفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، وذلك طبقاً لجريدة "رام الله الإخبارية"، حيث شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم الثلاثاء الموافق 10 / 4 / 2018م، حملة اعتقالات بالضفة الغربية المحتلة، فيما أقدمت على هدم مدرسة زنوتا الأساسية المختلطة جنوب الخليل.
وكان وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، افتتح المدرسة إلى جانب محافظ الخليل كامل حميد، في الخامس والعشرين من مارس الماضي، وذلك ضمن 6 مدارس أخرى حملت اسم مدارس التحدي، التي توفرها الوزارة في المناطق المستهدفة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وفي إطار متابعة وحدة رصد اللغة العبرية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف للانتهاكات التي يمارسها الكيان الصهيوني المغتصب، قام أفراد حركة "تاج محير" بكتابة عبارات، منها: "تاج محير" و"الانتقام" على مسجد "سعادة" بقرية "عقربا" الواقعة في نابلس شمال الضفة الغربية. كما حاولوا إضرام النار في باب مدخل المسجد، واستنكر يوسف أدعيس وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية تلك الأحداث ووصفها بالأعمال الإرهابية، وعلى حد قوله، جاءت أعمال العنف إزاء الأماكن المقدسة الخاصة بالمسلمين والمسحيين بالتزامن مع تحريضات إسرائيل على العنف تجاه الشعب الفلسطيني. وأضاف أن سياسات إسرائيل ستسفر عن حرب دينية في المنطقة.
تابع مرصد الأزهر هذا الاعتداء الذي لا يُعدُّ الأول من نوعه الذي يستهدف دور العبادة وأيضًا يستهدف رجال الدين وغيرهم. ويؤكد على أن هذا الإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني المحتل والجماعات الإسرائيلية الإرهابية إزاء دور العبادة -سواء كانت إسلامية أم مسيحية- لن ينال من الشعب الفلسطيني في ممارسة طقوسه وشعائره الدينية.
كما قامت وحدة رصد اللغة العبرية بتسجيل ما قام به الكيان الصهيوني من منع لحرية العبادة، وممارسة الشعائر الدينية في القدس المحتلة، حيث نشرت مصادر فلسطينية أن السلطات الإسرائيلية أصدرت قرارًا بمنع الأذان في المسجد الإبراهيمي بالخليل، حيث وصفت وزارة الإعلام الفلسطينية منع الاحتلال رفع الأذان لصلاة الجمعة، من مآذن المسجد الإبراهيمي الشريف في الخليل بأنه "إرهاب ديني، وعدوان ظالم على حرية العبادة".وتؤكد الوزارة أن إدراج منظمة "اليونسكو" للخليل والمسجد الإبراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي الصيف الماضي، أسقط رواية الاحتلال الحافلة بالزيف، وأقر بإجماع عالمي أن المدينة ومسجدها وكل ما فيها لم ولن تكون إلا فلسطينية عربية.
واختتم البيان بـ : "وتحث مجلس الأمن والجمعية العامة على توفير الحماية لأبناء شعبنا في الخليل، الذين يتعرضون لإرهاب يومي، يطال البشر والشجر والحجر، ويحرم الأطفال من حقهم في التعليم، ويمنع التجار كما في شارع الشهداء من العمل، ويعتدي على المواطنين، ويطلق يد جنود الاحتلال والمستوطنين للعربدة والعدوان".
انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى للحرية الإعلامية:
فيما يمارس الاحتلال انتهاكات وجرائم بشعة تجاه الشعب الفلسطيني، فإنه يرفض أن ينقل الإعلام ما يمارسه الاحتلال من الإرهاب الأسود فيقمع ويعتقل الإعلاميين، من ذلك ما أشارت إليه جرائد "القدس- رام الله- القدس دوت كوم" أن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" ذكرت أن شهر مارس شهد ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، فضلًا عن خطورتها، مقارنة بشهر شباط الذي سبقه، وقال المركز الذي يعنى بالدفاع عن الحريات الإعلامية في فلسطين في تقريره الشهري، إنه "رصد ووثق خلال مارس ما مجموعه 47 اعتداءً ضد الحريات الإعلامية في الضفة وقطاع غزة، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 28 اعتداء، يندرج عدد منها ضمن الاعتداءات الجسيمة على حياة الصحافيين، هذا إضافة إلى إصابة عشرات الصحافيين بحالات اختناق جراء عمليات استهداف عشوائية واسعة للمتظاهرين والصحافيين خلال تغطيتهم للتظاهرات التي نظمت على حدود غزة..."
وجاء في التقرير "بجانب هذا فقد أقدمت شركة فيسبوك على إغلاق موقع وكالة صفا الإخبارية وصفحتها الرئيسية والاحتياطية على فيسبوك وانستغرام كما وأغلقت حسابات مدراء الصفحة والمحررين وعددهم 14 شخصًا دون سابق إنذار".
تحقيق جنائي لقوات الاحتلال في مجزرة "يوم الأرض":-
أبدت محكمة الجنايات الدولية قلقًا متزايدًا إزاء تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في قطاع غزة وخاصة بعد استشهاد 30 فلسطينيًّا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء مظاهرات ذكرى «يوم الأرض» قبل أسبوعين، حيث طالبت إسرائيل بضرورة وقف اللجوء إلى العنف.
وكشفت المحكمة أنها بصدد القيام بتحقيق مبدئي حول أعمال العنف التي يشهدها قطاع غزة، محذرة من أن كل من سيرتكب جريمة جديدة سيمثل أمام قضاة محكمة الجنايات الدولية. جاء هذا في رد فعل لما شهدته الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة منذ نهاية الشهر الماضي من مواجهات دامية بين متظاهرين فلسطينيين سلميين وجنود قوات الاحتلال، أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينيًّا وإصابة ما يزيد عن 2800 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في إطار مسيرة العودة الكبرى.
وجاء موقف محكمة الجنايات الدولية في نفس الوقت الذي أكدت فيه الخارجية الروسية أنها تؤيد فكرة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة وشفافة للوقوف على حقيقة ما يجري في قطاع غزة من انتهاكات وتجاوزات قاتلة. واعتبرت السلطات الروسية ما يجري من أحداث في قطاع غزة غير مقبول وخاصة لجوء قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استعمال القوة المفرطة ودون قيود ضد مدنيين بما فيها استعمال الرصاص الحي مما خلف مقتل عشرات الأشخاص.
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس:
في ضوء متابعة وحدة اللغة العبرية مواقف بعض الدول الأخرى من نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة. نشر موقع القناة السابعة الإسرائيلية، وموقع "Rotter net" أن رئيس بلدية القدس "نير بركت" التقى صباحًا بسفيرة جواتيمالا في إسرائيل وسكرتيرة وزارة خارجية جواتيمالا لبحث سبل نقل السفارة الجواتيمالية إلى القدس في الـ 16 من شهر مايو القادم، أي بعد نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بثلاثة أيام. وذكر بركت قائلًا: "أُحيّي الرئيس "جيمي مورالس" –رئيس جواتيمالا- وحكومته على هذا القرار الشجاع لنقل سفارته إلى القدس، ويدعو الدول الأخرى لاقتفاء أثر الولايات المتحدة الأمريكية في نقل سفاراتهم إلى القدس. لقد وعدتُ سفيرة جواتيمالا وسكرتيرة وزارة الخارجية بأن بلدية القدس ستبذل قصارى جهدها لتخويلهم نقل السفارة إلى (عاصمة إسرائيل) سريعًا".
كما نشر موقع القناة السابعة الإسرائيلي أيضًا أن رومانيا تدرس نقل سفارتها إلى القدس، حيث التقت "تسيفي حوتوفلي" نائب وزير الخارجية بوزير خارجية رومانيا في بوخاريست يوم الثلاثاء الماضي 10 أبريل 2018 م، وذلك في إطار جولتها السياسية التي بدأتها؛ للمضي قدمًا في نقل السفارات الأجنبية إلى القدس. وخلال اللقاء ذكرت "حوتوفلي" لمضيفها أن: "هناك فرص تاريخية إثر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وحان الوقت لاختيار الوقوف في الجانب الصحيح في التاريخ وأن تكونوا من الدول الرائدة التي ستنقل سفارتها إلى عاصمتنا (القدس)" ـــ على حد زعمها ـــ .
هذا وقد أعلن الرئيس البرتغالي مارسيلو دى سوزا، رئيس جمهورية البرتغال، الذي زار مشيخة الأزهر، والتقى بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، عن موقف بلاده من القرار الأمريكى باعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي: إننا نرى ضرورة القبول بوجود دولة للفلسطينيين عاصمتها القدس، ولن نغير موقع سفارتنا، ولن ننقلها.
وحول ممارسة الكيان المغتصب لسياسة التهويد وطمس عربية وتاريخية القدس نشر موقع صحيفة بانيت تصريحًا على لسان البروفيسور " دوف حنين" قال فيه إن حكومة نتنياهو تصرُّ على مسح "أم الحيران" لإقامة بلدة يهودية على أنقاضها، كان البروفيسور "دوف حنين" عضو الكنيست (القائمة المشتركة)، قد شارك الأسبوع الماضي في تظاهرة أم الحيران، إثر الإعلان عن إخلاء قرية "أم الحيران" ونقل سكانها إلى بلدة "حورة"، وصرح قائلا: "قلبي مع سكان أم الحيران في هذا اليوم العصيب، وقد فقدوا قبل عام المربي يعقوب أبو القيعان – واليوم هم مرغمون على مغادرة منازلهم بسبب سياسة الحكومة العنصرية المتطرِّفة التي تصرّ على مسح القرية وإبادتها لكي يقيموا على أنقاضها بلدة يهودية فقط".
وأضاف البروفيسور "حنين": "نفسية خطيرة تعصف من سدّة الحكم تجاه المجتمع العربي في البلاد، وهذا ما نراه في قانون القومية وفي العديد من التصريحات والبيانات التحريضية والقرارات. سكان أم الحيران خاضوا بشراكة يهودية عربية نضالًا مبدئيًّا شجاعًا ومريرًا. من هنا سأواصل مرافقتهم من أجل ضمان الحلول التي وُعِدوا بها، وسنستمر في المطالبة حتى الاستجابة عليها، وإيجاد الحلول الجذرية لضائقة القرى العربية – البدوية غير المعترف بها في النقب كله، بالاعتراف الكامل بها بدلًا من اقتلاعها.
وفي ضوء القرار الأمريكي بنقل السفارات إلى القدس باعتبارها عاصمة إسرائيل قام الاحتلال الصهيوني ببناء 5700 وحدة سكنية لاستيعاب حوالي عشرين ألف شخص، كما توجد مخططات أخرى تتضمن بناء 1450 وحدة سكنية لم تتم إقامتها بعد وذلك شمال شارع 375 . وسيتم في إطار المخطط الجديد تعبيد شارع يربط بين أجزاء المستوطنة وإقامة مبان تجارية وأخرى عامة ومشاغل وغيرها .
وفي رفض تام للاستيطان ورفض للوجود الصهيوني ذكر مفتى القدس الشيخ محمد حسين أنه يحرم تسهيل تمليك القدس وأرض فلسطين للأعداء، وقال في بيان له "إن فلسطين التي تحتضن القدس أرض خراجية وقفية، يحرم شرعًا التنازل عنها، أو تسهيل تمليكها للأعداء، فهي من الأملاك الإسلامية العامة، وتمليك الأعداء لدار الإسلام، أو لجزء منها باطل ويعد خيانة". وتابع "آثم من يبيع أرضه لأعدائه، أو يأْخذ تعويضًا عنها؛ لأنه يعد بذلك مظاهرًا على إخراج المسلمين من ديارهم، وقد قرن الله تبارك وتعالى الذين يخرجون المسلمين من ديارهم، والذين يظاهرون على إخراجهم بالذين يقاتلون المسلمين فى دينهم".
وأوضح أن القدس هى عاصمة فلسطين الأبدية، وأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، واعتبارها عاصمة الاحتلال هو قرار باطل ولا شرعية له؛ لأنه تصرف من لا يملك في حق غيره. وأكد مفتي القدس على أن إسرائيل اغتصبت فلسطين، وأخرجت أهلها من ديارهم، وشردتهم، وسلبت أموالهم، واقترفت أفظع الجرائم بأماكن العبادة، كل ذلك بالتعاون مع دول الاستعمار التي ناصرتها وتناصرها في هذا العدوان الآثم، وأمدتها بالعون السياسي والمادي لإقامة دولة احتلالية في هذا الوطن.