القضية الفلسطينية

 

03 نوفمبر, 2018

انتخابات بلدية القدس.. سباقٌ ساخن على تهويد المدينة المحتلة

     أجرت بلدية الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة، يوم الثلاثاء 30/10/2018م، انتخاباتِ رئاسة مجلسها؛ لكي تواصلَ تنفيذَ مُخَطَّطات الكِيان الصهيونيّ، لتهويد الأراضي الفلسطينية بوجهٍ عامّ، والقدس المحتلة بوجهٍ خاصّ، وَفْقَ خُطَطٍ مَدروسة ومُمَنْهَجةٍ؛ فالممارسات الصهيونية لم تقف عند حَدّ القتل والقمع والتشريد فقط، بل تَخَطّت ذلك إلى أبعدَ ما يكون؛ بهدف تغيير هُوِيَّة الأراضي الفلسطينية، وفرض الطابع اليهودي على معالمها العربية والإسلامية.
وتُعَدُّ بلدية الاحتلال ذراعًا استعماريًّا ونظامًا سياسيًّا مُصَغَّرًا للكِيان الصهيونيّ؛ فهي الأداة التي يستعملها الكِيان الصهيونيّ لتنفيذِ مآربه الخبيثة، وهي التي تتخذ قراراتِ تَوسيع البؤر الاستيطانية داخلَ القدس وما حولها، كما تقوم بحملاتٍ تهويديَّة متنوعة تحت مُسَمَّياتٍ وأساليبَ مختلفةٍ؛ من خلال المهرجانات التهويدية والفعاليات التي تُقيمها، وجلْب أكبرِ عددٍ من السيّاح والمستوطنين.
وتتَّبع بلدية الاحتلال الصهيوني سياسةَ "الإخلاء والبناء"؛ فإلى جانب هدمها لمنازل الفلسطينيين وطرد سكانها، مثلما يحدث بشكلٍ مستمرٍّ في قرية "العيساوية" و"السلوان" و"العفولة" وغيرها من القرى خلال الأشهر الماضية؛ نجد أنها تُسارِع في استصدار تراخيصَ لبناء وحداتٍ استيطانية جديدة، وتمتنع عمدًا عن وضع خُطَطٍ مُفَصَّلة للأحياء الفلسطينية، أو استصدار تراخيصَ لها؛ الأمر الذي يؤدّي إلى حدوث تَناقُصٍ شديد في المباني السكنية والمباني العامّة، والبِنية التحتية والخِدمات الضرورية للفلسطينيين.
وتجدر الإشارة إلى أن بلدية الاحتلال الصهيوني هدمت أكثر من 1300 منزلٍ فلسطينيٍّ، منذ عام 1987م، وحتّى يومنا هذا.
ولا يزال التمييز العنصريّ بين السكان الفلسطينيين والمستوطنين يضرب بجذوره داخل سياسات البلدية؛ فالتمييز في كلّ المؤسسات بارزٌ في مُمارَساتٍ عديدة، وفي مَواقِعَ مختلفةٍ؛ مثل: المستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها من المؤسسات، التي يتردّد عليها الفلسطينيون بصورةٍ يومية.   
كذلك تتَّبع البلدية خُطَطًا مُمَنْهجة لتهويد نظام التعليم الفلسطينيّ و"أسرلته"؛ فتبذل كلَّ غالٍ ونفيس لتحقيق هذا الهدف، تحت ذريعة تطوير التعليم والمدارس في القدس الشرقية، بما يتوافق مع مناهجها التعليمية وسياساتها الإسرائيلية؛ من فرْض رفْع العَلَم الإسرائيليّ في المدارس، ووَضْع خرائطَ لا تَظهر فيها المدنُ والقرى العربية، مع ظهور المستوطنات إسرائيلية بديلًا عنها، كذلك: الإصرار على نزع فكرة النضال من أذهان الفلسطينيين، وتعزيز فرض سيادة الفكر الصهيونيّ على القدس بأكملها.
وُعود المرشحين بتهويد القدس ومواصلة الاستيطان
وتَنافَسَ على كرسي رئيس بلدية الاحتلال في الجَولة الأولى خمسةُ مرشحين، وهم: زئيف ألكين، وموشيه ليئون، وعوفار برقوفيتش، ويوسي دايتش، وآفي سلمن، ويتفق هؤلاء المرشحون في مُخَطَّط تَوسيع الاستيطان وتهويد القدس، وجلْب المستوطنين إليها من كلّ مكان.
حيث صرّح "زئيف ألكين"، خلال عرض برنامجه الانتخابيّ؛ بأنه سيَسعى إلى بناء 100 ألف وحدة استيطانية، خلال 20 عامًا، إضافةً إلى: ترميم 40 ألف وحدة استيطانية سنويًّا، ويَحظى هذا المُرَشَّح بدعمٍ كبير من العَلمانيين واليَمينيين، وأتباع حزب "الليكود" والمتدينين، ومن المتوَقَّع أن يخوضَ الجَولةَ الثانية من الانتخابات، في حال عدم فَوزه برئاسة البلدية من الجولة الأولى.
أمّا "موشيه ليئون"؛ فقد صرّح بأنه سيعمل على تهويد القدس، وبناء وحداتٍ استيطانية في المدينة بأسرها، وبشكلٍ خاصٍّ في منطقة E-1 ،التي تقع بين القدس ومستوطنة "معاليه أدوميم" و"جفعات هماطوس"، بصرف النظر عن الاعتبارات الديموغرافية.
كما ذكر  "موشيه ليئون"؛ أن الهدف من بناء مستوطناتٍ جديدة، هو "تَحفيز الشباب الإسرائيليّ على البقاء في القدس؛ وذلك بهدف تَعزيز الأغلبية اليهودية".
 ويَحظى هذا المُرَشَّح بتأييد كتلة "ديجِل هَتُّوراه" وحزب "شَاس"، وهو من المُرَشَّحين الذين لهم خلفيّةٌ دينية صهيونية، ويسعى لاستقطاب القوى الدينية في القدس المحتلة.
ويَتَبَنّى باقي المرشحين نفْسَ برنامج "ألكين" و"ليئون"؛ في تَوسيع الرقعة الاستيطانية، وتهويد القدس تحت غطاء التطوير.
ولا شَكَّ أنّ بَرامِجَ المرشّحين لرئاسة البلدية هي بَرامِجُ صهيونيّةٌ من الطراز الأول؛ تَهدِف إلى تهويد القدس، وتَوسيع الاستيطان بشكلٍ كبير في المدينة وما حَولَها.
 ويَتَبَنّى مُرَشَّحو بلدية الاحتلال سياساتِ الاحتلال الصهيوني لتَغيير مَعالِمِ القدس المحتلة، وطَمْس هُوِيَّتها العربية والإسلامية، وصَبْغها بالصبغة اليهودية الصهيونية؛ وذلك لفرْضها عاصمةً للكِيان الصهيوني.
ورغم أن نسبة الفلسطينيين تبلغ حَوالَي 40% من سكان القدس المحتلة؛ فإنهم لم يُشارِكوا في التصويت في انتخابات بلدية الاحتلال، إلّا بنسبةٍ ضئيلة جِدًّا، قد تصل إلى 1%، حيث سادتْ حالةٌ عامّةٌ من المقاطعة لَدى الجماهير الفلسطينية؛ التي تَعُدّ المشاركةَ بمنزلةِ اعترافٍ غيرِ مُباشِرٍ بهذا الكِيان المُغتَصِب، وتطبيعًا فعليًّا معه.


وحدة رصد اللغة العبرية