القضية الفلسطينية

 

15 أغسطس, 2024

اقتحامات الصهاينة للأقصى المبارك يوليو 2024

الأقصى المبارك طالما كان في خطر منذ احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967م؛ بيد أن هذا الخطر قد تفاقم وتعاظم منذ اندلاع حرب الإبادة الصهيونية ضد سكان قطاع غزة؛ حيث يعمد الاحتلال الصهيوني، وقادته المتطرفون إلى استغلال انشغال الرأي العام العالمي بمجازره في غزة من أجل فرض واقع جديد داخل الأقصى يُمَكِّنه من تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا. 
وشهد يوليو المُنصرم، اقتحام نحو 3,739 مستوطنًا ساحات الأقصى المبارك، تحت حراسة مُشددة من شرطة الاحتلال وأجهزته الأمنية المُختلفة، وشهد كذلك أحداثًا عديدة تعكس الجرأة الصهيونية على استباحة الأقصى وتدنيسه، على رأسها إقدام الوزير الصهيوني "إيتمار بن جفير" على اقتحام الأقصى المبارك، في 18 يوليو، للمرة الثانية منذ اندلاع العدوان على غزة؛ حيث قال من داخل الأقصى: "جئت هنا لأكثر مكان أهمية لـ(إسرائيل)، و(لشعب إسر.ا.ئيل)، من الأفضل أن نصلي لعودة (المختطفين) إلى البيت، لكن بدون صفقة خاسرة، وبدون خضوع". 
وكان من بين المُقتحمين كذلك والدة أحد الجنود الصهاينة الذي قُتل مع مجموعته في أثناء مشاركته في حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة، وهي مرتدية قميصًا يحمل صورته بكامل عتاده العسكري، وذكرت أن هذا الاقتحام جاء بناء على وصية من ابنها قبل أن يلقى حتفه.
وسلط المرصد الضوء على أبرز التصريحات السياسية بخصوص الأقصى، والتي جاءت كذلك على لسان الوزير المتطرف "بن جفير"؛ ففي مؤتمر عُقد في الكنيست تحت عنوان: "إسرائيل تعود إلى جبل المعبد[الأقصى]"، في 24 يوليو الماضي، صرَّح قائلًا: إن المستوى السياسي داخل الكيان الصهيوني يسمح بصلاة اليهود في الأقصى، وأنه لن يسمح بالتمييز ضد اليهود في الأقصى، ودعا إلى تمكين اليهود من أداء الصلوات العلنية داخل الأقصى.
 
من جانبه، يلفت المرصد إلى أن وصية هذا الجندي، إضافة إلى تصريحات "بن جفير" تعكسان كيف تمكن حاخامات الصهيونية الدينية من زرع الأفكار المُتعلقة بهدم الأقصى وبناء الهيكل "المزعوم" على أنقاضه في عقول الأجيال الصهيونية المتعاقبة، وتحويلها إلى عقيدة دينية؛ على الرغم من استنادها إلى مزاعم دينية واهية ومغلوطة، ويدعو المرصد إلى الانتباه لتلك المظاهر الخطيرة وتسليط الضوء على انتشارها بغية التصدي لها؛ في إطار السعي الدائم للذود عن الأقصى المبارك. 
ويشير المرصد إلى أن أبرز المناسبات الدينية المزعومة جاءت الثلاثاء 23 يوليو 2024م، حيث اقتحم في هذا اليوم 342 مستوطنًا؛ استجابة لدعوات منظمات الهيكل لإحياء ما يقولون: إنها ذكرى اقتحام البابليين لأسوار القدس، وهي ذكرى تمهد لأخرى أشد احتفاءً من قبل الصهاينة؛ ألا وهي ذكرى "خراب الهيكل"، والتي تأتي بعد الذكرى الأولى ب 20 يومًا.
 
ويحذر المرصد من استمرار الاحتلال في سياسة "جز العشب"، والتي يهدف من خلالها إلى استهداف الشباب الفلسطيني في مدينة القدس بصفة خاصة، وفي الضفة الغربية بصفة عامة، حيث ذكرت مؤسسات الأسرى أن الاحتلال اعتقل قرابة 1,000 فلسطيني من الضفة والقدس منذ بدء العدوان الإرهابي على غزة.
وعلى الرغم من الصورة القاتمة، إلا أن مرصد الأزهر يؤكد أن مثل هذه التضييقات لا تزيد الفلسطينيين إلا صلابة وصمودًا، وإصرارًا على الدفاع عن الأقصى المبارك والرباط فيه؛ وهو الدور الذي اصطفاهم الله له دون غيرهم؛ حيث أدى نحو 150 ألف فلسطيني صلوات الجُمع في الأقصى المبارك؛ الأمر الذي يؤكد أنه كلما أصر الاحتلال على جز العُشب، كلما ازداد العُشب الفلسطيني قوة وازداد مناعة. 
 
وأمام حرب الإبادة في غزة، وتدنيس باحات الأقصى المبارك، لا يملك المرصد إلا تجديد الدعوة للتضامن مع أبناء الوطن الفلسطيني الأبي، والاتحاد وبذل الجهود والمساعي كافة لوقف الإبادة التي يعرض لها إخواننا الفلسطينيون، والتصدي لمخططات الصهاينة التي تستهدف الأقصى بشكل أخطر من أي مرحلة سابقة؛ انطلاقًا من كونه مقدسًا إسلاميًّا خالصًا.
 
وحدة اللغة العبرية