القضية الفلسطينية

 

30 ديسمبر, 2024

عشرات المجازر حدثت بالمناطق التي زعم الاحتلال كذبًا أنها “إنسانية”!

    إن الحديث عن وجود مناطق آمنة في قطاع غزة ليس سوى خدعة دعائية مضللة، تعد واحدة من الأكاذيب العديدة التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني في سياق سعيه للقضاء على الوجود الفلسطيني في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر 2023. هذا الأمر أقرّت به صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير نشرته يوم الإثنين 16 ديسمبر 2024، إذ أكدت أن جيش الاحتلال كثّف هجماته على المناطق التي زعم أنها “إنسانية”، مثل منطقة “المواصي”، التي تعرضت لتسع هجمات في الشهر الماضي وحده، رغم تصنيفها سابقًا منطقة “آمنة”.

تحوّل المواصي من ملاذ طبيعي إلى مركز للرعب
المواصي، التي تمتد على مساحة 15 كيلومترًا مربعًا بين خان يونس ورفح، كانت تُعرف سابقًا بجمالها الطبيعي وكثبانها الرملية الذهبية، وتحولت بفعل حرب الإبادة إلى منطقة مكتظة بالنازحين. يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين في مخيمات مؤقتة وسط ظروف إنسانية كارثية، في حين تتعرض المنطقة لهجمات متكررة تُخلّف مئات الشهداء والجرحى.

تصعيد الهجمات وأثرها المأساوي
وفقًا لتقرير “هآرتس”، شهدت منطقة المواصي زيادة كبيرة في معدل الهجمات خلال شهر نوفمبر 2024. وأشار موقع “Forensic Architecture” إلى تسجيل خمس هجمات على المنطقة بين مايو وسبتمبر 2024، لكنها توقفت مؤقتًا خلال أكتوبر، لتتجدد بشكل مكثف لاحقًا. وأوضح البروفيسور “لي موردخاي” من الجامعة العبرية أن المواصي تعرضت لأكثر من ثماني هجمات في أقل من شهر، أحدثها كان في 4 ديسمبر 2024، حيث استهدفت الغارات 21 خيمة للنازحين، وأسفرت عن استشهاد 23 فلسطينيًّا.

رغم زعم الاحتلال أن الهجوم استهدف مسؤولين في المقاومة الفلسطينية، رفضت الأمم المتحدة هذا الادعاء وأوضحت أن الانفجارات الثانوية نجمت عن قوارير غاز الطهو، لا عن ذخيرة.

معاناة النازحين
يعيش نحو 30 ألف فلسطيني في كل كيلومتر مربع من منطقة المواصي، وسط نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء، وسوء خدمات الصرف الصحي. ومع حلول أول عاصفة شتوية، جرفت الأمطار حوالي 1,000 خيمة إلى البحر، مما زاد من معاناة النازحين الذين يفتقرون للمأوى والمعدات الأساسية.

التدمير باستخدام أسلحة ثقيلة
كشف تحقيق أجرته صحيفة أمريكية أن الاحتلال يستخدم قنابل تزن طنًا في قصف المواصي، ما يتسبب في حُفَرٍ بعمق 15 مترًا وأضرار بيئية كبيرة. وأشار التقرير إلى أن توثيق الهجمات يُظهر انفجارات ضخمة تدفن السكان تحت الرمال بسبب غياب أي ملاذ آمن.

محاولات يائسة لإفراغ غزة من سكانها
تؤكد المنظمات الإغاثية أن قصف ما يُسمى بالمناطق “الإنسانية” يدفع العديد من الفلسطينيين للبقاء في منازلهم شمال القطاع رغم المخاطر، حيث يرى السكان أن الموت في المنازل أكرم من الموت كلاجئين في الخيام.

المخطط الصهيوني والإصرار الفلسطيني
يشير مرصد الأزهر إلى أن الاحتلال يهدف من خلال هذه الجرائم إلى تنفيذ مخطط إحلالي جديد يفضي إلى القضاء على الوجود ه الفلسطيني، لكنه يؤكد أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الحقيقيون، وأن الصهاينة المحتلين ليسوا إلا طيفًا عابرًا في تاريخ هذه الأرض المقدسة.
إن ما يحدث في قطاع غزة من مجازر وحرب إبادة جماعية يكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني الذي يتلاعب بالمفاهيم الإنسانية لتحقيق مخططاته الإحلالية. ولكن مهما اشتدت قسوة العدوان ومهما تكاثرت الأكاذيب، يبقى الشعب الفلسطيني رمزًا للصمود، متمسكًا بأرضه وهويته، مؤمنًا بعدالة قضيته. هذه الأرض المقدسة التي رُويت بدماء الشهداء، ستظل شاهدًا على حق الفلسطينيين الأصيل، وستبقى مقاومتهم عنوانًا للإرادة والكرامة التي لا تنكسر، مهما طال زمن الاحتلال..

وحدة الرصد باللغة العبرية