القضية الفلسطينية

 

13 فبراير, 2025

انسحاب الاحتلال من محور "نتساريم" دليلٌ قاطع على فشل "خطة الجنرالات" الصهيونية

     أُجبِرَت قوات الاحتلال الصهيوني على الانسحاب من محور نتساريم، الأحد 2 فبراير 2025م، وفق بنود وقف إطلاق النار، بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، والتي قضت بالانسحاب الكلي في اليوم الـ22 من المرحلة الأولى، مع عودة سكان القطاع إلى منازلهم، وبهذا تكون قد تبددت "خطة الجنرالات" الصهيونية، وذهبت أدراج الرياح، بفعل الصمود الفلسطيني.

ما هو محور نتساريم؟

"نتساريم" هو الاسم العبري لمحور عسكري أقامه الاحتلال ليفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه. سُمي بهذا الاسم نسبة إلى مستوطنةٍ أقامها الاحتلال في هذا الموقع عام 1977م. وفي منتصف فبراير الماضي 2024م، أي بعد مرور نحو 4 أشهر من بدء العدوان على غزة، تكشَّفت بدايات مَيدانية لإعادة إحياء ممر "نتساريم"، أو ما سماها الاحتلال "الطريق 749"، والتي قال حينها: إن الهدف منها تسهيل حركة الآليات العسكرية حول القطاع. وتدريجيًّا بدأ الممر بقضم الأراضي المجاورة، بعد نسْف مبانيها، والتي قُدِّرَت بنحو 750 مبنًى، ليصل توسع الممر إلى 4 كم عرضًا، بامتداد 6.5 كم (من مستوطنة بئيري -القريبة من قرية جُحر الديك- حتى شرق المتوسط)، ويقسم أراضي القطاع بحيث يفصل 14 كم من مدينة غزة الواقعة شمال القطاع عن 27 كم من الأراضي الواقعة وسط وجنوب القطاع.

وقد وظَّف الاحتلال "محور نتساريم" لمنع تنقُّل الفلسطينيين بين الشمال وباقي مناطق القطاع؛ حيث يتقاطع الممر مع شارع صلاح الدين، أحد الطريقين الرئيسيين الواصلين بين شمال وجنوب غزة، لإنشاء تقاطع مركزي إستراتيجي يتصل بطريق الرشيد الذي يمتد على طول ساحل غزة.

ما هي خطة الجنرالات؟

تشير خطة الجنرالات إلى إستراتيجية الحصار التي اقترحها الجنرال الصهيوني السابق "جيورا إيلاند" على "بنيامين نتنياهو" في أثناء العدوان الصهيوني على غزة، وتبناها عدد كبير من جنرالات الاحتلال، لذلك سُميت بخطة الجنرالات.

وكانت الخطة تهدف إلى إخلاء شمال غزة بالكامل عن طريق إرهاب السكان واستهدافهم، ومنع الإمدادات، مثل الغذاء والأدوية من دخول المنطقة، وتصنيف جميع المدنيين المتبقين أهدافًا عسكرية. ورغم أن الخطة لم يعلن عنها بشكل رسمي، فإن الشواهد تؤكد أن الاحتلال نفَّذ أجزاء منها بالفعل، منذ أكتوبر الماضي 2024م، في انتهاكاتٍ ترتقي لجرائم حرب مكتملة الأركان، خلَّفت آلاف الضحايا والمصابين في صفوف المدنيين العُزَّل.

وكانت خطة الجنرالات تفترِض أن الحصار أكثر الحلول فاعلية لإنهاء الحرب، وتقليل عدد القتلى من جنود الاحتلال، كما تفترض أن السيطرة على شمال غزة يمكن أن يدفع سكان المناطق الأخرى للانتفاض ضد المقاومة الفلسطينية. وقد حظيت الخطة بمباركة اليمين الصهيوني المتطرف وتأييده، والذي راح يشارك في فعاليات داعية لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، وخاصة في الشمال.

من هنا لعبت السيطرة على محور نتساريم دورًا جوهريًّا في إنجاح الخطة المشؤومة، وضمان نفاذها واستمرارها.

وبانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل، تكون قد فشلت مخططات الاحتلال في الاستيلاء على شمال القطاع، وجعله أحد مكاسب الحرب لذرِّ الرماد في العيون، بعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة (القضاء على المقاومة وتحرير الأسرى بالقوة).

من هنا يؤكد مرصد الأزهر أن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني كان وراء إفشال مخططات الاحتلال ومحاولات نزع أصحاب الأرض من أراضيهم عن طريق الإرهاب وخلق البيئة الخصبة للتهجير. مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني ضرب أروعَ أمثلة البطولة والصمود، الأمر الذي يشجع المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات أكثر جدية لتمكين الشعب الفلسطيني من العيش على أرضه، وتعزيز التكاتف الدولي من أجل رفض التهجير القسري لأهل غزة؛ إسهامًا في رفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني الأبيِّ، وتمكينِه من أرضه التي ارتوت بدمائه، حفاظًا على ما تبقى من ماء وجه الإنسانية.

وحدة الرصد باللغة العبرية