الروهينجا

قراءة في كتاب "الإسلام والإسلاميون .. الدين والفكر"

قراءة في كتاب "الإسلام والإسلاميون .. الدين والفكر"

     في ظل ظهور الحركات المتطرفة واختلاط المفاهيم المتعلقة بالإرهاب، وما يُطلَق عليه: "الإسلام السياسي"، صدرت في إسبانيا العديد من الكتب التي تناقش وجود هذه الحركات وتطورها وأهدافها.
وفي هذا السياق، نشر الباحث والخبير في الحركات الإرهابية، "دانييل ماثياس فيرناندِث"، كتابًا في أبريل من عام 2015، تحت عنوان: "الإسلام والإسلاميون .. الدين والفكر"، في دار نشر "فينبيسبول"، وتبلغ عدد صفحاته 176 صفحة من القطع المتوسط.
وتتبلور فكرته الرئيسة حول حقيقة الإسلام وعَلاقته بالفكر الديني للحركات المتطرفة، وكذلك التطرف ذي الطابع المتأسلم.
ويؤكد الكاتب أن ثَمّة عَلاقة بين الإسلام وهذه الحركات باعتبار مؤسسيها وأعضائها مسلمين، لكنها عَلاقةٌ غيرُ منطقية وغير مُسَوَّغة.
ومن هذا المنطلق، يُفنِّد الكاتب على أساسٍ علمي الأحكام المسبقة والثوابت الغربية حول العالم الإسلامي وظاهرة الإسلاميين المعاصرين، كما يناقش مفهوم الحرب التي أشعلتها الجماعات المتطرفة منذ تسعينيات القرن الماضي، وينتقل منها إلى الحروب المعاصرة أو ما يُسَمَّى بحروب "الجيل الرابع" أو "الحروب اللا متماثلة".
ويهتم الكاتب بتفصيل قضايا شائكة عن الإسلام مثل: الإسلام والعنف، وهي قضيةٌ تتمثّل في السؤال: هل الإسلامُ دينُ عنفٍ أم أنها اتهاماتٌ باطلة تُوَجَّه إليه؟

Image

ويَصِفُ الكاتبُ "الحركاتِ الإسلاميّةَ" بأنها حركاتٌ سياسية ــ فكرية "معاصرة"، أو هي نوع من العقيدة السياسية، ويناقش حقيقة فكرة ظهورها كنوعٍ من مقاومة القمع باعتبارها حركات للتحرر.
كما يَعْرِض وعود المنظمات و"الحركات الإسلامية" لتابعيها بمستقبل تسود فيه الحرية والرفاهية.
ويتطرّق إلى مصطلحات مثل: "دار الإسلام" و "دار الحرب"، وكيف تُفسّرها هذه الحركات وتُطَبِّق المفاهيم المتعلقة بها، بالإضافة إلى حديثه عن الكِيان الصهيوني كمُحَفِّزٍ دائمٍ للحركات الإسلامية المتشددة.
من جانبٍ آخَرَ، يناقشُ الكاتب فكر زُعماء "الحركات الإسلامية" ومفكّريها، والذين انطلقوا من "ثورةٍ مُحافِظَة" أو ــــــ حسبما يقول ـــــ "الثورة الإسلامية ذات الصِّبْغَة الشيعية"، كما يشير إلى تطور "الحركات الإسلامية" خلال القرن العشرين.
ويجيب الكاتب عن كثير من التساؤلات حول أصول تنظيم "القاعدة" وأفكاره واستراتيجياته عَبْرَ الدول للحرب والهجوم.
ويَنصحُ الكاتب في نهاية الكتاب بالتأني في الحكم على العالَم الإسلامي، لأنه ــ كما يرى ــ متشابك ومتنوِّع؛ لذا فإنه ينبغي تجريد الرأي حوله من الأحكام المسبقة، وكذا تحكيم العقل فيما يُثار حوله من آراء.
والخلاصة: أن الكاتب يحاول الاقتراب من الحقيقة الكامنة وراء جبال العُزْلة التي صنعها الغرب مع العالم الإسلامي، ويؤكد ضرورة تَبَنّي الموضوعية في الحكم على هذه المنطقة من العالم، وفي الحكم على الإسلام والمسلمين عمومًا.
ويرى "مرصد الأزهر" أن النظرة الموضوعية التي يتمتع بها الكاتب، والتي تبدو واضحة في كتابه، تُعَدّ ميزةً مهمة لا تتوافر عند الكثيرين، إذ إن الأقلام المُهاجِمة تحاول دائمًا تشويه الحقائق وقَلْبَها، وهي صفاتٌ لا تتفق ورسالةَ القلم التي ينبغي أن يتحلى بها الكُتّاب والمفكّرون.
كما يؤكد "المرصد" ضرورة التفريق بين الإسلام والحركات التي تَنْسُب نفسها إليه؛ لأن رُوح الإسلام السمحة وشريعته النقية ومصادره المُنَزَّهة تأبى وصمه بالعنف أو الإرهاب أو استباحة الدماء؛ لأنه دين الإنسانية والرحمة والرفق والسلام.

الكاتب في سطور:
دانييل ماثياس فيرناندِث: هو باحثٌ في التاريخ وشئون "الحركات الإسلامية"، وُلد في سانتاندير-إسبانيا، عام 1983، ويعمل مدرسًا للتاريخ الحديث بجامعة كانتابريا الإسبانية، وباحثًا زائرًا بجامعة أبيريستويث بالولايات المتحدة الأمريكية.

Image

الموضوع السابق نشاط حركة اللاجئين في بحر إيجه
الموضوع التالي المسلمون في فنزويلا
طباعة
3271