الروهينجا

"الجمعية الإسلامية الصينية".. البوابة الرسمية لمسلمي الصين

"الجمعية الإسلامية الصينية".. البوابة الرسمية لمسلمي الصين

    متابعة من "مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف" لأخبار الإسلام والمسلمين في كل دول العالم، وحرصًا منه على تعريف أبناء الأمة الإسلامية بأحوال إخوانهم في بقاع الأرض كافة؛ سلّطت "وحدة اللغة الصينية" الضوء على واحدة من أهم المؤسسات الدينية في جمهورية الصين الشعبية، ألا وهي "الجمعية الإسلامية الصينية".
فمنذ نشأة الصين الحديثة وبدء التشكيل الجغرافي الحديث لها على يد مؤسسها الزعيم (ماو تسي دونغ) عام 1949، دخل ضمن الحدود الصينية مدن وأقاليم يسكنها ملايين المسلمين، ومن أكبر هذه الأقاليم إقليم شينجيانغ "تركستان الشرقية سابقًا"، وأصبح اهتمام الدولة الصينية بالشؤون الدينية أمرًا مهمًّا، وخاصة أُمور المسلمين الذين يُمثلون أغلبية في أحد أهم الأقاليم الصينية.
وقبل نشأة الصين الحديثة، كان هناك العديد من الجمعيات التي أنشأها المسلمون الصينيون؛ لتوحيد المسلمين فِكريًّا وعقائديًّا، وتوعيتهم بالمبادئ الإسلامية، ولكن اقتصر دور هذه الجمعيات على أعمال التربية الدينية، والقيام بالأنشطة الخيرية لمساعدة الفقراء، وإصدار الكتب والمجلات المتخصصة لنشر المعارف الإسلامية. وكان من أشهر الجمعيات في ذلك الوقت "الجمعية الإسلامية الصينية لإنقاذ الوطن" والتي أُسست في أثناء الحرب الصينية اليابانية، لكن تغيّر اسمها بعد الحرب إلى "الجمعية الصينية للدين الإسلامي"، وبعد تأسيس الصين الشيوعية انتقلت إلى "تايوان". ومن الجمعيات التي أُسست في ذلك الوقت أيضًا قبل تأسيس الصين الشيوعية "جمعية الدين الإسلامي بالصين" في مدينة "شانغهاي"، و"جمعية الثقافة الإسلامية الصينية" في مدينة "قويلين" بمنطقة "قوانغشي"، وكان لهذه الجمعيات دورٌ كبير في دفع الثقافة الإسلامية الصينية وتوحيد صفوف المسلمين، لكن كل هذه الجمعيات توقفت عن العمل فور تأسيس الصين الشيوعية عام 1949.
وبعد تأسيس الدولة الصينية الحديثة على يد الحزب الشيوعي الصيني، تم توحيد كل هذه الجمعيات في شكل جمعية صينية إسلامية رسمية أُطلق عليها "الجمعية الإسلامية الصينية"، والتي أسسها العديد من المسلمين الصينين من مختلف القوميات، ومن أهم مؤسسيها الشيخ (برهان الدين باو) و(يانغ جينغ رن) و(محمد مكين)، وغيرهم من القيادات الإسلامية البارزة.
وقد عُقد أول مؤتمر لمُمثلي الحزب الشيوعي في الحادي عشر من مايو 1953، في العاصمة الصينية بكين، وأُعلن رسميًّا عن الجمعية الإسلامية الصينية، وانتُخب الشيخ (برهان الدين باو أر خان) رئيسًا لها، وأنشئ العديد من الأفرع في العديد من المقاطعات والمدن الصينية. وكان للجمعية دورٌ بارز في تكوين جسر من التواصل بين المسلمين من مختلف القوميات والحزب الحاكم وقيادات الدولة.

Image

مبنى الجمعية الإسلامية في العاصمة بكين

ومن أهم مبادئ عمل الجمعية والتي حددها رئيسها (برهان الدين باو) خلال حفل تأسيس الجمعية:
1- مساعدة الحكومة الصينية على نشر وتنفيذ سياسة حريّة الاعتناق الديني.
2- رفع راية الوطن عاليًا، والحفاظ على مبادئ العقيدة الإسلامية الأساسية والتقاليد الإسلامية الحميدة وإظهارها.
3- القيام بدور الجسر الرابط بين الحكومة الصينية والمسلمين، وتمثيل المصالح الشرعية لجميع المسلمين من مختلف القوميات في كل البلاد.
4- الحفاظ على استقرار النظام الاجتماعي ووحدة البلاد.
ولقد اهتمت الجمعية بمراعاة الشئون الإسلامية فأصدرت العديد من المطبوعات الدينية باللغة الصينية والعربية، ومن أهم ما صدر عنها من مطبوعات مترجمة "القرآن الكريم" و "الحديث النبوي" وغيرهما، كما أصدرت مجلة بعُنوان: "المسلم الصيني" باللغة الصينية واللغة الأويغورية - وهي لغة قومية الأويغور المسلمة- والتي تصدر كل شهرين وتوزّع في كل أنحاء الصين، كما أنّ للجمعية موقعًا عبر شبكة الإنترنت باللغات الصينية والأويغورية والعربية والإنجليزية.

Image

صورة من موقع الجمعية الإسلامية الصينية على شبكة الإنترنت


وفي عام 1955 تأسس "المعهد الصيني للعلوم الإسلامية" تحت إشراف وإدارة الجمعية الإسلامية الصينية، ليُصبح هو المؤسسة الإسلامية التعليمية الأعلى في الصين، وليعمل على تخريج الأئمة المتخصصين في العلوم الإسلامية في الصين، وإقامة دورات تدريبية للأئمة.
ومن إسهامات الجمعية أيضًا افتتاح العديد من المدارس الإسلامية في المدن التي يَكثُر فيها المسلمون، كما تقوم الجمعية بتدريب المعلمين في المدارس الصينية وتعريفهم بتاريخ الإسلام في الصين، كما تتولى الجمعية شؤون الحج وتنظيم الرحلات إلى الأماكن المقدسة، وتوطيد العلاقات مع المنظمات الإسلامية في الخارج، وتُرسل أيضًا العديد من الشباب الصيني المسلم للدراسة خارج الصين.
وللجمعية الإسلامية الصينية عِدة أقسام تُشرف عليها:
- "قسم التعليم" وهو المسؤول عن التربية الدينية، وإقامة المسابقات الدينية في تلاوة "القرآن الكريم" والوعظ.
- "قسم العلاقات الدولية" وهو المسؤول عن تنظيم رحلات الحج للمسلمين الصينين، كما يهتم بإقامة العلاقات الوديّة بين الجمعية ومختلف المراكز البحثيّة في العالم.
- "قسم الثقافة الإسلامية" وهو المسؤول عن تأليف وإصدار الكتب الدينية، وتنظيم الندوات والمناقشات حول العلوم الإسلامية.
من جانبه يُشيد "مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف" بدور الجمعية الإسلامية الصينية في خدمة الإسلام والمسلمين الصينيين، كما يُشجع كافة الجهود المخلصة التي تُبذَل في رعاية المسلمين ونشر الإسلام والتعريف بسماحته.

وحدة الرصد باللغة الصينية

 

الموضوع السابق مظاهر استقبال شهر رمضان في بعض الدول الناطقة بالإسبانية
الموضوع التالي المسلمون في جمهورية هايتي
طباعة
4159