بسط يده بالسلام والاستتابة فبسطوا أيديهم بالمتفجرات والألغام وقذائف الهاون، هكذا أصبح المشهد في الصومال، فبعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس الصومالي محمد عبدالله فارماجو إمهال مسلحي حركة الشباب 60 يوماً للاستسلام والتخلي عن الأعمال الإرهابية التي يرتكبونها، جاء الرد قاسياً وعنيفاً من هذه الحركة؛ حيث نفّذت هجومين داميين راح ضحيتهما العشرات من الضحايا الأبرياء، وقد تابع مرصد الأزهر هذه الأحداث الدامية بأسى بالغ وحزن عميق؛ حيث سقط نحو عشرين قتيلاً وأصيب آخرون من المدنيين إثر انفجار لغم أرضي كان قد زرع على أحد الطرق في قرية جولوين التابعة لإقليم شبيلي السفلى جنوب الصومال لدى مرور حافلة تقلّ مدنيين، فيما سقطت قذائف هاون على منزل بالعاصمة الصومالية مقديشو مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجراح.
والمرصد إذ يتابع هذه الهجمات الوحشية التي ترتكبها حركة الشباب بحق المدنيين العزّل في ربوع الصومال، فإنه يؤكّد على أن هذه الحركة التي استطالت على أمن الصومال لا تتوانى عن استغلال أي فرصة تثبت من خلالها أنها قادرة على الاستمرار في القتال غير المشروع والعنف غير المبرر والجرائم الوحشية اللاإنسانية، تحت مزاعم ما أنزل الله بها من سلطان من إقامة الشريعة ومحاربة الكفار وفرض الحكم بما أنزل الله، فأين ما يقوم به هؤلاء من قتل وإرهاب من شريعة الله؟! وأين هم وما يقدمون عليه من أعمال خلّفت ورائها آلاف الأمهات الثكالى والأرامل والأيتام والمشرّدين من الحكم بما أنزل الله؟! إن إصرار هذه الحركة على تصدّر المشهد بمزيد من الدماء التي تراق بغير حق، ليدلّ دلالة قاطعة على أنها وسيلة وليست غاية وأنها أداة تستخدم للوصول لهدف معين قد تكشف عنه الأيام القادمة. كما يؤكد المرصد على دعمه الكامل لكل المبادرات السلمية التى تقوم بها الحكومة والشعب الصومالي والجهود المبذولة في مكافحة إرهاب حركة الشباب.