الجماعات المتطرفة

 

15 أبريل, 2017

تنظيم داعش الإرهابي والأزمة في العراق وسوريا في خرائط

تابع مرصد الأزهر ما أورده موقع" BBC" تقريرًا عن تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا يظهر فقده ما يقرب من ربع الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا خلال العام الماضي. وأفاد تقرير” IHS Conflict Monitor” أن مساحة الأراضي التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش وصلت إلي 60,400 كيلومتر مربع، في ديسمبر 2016، مقارنة بحوالي 78,000 كيلومتر مربع في يناير من نفس العام، وهو ما يعني أن مقدار الأراضي التي خسرها التنظيم خلال العام 2016 أكثر بـ 14٪ عنها في عام 2015. ففي يونيو 2014 سيطر التنظيم على مدينة الموصل في العراق، وانتقل جنوبًا نحو العاصمة بغداد، وتمت مواجهته من قبل الجيش العراقي وذلك شكل تهديدًا على العديد من المجتمعات العرقية والدينية في البلاد، وأشارت التقارير إلى أن حوالي 10 ملايين شخص يعيشون تحت سيطرة التنظيم، إلا أن تقرير ”IHS Conflict Monitor” في أكتوبر 2016 أشار إلى أن الرقم ربما يصل إلى ستة ملايين شخص، و يتم التركيز حاليًا في المعركة ضد التنظيم على استعادة السيطرة على الموصل، آخر معقل للتنظيم في العراق.

Map showing frontlines in central Mosul

وقد قامت القوات الخاصة العراقية ووحدات الجيش بتحرير النصف الشرقي من الموصل وهي تتقدم الآن إلى الجزء الغربي من المدينة. ومع ذلك، فإنه من المتوقع أن يمثل ذلك تحديًا أكبر لأنه يشمل المدينة القديمة، وهو أكثر كثافة سكانية.

وقال كولومب ستراك، كبير المحللين في IHS Conflict Monitor” ”: "نتوقع من القوات الحكومية العراقية استعادة الموصل قبل النصف الثاني من العام الحالي".

كما بدأ المتمردون السوريون المدعومون من قبل الولايات المتحدة بالتقدم نحو معقل آخر لداعش ألا وهو مدينة الرقة، شمال سوريا.

كيف انتشر تنظيم داعش في العراق وسوريا؟

http://news.bbcimg.co.uk/news/special/2016/newsspec_13854/img/iraq_syria_control_27_03_2017_976map.png

لقد استغل الجهاديون الفوضى والانقسامات داخل سوريا والعراق، وقد ولد تنظيم داعش من رحم تنظيم القاعدة في العراق، الذي شكله مسلحون بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003، وأصبح قوة رئيسية في التمرد الطائفي في البلاد. وفي عام 2011، انضم التنظيم إلى المتمردين ضد الرئيس بشار الأسد في سوريا، حيث وجد ملاذا آمنا وسهولة الوصول إلى الأسلحة، وفي الوقت نفسه، استفاد من انسحاب القوات الأمريكية من العراق، فضلا عن الغضب السني على السياسات الطائفية للحكومة التي يقودها الشيعة في البلاد.

في عام 2013، بدأ التنظيم في الاستيلاء على الأراضي في سوريا وغير اسمه إلى الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وفي العام التالي، اجتاح مساحات واسعة من شمال وغرب العراق، وأعلن إنشاء "الخلافة"، وأدى تقدم التنظيم في المناطق التي تسيطر عليها الأقلية الكردية في العراق، وقتل واستعباد الآلاف من أعضاء الجماعة الدينية الأيزيدية، إلى إنشاء تحالف متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة لشن ضربات جوية على معاقله في العراق في أغسطس 2014.

الجدير بالذكر أنه لا تتوفر الأرقام الدقيقة للإصابات الناجمة عن الصراع مع تنظيم "داعش". وأفادت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 6878 مدنيًا قتلوا في أعمال عنف في العراق في عام 2016 - على الرغم من أن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك، حيث لم تتمكن المنظمة من التحقق من بعض التقارير عن وقوع إصابات في منطقة الموصل، ويبلغ العدد الإجمالي للوفيات بين المدنيين في العراق منذ أغسطس 2014 أكثر من 700 19 شخص. لم تعد الأمم المتحدة تتبع أرقام الإصابات في سوريا بسبب عدم إمكانية الوصول إلى العديد من المناطق وبسبب التقارير المتضاربة من مختلف الأطراف  التي بليت بالحرب هناك. وأفاد المرصد السوري المعارض، في سبتمبر 2016 أن أكثر من 300,000 شخص، من بينهم 86,000 مدني، قد قتلوا منذ مارس 2011. وحذر من أن عدد الوفيات الفعلية قد يزيد عن هذه الإحصائية بمقدار 70 ألف شخص لأن العديد من الجماعات المسلحة لم تبلغ عن وقوع الكثير من الوفيات.

من يقاتل داعش؟

Map of Syria and Iraq showing IS area of control.

 

تجدر الإشارة إلى أن التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة قد قام بأكثر من 11300 ضربة جوية ضد التنظيم بالعراق منذ أغسطس عام 2014، وكانت المملكة المتحدة قد شنت أول ضربات جوية على المجموعة في العراق في الشهر التالي. ومن الدول الأخرى المشاركة: استراليا، وبلجيكا، والدانمرك، وفرنسا، والاردن، وهولندا.

وفي سوريا، بدأت الحملة الجوية بقيادة الولايات المتحدة في سبتمبر 2014، ومنذ ذلك الحين، نفذت قوات التحالف، التي تتشكل من أستراليا والبحرين وفرنسا والأردن وهولندا والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، أكثر من 7600 ضربة جوية.

الجدير بالذكر أن روسيا ليست جزءًا من التحالف، ولكن طائراتها بدأت ضربات جوية ضد ما أسمته "الإرهابيين" في سوريا في سبتمبر 2015، وهناك معلومات قليلة من مصادر رسمية عن الضربات الجوية الروسية. ومع ذلك، فإن معهد دراسة الحرب أورد أدلة تشير إلى أن الطائرات الروسية استهدفت عمق الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، وساعدت القوات الحكومية السورية على السيطرة على مدينة حلب في ديسمبر 2016.

Chart showing monthly air strikes

ومنذ ذلك الحين، واصلت روسيا قصف قوات المعارضة السورية، وكذلك مقاتلي داعش حول مدينة تدمر، على الرغم من أن معهد دراسة الحرب أفاد أن هذا كان للدفاع عن قاعدة جوية قريبة، وهي القاعدة الرئيسية للعمليات الروسية في وسط سوريا.

بلدان أخرى يستهدفها تنظيم داعش:

في نهاية يونيو 2014 أعلن تنظيم داعش الإرهابى الخلافة معلنًا عن نيته في الانتشار خارج العراق وسوريا، وسرعان ما تلقى أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الولاء له من كثير المسلحين الجهاديين في ليبيا، وفي غضون عام واحد كان للتنظيم معاقل في خمسة بلدان، وتواجد في مواقع أخرى عديدة.

ويعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يقوم بعملياته الإجرامية حاليًا في 18 بلد في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفغانستان وباكستان، وفقا للأدلة التي أظهرها المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب. كما وجدت أدلة على الطموح إلى مالي ومصر والصومال وبنجلاديش واندونيسيا والفلبين.

وفي عام 2016، أعلن التنظيم مسؤوليته أيضًا عن هجمات في عدد من البلدان بما فيها تركيا وإندونيسيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة وبنجلاديش.

كما أدى إعلان الخلافة إلى زيادة عدد المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش. ووفقًا للتقرير الصادر من مجموعة صوفان الاستشارية الأمنية في نيويورك في ديسمبر 2015 أن  27,000جهادي أجنبي قد قدموا من 86 دولة، أكثر من نصفهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للانضمام لداعش.

البلاد التي تم استعادة السيطرة عليها:

خلف الصراع مع التنظيم الكثير من الخراب في كل مكان من مناطق النزاع ، مما جعل سكان هذه المناطق يعتمدون على شحنات المعونة والإمدادات الغذائية من السوق السوداء.

وكان من أولى الانتصارات الكبرى في المعركة ضد داعش استعادة مدينة كوباني الشمالية في سورية (عين العرب) من قبل مقاتلين أكراد في أوائل عام 2015. وأسفرت المعركة عن مقتل أكثر من 1600 شخص وتدمير المدينة بأكملها. ولكن منذ ذلك الحين، طردت القوات التي يقودها الأكراد مقاتلي داعش من آلاف الكيلومترات المربعة من شمال سوريا.

كما عانت الرمادي في غرب العراق من دمار واسع النطاق خلال هجوم شنته القوات العراقية والميليشيات الموالية للحكومة على مدار أشهر لطرد مقاتلي داعش من المدينة في يناير 2016.

كما أن مدينة  تدمر في سوريا واحدة من العديد من المواقع التي نهبت وهدمت، وقد أعلن الرئيس الأسد استعادة القوات الحكومية السورية السيطرة عليها بمساعدة الضربات الجوية الروسية في مارس 2016 واعتبر ذلك "إنجازًا هامًا" في "الحرب على الإرهاب"، لكن استطاع التنظيم استعادة السيطرة على المدينة في ديسمبر لأن القوات الحكومية وحلفائها قد ركزوا انتباههم نحو محاربة قوات المعارضة في حلب ودمشق. وهذه صور التقطت عبر الأقمار الصناعية تظهر المدينة قبل وبعد الدمار:

                                       http://newsimg.bbc.co.uk/news/special/2015/newsspec_12630/img/temple-of-bel-before.jpg?1             http://newsimg.bbc.co.uk/news/special/2015/newsspec_12630/img/temple-of-bel-after.jpg?1

كيف تحصل الدولة الإسلامية على تمويلها؟

 بيع النفط في السوق السوداء هو أكبر مصادر الدخل لتنظيم داعش، حيث أنه استولى على العديد من حقول النفط في سوريا والعراق. لكن الانتاج انخفض منذ بدء التحالف بقيادة الولايات المتحدة والضربات الجوية الروسية التي تستهدف البنية التحتية النفطية.

Islamic State funding

ووفقًا لأحد التقارير فإن الابتزاز كان المصدر الرئيسي لتمويل داعش في عام 2015، وأكد أن الأموال التي تم جمعها من الضرائب والرسوم والغرامات والمصادرات تمثل 33٪ من دخل التنظيم، مقابل 12٪ في العام السابق.

فضلا عن فرض رسوم على خدمات مثل المياه والكهرباء، يفرض التنظيم ضرائب على منتجات مثل القمح والقطن.

وقال تقرير في صحيفة" Huffington Post" في يوليو 2016 أنه يبدو من المرجح أن داعش لم يعد يحقق إيرادات كافية لتمويل عملياته.

أين يذهب اللاجئون؟

وفقا لتقارير الأمم المتحدة قد فر أكثر من 4.8 مليون سوري إلى خارج البلاد للهروب من القتال في سوريا معظمهم في تركيا ولبنان والأردن.

download

رسم بياني يبين أعداد اللاجئين

ومنذ ذلك الحين، أدت صفقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى كبح تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط ​​- على الرغم من أن السوريين ما زالوا يشكلون أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في أوروبا، وتلقت ألمانيا أكثر من 740000 طلب لجوء في عام 2016 - 268,866 من اللاجئين السوريين، وفقًا لتقرير لوزارة الداخلية، وأفادت الأمم المتحدة أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين عراقي أجبروا على مغادرة منازلهم للهروب من الصراع مع داعش.

وحذرت المنظمة من أن معركة السيطرة على الموصل قد تتسبب في نزوح جماعي لمليون شخص آخرين. ويؤكد المرصد على أنه لا بد من تضافر الجهود لمحاربة هذا الإرهاب وهذه الظاهرة التى راح ضحيتها كثير من القتلى داخل العالم الإسلامى وخارجه، وأنه لا بد من تجفيف جميع الموارد التى تغذى هذه التنظيمات على الجانب الإقتصادى والعسكرى واللوجيستى، هذا بالإضافة إلى تفكيك جميع الإطروحات المضللة التى تستند عليه هذه التنظيمات الإرهابية التى تقتل باسم الدين وتروج خطابا لا يمت إلى الإسلام بصلة وهذا ما يفعله الأزهر من خلال ما يقوم به من أنشطة مكثفة لمجابهة هذا الفكر المنحرف.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية