تواصل وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، متابعتها لأنشطة جماعات الدم في القارة السمراء، وفي هذا الصدد رصدت الوحدة، مقطعًا مصوّرًا بثّته مؤسسة الكتائب للإنتاج (الجناح الإعلامي لحركة الشباب الصومالية).
بلغت مدة هذا المقطع 8 دقائق، بدأت بكلمةٍ لعبد الله عزام، الذي يُدعى: "شيخ المجاهدين في أفغانستان"، قال فيها: "الأخ أسامة هو أُمّةٌ في رجلٍ فعلًا"، ثم قام بعض مقاتلي حركة الشباب بترديد نشيد جماعي، يَرثون فيه أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، الذي قُتل فجر الإثنين الموافق 2 مايو 2011 في أبوت آباد، الواقعة على بُعْد 120 كم عن إسلام أباد، في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية، ونفّذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة.
وفي نهاية هذا المقطع، قال عزام: "هذا الرجل –يقصد ابن لادن- ما تفتّحت عيناي على رجلٍ مثلِه في الأرض أبدًا، يعيش في بيته عَيْشَ الفقراء، كنتُ أنزل في بيته في جدة عندما كنت أذهب إلى الحج أو العمرة، ليس في بيته كرسي ولا طاولة، وعندما تطلب منه أيَّ مَبلغٍ للمجاهدين، سرعان ما كان يكتب شيكًا بالمبلغ المطلوب، وعندما يجلس معك تظنه خادمًا من الخَدَم من شدة أدبه وتواضعه"
هذا؛ ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف، أن هذا المقطع ما هو إلا محاولة من حركة الشباب للَفْت أنظار "القاعدة" إليها واستجداء عطفها؛ بالتظاهر بالبقاء على العهد والولاء لها ولقائدها الراحل، بعد أن تفلّت بعض عناصرها وانسلخوا من الحركة و"القاعدة" بمبايعة تنظيم "داعش"، بعد نداءاتٍ متكررة من التنظيم للحركة، فاستجاب له بعضٌ فيما بقي بعضٌ آخَرُ على عهده مع تنظيم "القاعدة".
كما يشير "المرصد" إلى أن القاعدة وداعش وجهان لعُمْلةٍ واحدة، فما كان فِعْلُ هذا التنظيم أو ذاك إلا قتلًا وتشريدًا وترويعًا، دفَع ثمنَه أبرياءُ من دمائهم، ومجتمعاتٌ من أمنها واستقرارها، وأُمَمٌ من تقدُّمها وتنميتها. كما يودّ "المرصد" أن يُعرّج على نقطة غاية في الأهمية لابد أن تكون محل اعتبار، وهي دور الفن في محاربة الإرهاب أو تزكيته؛ إذ لا يخفى ما للفنّ من تأثير كبير على إثارة الحماس في نفوس الشباب على وجه الخصوص؛ فإما أن يتم استغلال ذلك لنشر فكرٍ معتدل وسطي، وإما أن يتم استغلاله لاستثارة الشباب ودفعهم نحو التطرّف والتشدّد.
من هنا تأتى دعوة "المرصد" لمجابهة الفكر المتطرّف بشتّى الوسائل، لا سيما التي يستخدمها المتطرفون أنفسُهم؛ عملًا على تحقيق أفضل النتائج والوصول إلى الهدف المنشود، بمَحْو آثار التطرّف وإزالة شوائب التشدّد من أذهان الشباب، وإنارة الطريق أمامهم للخروج من عتمة التطرّف والإرهاب، إلى نور الاعتدال والسلام؛ حمايةً للبشرية وحفظًا للعالَمين.
وحدة رصد اللغات الإفريقية