مع سقوط تنظيم داعش بشكلٍ كبير، ربما توقع البعض انحسار خطره، لكن استمرار العمليات الإرهابية في الغرب يؤكد أن خطر التنظيم لا يزال قائمًا.
ولا تزال التقارير الاستخبارتية تؤكد أن العديد من الدول الغربية تأخذ احتياطاتٍ كبيرةً؛ خوفًا من تعرضها لعمليات إرهابية.
وتفيد التقارير والأخبار؛ أن من بين أكثر الدول التي تخشى تعرضها لهجمات داعش، بريطانيا وأستراليا.
ففي حوارٍ أجراه موقع The Globe and Mail مع سيدة تُدعى مي عبد الغني، "وهي زوجةٌ سورية لأحد أعضاء تنظيم داعش الإرهابي يحمل جنسية مغربية فرنسية، وهي تقيم في مُخيّم (عين عيسى) للاجئين في الرقة، قالت: إن بريطانيا تنتظر خطرًا كبيرًا أكبرَ مما ينتظره الشرق الأوسط. كما أضافت: أنه "على الرغم من فقدان داعش معظمَ أراضيه، فإنه لا يزال لديه مؤيّدون في الغرب". كما أعربت "مي" عن مدى خطورة أعضاء داعش في مدن الغرب، ومنها: فرنسا ولندن، بينما تقلّ حدّتهم هنا في الشرق الأوسط بسبب فقدانه أراضيَه".
وفي أستراليا؛ صرّح الدكتور هارورو إنجرام، الخبير في مجال الدعاية الإرهابية، والباحث في شئون آسيا والمحيط الهادي بجامعة أستراليا الوطنية؛ أن تنظيم داعش سيزيد من جهوده الدعائية لتنفيذ هجماتٍ مباشرة في الغرب، مع وضعه أستراليا على قائمة أهدافه، وأضاف: سيكون خطأ كبيرًا بالنسبة لصُنّاع القرار إن اعتقدوا أن التهديد قد انتهى.
كما حذّر قائلًا: على أستراليا أن تستعد لمواجهة دِعائية إرهابية جديدة؛ نظرًا لأن الجماعة تدخل مرحلة استراتيجية جديدة بعد فقدانها السيطرةَ على معظم أراضيها في العراق وسوريا.
وتابَع: "ما نراه الآنَ يؤكد أن التنظيم يقع في مشكلةٍ كبيرة، حيث إنه فقَد غالبية الأراضي الخاضعة لسيطرته، ومن ثمّ تزداد الدعاية كلما ضَعُف التنظيم".
وقال أيضًا في محاضرةٍ له: إن الفترة القادمة من عمليات التنظيم الإرهابي ستشهد تدفُّقًا للتنظيم في أراضٍ جديدة، فضلًا عن زيادة الجهود الدعائية الخاصة بالتنظيم، وأكّد أن أستراليا جزءٌ مهمٌّ من حملتهم.
مع هذه الأخبار؛ ربما يجدر بالدول الغربية العمل على مواجهة التمدد الإليكتروني للجماعات المتطرفة؛ فقد كشفت دراسةٌ جديدة صدرت مؤخرًا، نشرتها مؤسسة أبحاث السياسات، التي تتخذ من لندن مقرًّا لها، النقابَ عن أكثرِ خمسةِ دوَلٍ تصفُّحًا للدعاية التي يُروِّجها "داعش" عبر الإنترنت؛ حيث كشفت هذه الدراسة ترتيبَ الدول التي دائمًا ما تتصفح الدعاية التي ينتجها تنظيم "داعش" عبر الإنترنت، وكان من نتائج هذه الدراسة: أن من كبار الدول التي تتابع مقاطعَ الفيديو التابعةَ للتنظيم الداعشي: تركيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والعراق وبريطانيا، التي سَجّلتْ أكبرَ عددٍ من البحث عن هذه المواقع.
ربما لا تكون كلُّ المتابعات لهذه المواقع لمؤيدين للتنظيم، فمنهم عددٌ من الباحثين والدراسين والإعلاميين، لكن لا شَكَّ أن عددًا من هؤلاء المتابعين يؤمنون بهذا الفكر أو لديهم قابلية للاقتناع به؛ ولذلك فليس من المستغرب أن تكون بريطانيا من ضمن هذه القائمة.
إذًا؛ لا تزال مثلُ هذه التقارير تَدُقُّ ناقوسَ الخطر، خاصّةً في الدول الغربية؛ ممّا يعني أن المعركة ضد الإرهاب لا تزال في أَوْجها، وأن إجراءاتٍ كثيرةً لا تزال مطلوبة، خاصّةً في المعركة الإليكترونية التي تَبقى مسرحًا مهمًّا لنشر الفكر الداعشي، واجتذاب أنصار في ساحة هذا الفضاء الآمِن نسبيًّا.
وحدة رصد اللغة الإنجليزية