لا تزال ردود الأفعال المحلية والدولية تتوارد لاستنكار الحادث الإرهابي الذي وقع في مسجد الروضة في شمال سيناء يوم الجمعة الماضية.
وتتابع وحدة اللغة الإسبانية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف ما أوردته الصحافة الإسبانية في هذا الشأن وما تبع ذلك من أصداء، وكان الوصف الأبرز الذي استخدمته الصحافة الإسبانية في وصف حادث مسجد الروضة أنه "الأسوأ في تاريخ مصر".
وقد وردتْ العناوين بصحيفة "إلباييّس" وهي من أشهر الصحف الإسبانية، وأشارت الصحيفة إلى مقتل أحد شيوخ الصوفية في نفس المنطقة منذ عام.
واستعرضت الصحيفة جانبًا من الهجمات الإرهابية التي شهدتها مدينة العريش، مشيرة إلى أن الحدود الغربية مع ليبيا تعتبر أيضًا مدخلاً للجماعات الإرهابية التي تحافظ على ولائها لتنظيم القاعدة، وذلك مثل جماعة أنصار الإسلام، معتبرة أن المسلحين الموالين لداعش قد ضاعفوا من عملياتهم في سيناء ضد الجيش والشرطة وكذلك ضد المدنيين، موضحة أن المتطرفين في تلك المنطقة كانوا قد أدانوا بالولاء لتنظيم داعش في نهاية 2014.
أما صحيفة "إنفوباي" الأرجنتينية فقد وصفت تلك الهجمات بالوحشية، وأشارت إلى أن هناك ذراعًا لتنظيم داعش في سيناء -يطلق عليه ولاية سيناء- وهو مسؤول عن العمليات الإرهابية التي تُنفّذ في تلك المنطقة من مصر.
من ناحية أخرى أشارت بعض الصحف -ومنها صحيفة "إل دياريو"- إلى أن تلك العملية البشعة ارتكبها الإرهابيون في هذا المسجد نظرًا لتواجد إحدى القبائل البدوية ممن يساعدون القوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب في هذه المنطقة.
وقد أولت صحيفة "إلموندو" الإسبانية الشهيرة هذا الحادث اهتمامًا وذكرت تفاصيله وأشارت إلى أنه يعد الأسوأ في تاريخ مصر، وأن هدفه ربما التأثير على التشكيك في فعالية الإستراتيجية الأمنية، مؤكدة أن السبب في استهداف الإرهابيين للصوفييين هو تعاونهم مع رجال الأمن في حربهم ضد الإرهاب.
كذلك تناولت بعض الصحف المهمة في إسبانيا الحادث باعتباره بالفعل يستهدف الصوفية وتوسعت في التحليل والتعليق بما يشمل الكثير مما يتعلق بالصوفية في العالم عمومًا وفي مصر على وجه التحديد، فصحيفة "لا بنجوارديا" الإسبانية تطرقت، بعد وصفها الهجوم بالأكثر دموية في تاريخ مصر، تطرقت إلى الحديث عن التصوف الإسلامي ونشأته التاريخية وأبرز الطرق الصوفية، مشيرة إلى بعض الاعتداءات التي يشنها تنظيم داعش الإرهابي ضد الصوفية.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن الإرهابيين يرون الصوفيين كفارًا ويستحلون دماءهم، وذكرت أنه على الرغم من اعتداءات داعش السابقة ضد الصوفية، إلا إن هذا الهجوم يعد الأول من نوعه.
أما صحيفة "إكو دياريو" فقد وصفت الحادث بأنه مذبحة هي الأولى من نوعها في تاريخ مصر، وأبرزت الصحيفة جزءُا من كلمة السيدة "لوث جومث جارثيا" الأستاذ بجامعة مدريد المستقلة والمتخصصة بالدراسات الإسلامية والعربية، والتي أوضحت خلالها أن التصوف جزءٌ من الإسلام.
كما ذكَّرت الصحيفة بذبح أحد مشايخ الصوفية على أيدي جماعة ولاية سيناء الإرهابية في مثل هذه الأيام من العام الماضي، فيما يعد تأكيدا للنظرة التكفيرية للصوفيين من قِبَل الجماعات المتطرفة.
وقد أوردت نفس الصحيفة في أخبار متفرقة مجموعة من الإدانات الدولية للحادث من بينها إدانة بابا الفاتيكان ورئيس الحكومة الإسبانية ورئيس المفوضية الأوروبية.
أما جريدة "إل كونفيدينثيال" فقد أشارت إلى أن المنطقة التي شهدت هذا الحادث الإرهابي الأسوأ في تاريخ مصر هي منطقة حساسة للغاية ولا يعرف مجريات الأمور بها إلا الحكومة المصرية؛ وذلك بسبب وقوعها بالقرب من المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل.
كما علّقت بعض الصحف وعلى رأسها صحيفة "إلباييّس" على هذا الحادث البشع بأنه يثبت أن الإرهاب لا يستهدف غير المسلمين فقط، بل بدا واضحًا أنه لا ينجو منه حتى المسلمون أثناء أداء الصلاة؛ بل إن من استطاع الفرار من المسجد لحقه رصاص هؤلاء المجرمين محاولين قتل أكبر عدد، وكان من بين الضحايا العديد من الجنود الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية في منطقة شمال سيناء.
ويؤكد مرصد الأزهر ما سبق أن أشار إليه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أ.د/ أحمد الطيب أن هذه العمليات الخبيثة "لا تعكس دينًا ولا خلقًا ولا قوة لدى مرتكبيها بقدر ما تعكس مروقا في الدين وتخبطًا ويأسًا وهزيمةً داخلية في نفوس أصحابها".
ويكرر المرصد أنه "على أحرار العالم في الشرق والغرب أن يسارعوا في الكشف عمن يقف وراء هذا الإرهاب ويمده بالمال والسلاح ويوفر له المأوى والحماية".
وحدة رصد اللغة الإسبانية