القضية الفلسطينية

 

08 أبريل, 2018

متابعة لأحداث الجمعة الثانية من مسيرة العودة بلفسطين

     لا يزال الأزهر الشريف من خلال مرصده يتابع باهتمام بالغ ما يجري على الساحة المقدسية، لا سيما هذه الأيام التي تعدى فيها الكيان الصهيوني المغتصب كل الخطوط الحمراء، وراح يقتل ويدمر ويعتقل الشباب الفلسطيني الأبي الذي رفض الضيم، وأبى الذلة، وجعل على عاتقه واجبًا مقدسًا يسعى إلى تخليص المسجد الأقصى من يد مغتصبيه، وكانت انتفاضتهم – كما أوصى فضيلة الإمام الأكبر – على قدر إيمانهم بقضيتهم، واستمرارًا لقيام مرصد الأزهر بواجبه يتابع الأزهر تطورات الأحداث ساعةً بساعة من خلال وحداته المختلفة، وكان هذا حصاد ما تم رصده من خلال وحدة رصد اللغة العربية يوم الجمعة الموافق 6/4/2018، حيث تجددت  المواجهات على امتداد حدود قطاع غزة فيما دفعت قوات الاحتلال بالمزيد من قواتها إلى حدود القطاع، وأعلنت حالة التأهب في صفوفها تحسبًا من نتائج ما كان أعلنه المشاركون في "مسيرة العودة" بشأن عزمهم إحراق آلاف الإطارات للتشويش على قنّاصة الاحتلال المنتشرين على الحدود فيما أطلقوا عليها اسم "جمعة الكاوتشوك".
وقد حظيت هذه الأحداث باهتمام بالغ من الصحف المحلية والدولية؛ فقد ذكرت جريدة "الغد": أن جمعة الكاوتشوك» تواجه رصاص الاحتلال، فقد اندلعت يوم الجمعة 6/4/2018 مواجهات جديدة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتظاهرين الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة المستمرة للأسبوع الثاني على التوالي على حدود قطاع غزة، حيث أحرق الفلسطينيون الآلاف من إطارات السيارات بهدف أن تمنع الأدخنة المتصاعدة منها قناصة قوات الاحتلال من إصابة أهدافهم، أدت الأدخنة إلى حجب الرؤية تمامًا عن قوات الاحتلال، مما دفعها لاستخدام خراطيم المياه والطائرات؛ لإطفاء الحرائق، كما أطلقت الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بغرض منعهم والسيطرة عليهم.
وذكرت "جريدة الدستور" أنه  في جمعة "الكاوتشوك" كان المنجنيق والرياح أبرز أسلحة المقاومة الفلسطينية، في إشارة إلى الشعب الذي يعرفه العالم بالمقاومة، نراه وقد ارتدى "كوفية" بها مربعات صغيرة متقاطعة منها الأبيض ومنها الأسود كرمز للصمود، لم يمتلك سلاحًا للدفاع عن أراضيه إلا القليل، حاول الاحتلال الإسرائيلي تغيير هويته وطمس عروبته، وتهجيره من المنازل وإقامة مستوطنات تستولي على أراضيه، وتقتل الأطفال، وتعلن أنها صاحبة هذه الأرض بلا دليل أو وثيقة، إنه شعب فلسطين الأبي، الذي يقاوم الاحتلال ويدافع عن القدس وعن أراضيه رغم نقص الإمكانيات.

Image

 

وقد أسفرت تلك المواجهات حسب ما ذكرته جريدة "القدس"عن استشهاد 10 مواطنين، بينهم طفل، وأصيب نحو 1356 آخرون، من بينهم 35 في حال الخطر. جدير بالذكر أن تلك المواجهات لم تكن في مدينة واحدة من مدن الضفة؛ فحسبما أشارت جريدة "العرب والعالم"  اندلعت سلسلة من المواجهات في عدد من مدن وبلدات الضفة المحتلة، بعد أن هاجمها جيش الاحتلال بشراسة، ففي قريتي "بيتا" و"كفر قليل" جنوب "نابلس"، وقعت مواجهات واسعة صدًا لجيش الاحتلال، أسفرت عن إصابة متظاهرٍ برصاص حي، وخمسةٍ بالرصاص المطاطي، فيما أصيب العشرات بحالات الاختناق، وفي منطقة "رام الله"، وقعت مواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة "البيرة"، وأسفرت عن إصابة ستة شبان، كما تجددت المواجهات في قرية "المزرعة الغربية" شمال غرب مدينة "رام الله"، قمعت قوات الاحتلال مسيرة شعبية تنديدًا بقرار سلطات الاحتلال حول الاستيلاء على أراضٍ لصالح شق طريق استيطاني يربط المستوطنات المقامة على أراضي قرى شمال غرب "رام الله" في تجمع استيطاني أكبر مما هو حاصل حاليًا، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين الذين رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
كما تجددت المواجهات في قرية "بلعين"، أم المقاومة الشعبية المستمرة منذ 13 عامًا، وأسفرت المواجهات عن إصابة عشرات المتظاهرين بحالات الاختناق؛ إذ أطلق قطيع من جيش الاحتلال متمركزًا عند بوابة جدار الاحتلال، الرصاص المعدني، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة، تجاه المشاركين من أهالي القرية والمتضامنين الأجانب.

Image


وفي "الخليل"، منعت قوات الاحتلال مسيرة دعت لها القوى السياسية والوطنية بعد صلاة الجمعة، من الوصول إلى منطقة "الرأس" بالبلدة القديمة. وكانت قوات الاحتلال قد دفعت بقواتها إلى محيط مسجد الروضة، حيث أقيمت صلاة الجمعة هناك، في غضون ذلك، اندلعت مواجهات في منطقة باب "الزاوية" وسط المدينة.
ووقعت المواجهات في قرية "كفر قدوم"، في محافظ "قلقيلية"، وأسفرت عن إصابة شاب بجروح والعشرات بحالات الاختناق، ووقعت مواجهات أيضًا عند المدخل الشمالي لمدينة "بيت لحم"، واعتقل جنود الاحتلال ثلاثة شبان، فيما أصيب عدد كبير بحالات الاختناق الشديد.
من جانبها تابعت وحدة رصد اللغة العبرية مستجدات الأحداث في فلسطين، حيث رصدت ما أفاده موقع "واللا" الإسرائيلي من أن حوالي ألف فلسطيني قد أصيبوا في الاشتباكات في قطاع غزة، وأن قوات الأمن الإسرائيلية أحبطت محاولة اختراق عشرات المتظاهرين للسياج الحدودي.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الانتهاكات حدثت في خمسة مواقع على طول القطاع. وقام الجيش بمنع اختراقات للسياج مستخدمًا وسائل تفريق التظاهرات. يشار إلى أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" شارك (أمس) باللغة العربية منشورًا له على صفحته عبر الفيس بوك، يهدف إلى تقليل نسبة مشاركة النساء في التظاهرات. وذكر قائلًا:"المرأة الصّالحة هي المرأة الشّريفة الّتي تهمّها مصلحة بيتها وأولادها فتكون قدوةً حسنة لهم. أمّا المرأة الطالحة، وعديمة الشّرف فلا يهمّها ذلك، فتتصرّف بهمجيّة لا تمتّ للأنوثة بصِلة غير مهتمة لنظرة المجتمع المُستحقِرة لها".
وعقبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني بتاريخ 6 أبريل 2018 بخبر تحت عنوان: "جمعة الإطارات": انتشار دخان كثيف بالقرب من السياج الحدودي وذلك بعد أن بدأ المحتجون الفلسطينيون في إشعال إطارات السيارات. وأضافت أنه بعد أسبوع من "ذكرى يوم الأرض" والاشتباكات الجماعية، وصلت احتجاجات "مسيرة العودة" لنقطة ذروتها الثانية. بدأت التجمعات في عدة مواقع في جميع أنحاء قطاع غزة، وشرع المتظاهرون في حرق الإطارات تحت اسم (جمعة الإطارات).
وصرحت عناصر في الجيش الإسرائيلي أن هناك انتهاكات عنيفة تحدث في خمسة مواقع بقطاع غزة، وشارك مئات الفلسطينيين فيها، وقامت قوات الجيش الإسرائيلي باستخدام وسائل تفريق التظاهرات وفق أوامر إطلاق النار. كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تحديث لها مقتل سبعة أشخاص من بينهم شاب وإصابة أكثر من ألف آخرين.
وذكرت الجريدة أن "الرياح ليست في صالح إسرائيل" فالإطارات تحترق، والرياح الغربية تحمل سمومها إلى الأراضي الإسرائيلية. وكيف سيتعامل المتظاهرون في غزة مع الغاز المسيل للدموع؟ على إثر ذلك قامت مؤسسة الأمن ورجال الإطفاء بعمل الترتيبات لمنع تسرب الدخان الناتج عن إشعال النار في الإطارات، بالإضافة إلى انتشار العشرات من سيارات الإطفاء على طول الحدود. كما ناشدت المجتمع الدولي وحذرت من كارثة بيئية ستصيب المدنيين على كلا الجانبين بسبب حرق الإطارات بشكل كبير.
وقد نشر الدكتور أحمد حلس -الخبير البيئي في قطاع غزة- تقريرًا هذا الأسبوع يحذر فيه من عواقب حرق عدد كبير من الإطارات قائلًا: "إن الإطارات المحترقة تحمل دخانًا يحتوي على سموم كيميائية. وإن استنشاق هذا الهواء ووصوله إلى العين أو الجلد له تأثير مباشر على الصحة، بالإضافة إلى تأثيرها على الكائنات الحية الأخرى وعلى الأراضي الزراعية والمياه الجوفية والهواء". الجدير بالذكر أن هذه الانتهاكات التي يمارسها الكيهان الصهيوني ضد الفلسطينيين لاقت اعتراضًا واسعًا ورفضًا كبيرًا من قبل العقلاء في الأوساط اليهودية، حيث تنوعت أشكال المعارضة الإسرائيلية للسياسات الوحشية التي ينتهجها جيش الإحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين العزل، حيث عبرت منظمات وجماعات يسارية عن رفضها لهذه السياسات الغاشمة، إضافة إلى بعض الإعلاميين والكتاب الإسرئيليين البارزين.

Image

وبينما يُحتفل بعيد الحرية في ملايين المنازل اليهودية في (إسرائيل) والعالم، خرج الآلاف من مواطني قطاع غزة من منازلهم وبدأوا في مسيرة العودة واحتجاج دائم وضخم بدأ في ذكرى يوم الأرض، الذي كان موافقًا ليوم الجمعة (30/3/2018).
كما أقيمت يوم الأحد تظاهرة طالبت بوقف التصعيد في قطاع غزة، وتعزيز فوري للسلام الإسرائيلي- الفلسطيني. ونُظمت المظاهرة باشتراك مع حركة "نقف سويًّا"، و"صوت آخر"، و"مقاتلون من أجل السلام"، و"السلام الآن"، و"منتدى العائلات الثكلى الفلسطينية والإسرائيلية"، و"الأمل بدلًا من الحرب"، و"مرتس"، و"حداش"، و"شوفريم شتيكا" و"زازييم". كما أقيمت مظاهرة باشتراك عشرات الإسرائيليين والإسرائيليات متضامنين مع المتظاهرين الفلسطينيين. وكانت رسائل تلك المظاهرات هي: "لكم شريك"، و"كفى للعزل والفصل. نعم للعودة. نعم للعيش سويًّا!
وفي ذات السياق، نشر موقع "ماكو الإسرائيلي" أن أكثر من 500 شخص قد احتشدوا أمام "متسودات ذئيب" في تل أبيب؛ احتجاجًا على أحداث العنف الأخيرة على حدود قطاع غزة، ونادوا بتعزيز عملية السلام مع الفلسطينيين. وذكرت العضو "عايدة توما سليمان" أن: " الغزاويين قد خرجوا في عيد الحرية بحثًا عن حريتهم وواجهوا النيران الحية". وشاركت في المظاهرة مجموعات كثيرة من اليسار، من بينهم: مرتس، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والسلام الآن، لنكسر الصمت، وحركة نقف سويًّا، وصوت آخر، ومنتدى العائلات الثكلى الفلسطينية والإسرائيلية، والأمل بدلًا من الحرب، وزازييم، وائتلاف النساء من أجل السلام، وكتلة السلام ومحسوم ووتش.

Image


وقد ألقت عضو الكنيست "عايدة توما سليمان" من "القائمة المشتركة، كلمة في أثناء المظاهرة ورد فيها: "في الوقت الذي يستعد فيه أصدقاؤنا اليهود للاحتفال بعيد الحرية، خرج الغزاويون ليبحثوا عن حريتهم، عن التحرر من الاحتلال، التحرر من الحصار، التحرر من كل محاولات القمع والإهانة، ماذا كان ينتظرهم في المقابل؟ حكومة بيبي- ليبرمان، حكومة المجرمين التي هيئت الأرض للمذبحة واطلقت بدون تفكير الرصاص الحي على المدنيين، على الأطفال وعلى النساء الذين يبحثون عن حريتهم".
وقبيل المظاهرة كتب المنظِّمون: "رأينا في نهاية هذا الأسبوع كيف ستبدو الحرب القادمة التي تهدد التقارب بين الشعبين في كل يوم يمر عليها. فقد وقع أكثر من 15 قتيلًا والآلاف من الجرحى الفلسطينيين؛ وذلك نتيجة لمحاولات الجيش الإسرائيلي لفض المظاهرة ووقفها. كما أضافوا: "يجب علينا أن نوقف هذا الأمر قبل أن يستفحل وقبل أن يراق الدم عبثًا. لقد آن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش في أمان، ولكي يحدث ذلك؛ يجب رفع الحصار عن قطاع غزة الآن، ووضع نهاية للمحنة المروعة هناك، والسعي جاهدين لإنهاء الاحتلال، وإنفاذ السلام بين الدولتين اللتين تعيشان جنبًا إلى جنب- إسرائيل وفلسطين".
وإن تعجب فعجبٌ صنيع هذا الكيان الصهيوني الدخيل حين يستنكر على الفلسطينيين حرقهم للإطارات في محاولة منهم لمنع وصول القنص إلى صدورهم، بينما يقبل الكيان الصهيوني - بلا خجل-  أن يقتل ويدمر ويعتقل هذا الشباب الأبيّ بدم بارد، وأعصاب هادئة، ضاربًا بكل القيم الإنستانية والأعراف الدولية والتعاليم الدينية عرض الحائط!!
وسوف يتابع مرصد الأزهر عن كثب كافة المستجدات على الساحة الفلسطينية.