القضية الفلسطينية

 

10 أبريل, 2018

تغطية مرصد الأزهر لأوضاع القدس خلال الأسبوع الأول من إبريل

انطلاقًا من قيام الأزهر الشريف برسالته تجاه العالم الإسلامي، وإيمانًا منه بحق الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، وإحياءً للقضية في قلوب وعقول العالم؛ أعلن الأزهر أن عام 2018 هو عام القدس، وفي إطار متابعة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف لقضايا المسلمين بصفة عامة، وقضية القدس بصفة خاصة؛ تتابع كلٌّ من وحدة الرصد باللغة العربية واللغة العبرية عن كثب أخبار القدس، والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الكيان الصهيوني المغتصب، وفي هذا التقرير نتناول أبرز الأخبار في الجرائد والمواقع الإلكترونية (العربية والعبرية) في الأسبوع الأول من شهر إبريل لعام 2018، وذلك على النحو التالي:

دعم القضية الفلسطينية

رغم ما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب من تعنت وتجاوز للأعراف والمواثيق الدولية، وانتهاكات صريحة لقوانين وحقوق الإنسان المعمول بها، ورغم الدعم الذي قدمته أمريكا لهذا الكيان على طبق من ذهب إلا أن الأصوات الحرة المنددة بهذه الأوضاع المأساوية لا تزال تتردد أصداؤها في العالم، فقد أعلن حزب «التجمع»  عن دعمه للقضية الفلسطينية مؤكدًا أن القدس لن تكون أرضًا للاحتلال، وذلك من خلال تنظيمه مؤتمرًا بحضورعدد من قياداته وأعضائه، جاء ذلك متزامنًا مع الأحداث الأخيرة المتعلقة بيوم «الأرض» في فلسطين، حيث ندد الحزب بالانتهاكات التي تحدث للشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي. وأكد "عاطف مغاوري" نائب رئيس حزب التجمع، أن الحزب يعلن دعمه الكامل للشعب الفلسطيني، وأن القدس عاصمة فلسطين ولن تكون أرضًا للاحتلال.

Image


وعلى غرار ما قام به حزب التجمع، دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لشد الرحال للأقصى وتصعيد الانتفاضة والمقاومة، وأكدت الحركة في بيان لها تعقيبًا على الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى المتوالية، أن تصاعد الاقتحامات لساحات المسجد الأقصى محاولة إسرائيلية لإعادة مخطط التقسيم الزماني والمكاني الذي أسقطه المقدسيون الأبطال العام الماضي في معركة البوابات، وطالبت جماهير الشعب الفلسطيني باليقظة والانتباه والتصدي لهذه الاقتحامات بشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك والرباط في ساحاته وتصعيد الانتفاضة والمقاومة بكل أشكالها.
وفي نفس السياق أعلن عدد من بعثات الاتحاد الأوروبي في فلسطين مساندته ودعمه للشعب الفلسطيني في حقوقه المغتصبة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني الغادر حيث دعت بعثات الاتحاد الأوروبي إسرائيل لاحترام حقوق الأطفال الفلسطينيين، والالتزام بالقانون الدولي، وقال رؤساء الاتحاد في البيان الصادر عنهم والذي وصلت "رويترز" نسخة منه بالبريد الإلكتروني "شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعًا في عدد الأطفال الذين تم احتجازهم خلال الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية وأضاف البيان أن "الاتحاد الأوروبي قلق فيما يتعلق بالظروف والإجراءات التي تطبق أثناء الاعتقال والتحقيق والاحتجاز مع الأطفال بما في ذلك الاعتقال الإداري"، وأشارت بعثات الاتحاد في بيانها إلى قضية الفلسطينية "عهد التميمي" التي حكم عليها الشهر الماضي بالسجن ثمانية أشهر.
وقال البيان "تعبر بعثات الاتحاد الأوروبي في القدس و"رام الله" عن قلقها العميق بخصوص حيثيات اعتقال "عهد التميمي" والمدة وظروف الاعتقال والإجراءات التي اتبعت في حالتها مثلما هو الحال في قضايا مشابهة أخرى أمام النظام القضائي العسكري".
وأوضحت بعثات الاتحاد في بيانها "أن اسرائيل عليها التزامات وفقًا للقانون الدولي باحترام حقوق الأطفال والذي نص على "أن اعتقال واحتجاز أوسجن أي طفل يجب أن يستخدم فقط في حالات استثنائية ولأقصر مدة ممكنة"، حيث اعتقلت إسرائيل منذ بداية العام الجاري 353 طفلًا، وإن عدد الأطفال الفلسطينيين المحتجزين في سجونها حاليًا يبلغ نحو 350 طفلًا، بينما شهد العام الماضي اعتقال القوات الإسرائيلية لما يقارب 1467 طفلًا.

الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني

عن الممارسات والانتهاكات التي وقعت هذا الأسبوع من شهر أبريل فيذكر أن ما يقارب من 200 مستوطنًا قد اقتحموا ساحات المسجد الأقصى المبارك، وبحراسة مشددة من شرطة الاحتلال "الإسرائيلي".ويأتي اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، في الوقت الذي يتزامن مع توافد "الإسرائيليين" المتوقع على حائط البراق بمناسبة "عيد الفصح" في ظل ترتيبات اتخذتها الشرطة "الإسرائيلية" التي ستغلق طريق باب الأسباط أمام حركة السيارات، وستمنع المواطنين من الوصول إلى "وادي حلوة" و"باب المغاربة" جنوب المسجد الأقصى.ويتوقع أن يستمر الإغلاق الذي تقوم به الشرطة الإسرائيلية سنويًا، وتسمح فيه للحافلات الإسرائيلية بالمرور فقط طيلة ساعات النهار من يوم الأحد حتى ظهر يوم الخميس عشية انتهاء عيد الفصح الاسرائيلي.
ونشر موقع "ماي نت جيروساليم" على الإنترنت يوم الاثنين الماضي 2/4/2018 خبرًا عن مشاركة آلاف اليهود في بركة الكهنة مرتدين "الطاليت"؛ حيث أقيمت في ساحة الحائط (الغربي). وقامت الشرطة الإسرائيلية بتأمين الاحتفال بالبركة، وأغلقت كل الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى.
يذكر أيضا أن 260 مستوطنًا اقتحموا الأقى يوم الثلاثاء الموافق 3/4/2018 وأن 164 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى صباح يوم الأربعاء الموافق 4/4/2018، ومنعت قوات الاحتلال اثنين من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية من دخول المسجد لمزاولة أعمالهما دون توضيح الأسباب، وشمل المنع الموظّفيْن بلجنة إعمارالمسجدالأقصى: "بسام عايش"، و"أنس الدباغ"، علمًا أنه تم منع دخول عدد من موظفي الأقصى قبل أيام، بينهم المنسق الإعلامي للأوقاف "فراس الدبس".
وسمحت شرطة الاحتلال لأعداد كبيرة من المستوطنين باقتحام باحات الأقصى عبر باب المغاربة، ووفرت الحماية الكاملة لهم أثناء تجولهم بالمسجد.وأوضح مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية "فراس الدبس" أن شرطة الاحتلال أغلقت "باب المغاربة" عقب اقتحام 260 متطرفًا للمسجد الأقصى، وتجولهم في أنحاء متفرقة من باحاته بشكل استفزازي، وبحراسة أمنية مشددة.

Image


وقام مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني بإعداد إحصائية لاقتحامات الصهاينة للمسجد الأقصى خلال شهر (مارس) الماضي الذي شهد ارتفاعًا في أعداد المستوطنين المقتحمين باحات المسجد الأقصى، وذلك بسبب دعوات تهويدية متواصلة لاقتحامه تنفذها جماعات "الهيكل المزعوم"، ووفق إحصائية المركز فإن نحو 2133 مستوطناً بينهم طلاب "الهيكل المزعوم"، اقتحموا الأقصى من جهة "باب المغاربة" وتحت حماية مشددة من قوات الاحتلال والوحدات الخاصة، فضلًا عن آلاف السائحين، وكان من بين المقتحمين للأقصى خلال مارس رئيس الشاباك السابق وخبير آثارصهيوني.
وشهد نهاية مارس ما يعرف باسم "عيد الفصح اليهودي" والذي تستغله جماعات الهيكل المزعوم للتحريض على اقتحام الأقصى، وتأدية طقوس تلمودية فيه، الأمر الذي شهدته باحات الأقصى فعلاً، فضلًا عن محاولات متتالية لإدخال "قرابين الفصح" الى الأقصى لذبحها. وأشار مدير مركز القدس "عماد أبوعوّاد"، إلى أنّ العام المنصرم 2017، شهد اقتحام 30 ألف مستوطن للمسجد الأقصى، بزيادة 100% عن العام السابق له 2016، والذي شهد اقتحام 15 ألف مستوطن لباحاته، وأضاف" إنّ استمرار الأرقام على حالها، دون حراك فعلي على المستوى الرسمي والشعبي، سيقود العام 2018، لتخطي العام الذي سبقه من حيث عدد المقتحمين.
جدير بالذكر أن 600 رجل دين يهودي كانوا يرفضون ويعارضون اقتحام المسجد الأقصى سابقًا لأسباب دينية وسياسية، إلا أنهم باتوا اليوم يحثّون على ذلك، ويجيزون ذلك لأتباعهم، ويأتي ذلك في ظل قدرة اليمين القومي على التأثير فيهم، ودفعهم لتغيير فتواهم.
وفي إطار رصد الانتهاكات، التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني قام مجهولون بقتل الشيخ محمد سعادة (45 عامًا) إمام مسجد التوحيد بأم الفحم رميًا بالرصاص، بعد خروجه من المسجد، قد أدى إلى إصابته بجراح بالغة الخطورة توفي على إثرها.

Image

وأغلقت الشرطة ساحة الجريمة داخل المسجد، وشرعت بالبحث عن أدلة وبيانات قد تساعدها بفك رموز الجريمة، فيما لم تبلغ الشرطة عن تنفيذ أي اعتقالات، كما لم تشر إلى أية معلومات حول خلفية الجريمة.ولم تكتف قوات الاحتلال باعتقال واحتجاز الشباب والمراهقين واقتحامات المسجد الأقصى المتكررة والمستفزة لمشاعر الفلسطينيين، وإنما طالت يد غدرهم الأطفال الذين لم يكملوا أعوامهم الخمس حيث احتجز جنود الاحتلال طفلًا كان قد هددهم بـ "حفار كوسا" (مقوار)، جاء ذلك من خلال مقطع الفيديو نشره الناشط "رائد أبو رميلة" حيث يظهر احتجاز جنود الاحتلال، للطفل "ضرغام كرم مسودة" (3 أعوام)، بينما كان يلعب أمام منزله، في حارة المسجد الإبراهيمي ببلدة الخليل القديمة.
وقال الناشط "أبو رميلة": إنّ الجنود سخروا من الطفل، وقاموا بشتمه، وما لبث أن توجّه إلى مطبخ منزله، وعاد بـ "حفّار الكوسا" ملوّحًا به بشكل بريء أمام الجنود الذين احتجزوه رغم صغر سنّه. وبيّن أبو رميلة أنّ الجنود أرعبوا الطفل، ونكّلوا به، قبل أن يطلقوا سراحه، بعد أن حاول شقيقه تخليصه من الجنود.

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

في إطار متابعة مرصد الأزهر لإجراءات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، فإن نائب وزير الخارجية "تسيبي حوتوفلي" ذكرت أنها ستقوم بإقناع الدول بنقل سفاراتها إلى القدس قائلة: "آمل أن تؤتي هذه الجهود ثمارها ونرى المزيد من الأعلام ترفرف في العاصمة".
وأضافت أنها ستُجري جولة بعد "عيد الفصح" بين الدول لإقناعهم بنقل سفاراتهم من تل أبيب إلى القدس، واقتفاء أثر الولايات المتحدة. وصرحت خلال محادثة لها مع القناة السابعة الإسرائيلية قائلة: "أنوي عمل جولة عقب عيد الفصح؛ بغية أن تسير دول أخرى على ركب أمريكا، ونحظى بالمزيد من الأعلام التي سترفرف فوق القدس".
وقد تنوعت أشكال المعارضة الإسرائيلية للسياسات الوحشية التي ينتهجها جيش الاحتلال تجاه الفلسطينيين العزل، حيث عبرت منظمات وجماعات يسارية عن رفضها لهذه السياسات الغاشمة، إضافة إلى بعض الإعلاميين والكتاب الإسرئيليين البارزين.
ونشر موقع التليفزيون الاجتماعي في إسرائيل "הטלוויזיה החברתית" بتاريخ 01/04/2018، أن قد أقيمت الأحد الماضي مظاهرة طالبت بوقف التصعيد في قطاع غزة وما حوله من مناطق، وتعزيز السلام الفلسطيني الإسرائيلي، تحت عنوان "لخلق الأمل، ووأد الحرب القادمة".

Image

 


وفي الوقت الذي يتم فيه الاحتفال يُحتفل بعيد "الحرية" في ملايين المنازل اليهودية في (إسرائيل) والعالم، خرج الآلاف من مواطني قطاع غزة من منازلهم وبدؤوا في مسيرة "العودة" واحتجاج دائم وضخم بدأ في ذكرى يوم الأرض، الذي كان موافقًا ليوم الجمعة 30/3/2018.
كما أقيمت يوم الأحد الماضي تظاهرة طالبت بوقف التصعيد في قطاع غزة، وتعزيز فوري للسلام الإسرائيلي- الفلسطيني. وتم تنظيم المظاهرة باشتراك مع حركة "نقف سويًّا"، و"صوت آخر"، و"مقاتلون من أجل السلام"، و"السلام الآن"، و"منتدى العائلات الثكلى الفلسطينية والإسرائيلية"، و"الأمل بدلًا من الحرب"، و"مرتس"، و"حداش"، و"شوفريم شتيكا" و" زازييم". كما أقيمت مظاهرة باشتراك عشرات الإسرائيليين والإسرائيليات متضامنين مع المتظاهرين الفلسطينيين. وكانت رسائل تلك المظاهرات هي: "لكم شريك"، و"كفى للعزل والفصل. نعم للعودة. نعم للعيش سويًّا!
وفي ذات السياق، أفاد موقع "ماكو الإسرائيلي" بأن أكثر من 500 شخص قد احتشدوا أمام "متسودات ذئيب" في تل أبيب؛ احتجاجًا على أحداث العنف الأخيرة على حدود قطاع غزة، ونادوا بتعزيز عملية السلام مع الفلسطينيين. وذكرت العضو "عايدة توما سليمان" أن: " الغزاويين قد خرجوا في عيد الحرية بحثًا عن حريتهم وواجهوا النيران الحية".
وشاركت في المظاهرة مجموعات كثيرة من اليسار، من بينهم: "مرتس"، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والسلام الآن، لنكسر الصمت، وحركة نقف سويًّا، وصوت آخر، ومنتدى العائلات الثكلى الفلسطينية والإسرائيلية، والأمل بدلًا من الحرب، وزازييم، وائتلاف النساء من أجل السلام، وكتلة السلام ومحسوم ووتش.

Image

وقد ألقت عضو الكنيست "عايدة توما سليمان" من "القائمة المشتركة، كلمة في أثناء المظاهرة ورد فيها: "في الوقت الذي يستعد فيه أصدقاؤنا اليهود للاحتفال بعيد الحرية، خرج الغزاويون ليبحثوا عن حريتهم، عن التحرر من الاحتلال، التحرر من الحصار، التحرر من كل محاولات القمع والإهانة، ماذا كان ينتظرهم في المقابل؟ حكومة بيبي- ليبرمان، حكومة المجرمين التي هيئت الأرض للمذبحة واطلقت بدون تفكير الرصاص الحي على المدنيين، على الأطفال وعلى النساء الذين يبحثون عن حريتهم".
وقبيل المظاهرة كتب المنظِّمون: "رأينا في نهاية هذا الأسبوع كيف ستبدو الحرب القادمة التي تهدد التقارب بين الشعبين في كل يوم يمر عليها. فقد وقع أكثر من 15 قتيلًا والآلاف من الجرحى الفلسطينيين؛ وذلك نتيجة لمحاولات الجيش الإسرائيلي لفض المظاهرة ووقفها. كما أضافوا: "يجب علينا أن نوقف هذا الأمر قبل أن يستفحل وقبل أن يراق الدم عبثًا. لقد آن للإسرائيليين والفلسطينيين العيش في أمان، ولكي يحدث ذلك؛ يجب رفع الحصار عن قطاع غزة الآن، ووضع نهاية للمحنة المروعة هناك، والسعي جاهدين لإنهاء الاحتلال، وإنفاذ السلام بين الدولتين اللتين تعيشان جنبًا إلى جنب- إسرائيل وفلسطين".
ونشر موقع "هآرتس" باللغة العبرية مقالًا تحت عنوان: "ينبغي أن نعزز السلام السامي الأعظم" بتاريخ 2 أبريل 2018، جاء فيه: سعدنا بقراءة تقرير عودة بشارات حول اللقاء الرائع الذي أقامه منتدى الكُتَّاب "شجرة الزيت- الزيتونة)" في رام الله.
وقد استضاف الرئيس محمود عباس أعضاء المنتدى، الذي شارك فيه على أنه مؤيد للسلام والمصالحة بين اليهود والعرب.

مسيرة العودة الفلسطينية

استمرارًا للمظاهرات الفلسطينية الباسلة التي دخلت أسبوعها الثاني، تابعت كل وحدتي الرصد باللغة العربية والعبرية هذه الأحداث، وقد أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي أن حوالي ألف فلسطيني قد أصيبوا في الاشتباكات في قطاع غزة.  وأحبطت قوات الأمن الإسرائيلية محاولة اختراق عشرات المتظاهرين للسياج الحدودي. فيما صرح الجيش الإسرائيلي: نُفِّذت عدة محاولات لاختراق السياج تحت حماية الدخان.
وأفادت وسائل الإعلام في غزة بمقتل ستة فلسطينيين من بينهم شاب يبلغ من العمر 14 عامًا يوم (الجمعة) في مظاهرة على حدود قطاع غزة. وصرحت وزارة الصحة الفلسطينية أن المظاهرات أسفرت عن إصابة 1070 متظاهرًا من بينهم 40 شخصًا من رصاص الجيش الإسرائيلي. كما أفادت بأن هناك خمسة من المصابين في حالة حرجة وأُصيب فلسطينيون آخرون بسبب الغاز المسيل للدموع.

Image

هذا وقد تجددت  المواجهات على امتداد حدود قطاع غزة فيما دفعت قوات الاحتلال بالمزيد من قواتها إلى حدود القطاع، وأعلنت حالة التأهب في صفوفها تحسبًا من نتائج ما كان أعلنه المشاركون في "مسيرة العودة" بشأن عزمهم إحراق آلاف الإطارات للتشويش على قنّاصة الاحتلال المنتشرين على الحدود فيما أطلقوا عليها اسم "جمعة الكاوتشوك".
وقد حظيت هذه الأحداث باهتمام بالغ من الصحف المحلية والدولية؛ فقد ذكرت جريدة" الغد": أن جمعة الكاوتشوك» تواجه رصاص الاحتلال، فقد اندلعت يوم الجمعة 6/4/2018 مواجهات جديدة بين قوات الاحتلال الاسرائيلي، والمتظاهرين الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة المستمرة للأسبوع الثاني علي التوالي على حدود قطاع غزة، حيث أحرق الفلسطينيون الآلاف من إطارات السيارات بهدف أن تمنع الأدخنة المتصاعدة منها قناصة قوات الاحتلال من إصابة أهدافهم، أدت الأدخنة إلى حجب الرؤية تمامًا عن قوات الاحتلال، مما دفعها لاستخدام خراطيم المياه والطائرات؛ لإطفاء الحرائق، كما أطلقت الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين بغرض منعهم والسيطرة عليهم.
وذكرت "جريدة الدستور" أنه  في جمعة "الكاوتشوك" كان المنجنيق والرياح أبرز أسلحة المقاومة الفلسطينية، في إشارة إلى الشعب الذي يعرفه العالم بالمقاومة، نراه وقد ارتدى "كوفية" بها مربعات صغيرة متقاطعة منها الأبيض ومنها الأسود كرمز للصمود، لم يمتلك سلاحًا للدفاع عن أراضيه إلا القليل، حاول الاحتلال الإسرائيلي تغيير هويته وطمس عروبته، وتهجيره من المنازل وإقامة مستوطنات تستولي على أراضيه، وتقتل الأطفال، وتعلن أنها صاحبة هذه الأرض بلا دليل أو وثيقة، إنه شعب فلسطين الأبي، الذي يقاوم الاحتلال ويدافع عن القدس وعن أراضيه رغم نقص الإمكانيات.
وقد أسفرت تلك المواجهات حسب ما ذكرته جريدة "القدس"عن استشهاد 10 مواطنين على الأقل، بينهم طفل، وأصيب نحو 1356 آخرون، من بينهم 35 في حال الخطر.جدير بالذكر أن تلك المواجهات لم تكن في مدينة واحدة من مدن الضفة؛ فحسبما أشارت جريدة "العرب والعالم" اندلعت سلسلة من المواجهات في عدد من مدن وبلدات الضفة المحتلة، بعد أن هاجمها جيش الاحتلال بشراسة، ففي قريتي "بيتا" و"كفر قليل" جنوب "نابلس"، وقعت مواجهات واسعة صدًا لجيش الاحتلال، أسفرت عن إصابة متظاهرٍ برصاص حي، وخمسةٍ بالرصاص المطاطي، فيما أصيب العشرات بحالات الاختناق، وفي منطقة "رام الله"، وقعت مواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة "البيرة".
وأسفرت المواجهات عن إصابة ستة شبان، كما تجددت المواجهات في قرية "المزرعة الغربية" شمال غرب مدينة "رام الله"، قمعت قوات الاحتلال مسيرة شعبية تنديدًا بقرار سلطات الاحتلال حول الاستيلاء على أراضٍ لصالح شق طريق استيطاني يربط المستوطنات المقامة على أراضي قرى شمال غرب "رام الله" في تجمع استيطاني أكبر مما هو حاصل حاليًا، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين الذين رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.كما تجددت المواجهات في قرية "بلعين"، أم المقاومة الشعبية المستمرة منذ 13 عامًا، وأسفرت المواجهات عن إصابة عشرات المتظاهرين بحالات الاختناق؛ إذ أطلق قطيع من جيش الاحتلال متمركز عند بوابة جدار الاحتلال الرصاص المعدني، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة، تجاه المشاركين من أهالي القرية والمتضامنين الأجانب.

Image

وفي "الخليل"، منعت قوات الاحتلال مسيرة دعت لها القوى السياسية والوطنية بعد صلاة الجمعة، من الوصول الى منطقة "الرأس" بالبلدة القديمة. وكانت قوات الاحتلال قد دفعت بقواتها إلى محيط مسجد الروضة، حيث أقيمت صلاة الجمعة هناك، في غضون ذلك، اندلعت مواجهاتفي منطقة باب "الزاوية" وسط المدينة. ووقعت المواجهات في قرية "كفر قدوم"، في محافظ "قلقيلية"، وأسفرت عن إصابة شاب بجروح والعشرات بحالات الاختناق، ووقعت مواجهات أيضًا عند المدخل الشمالي لمدينة "بيت لحم"، واعتقل جنود الاحتلال ثلاثة شبان، فيما أصيب عدد كبير بحالات الاختناق الشديد.
من جانبه صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الانتهاكات حدثت في خمسة مواقع على طول القطاع. وقام الجيش بمنع اختراقات للسياج مستخدما وسائل تفريق التظاهرات. هذا وقد نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية "أفيخاي أدرعي" منشورًا له على صفحته على الفيس بوك، هدفه تقليل نسبة مشاركة النساء في التظاهرات. وذكر قائلًا: "المرأة الصّالحة هي المرأة الشّريفة الّتي تهمّها مصلحة بيتها وأولادها فتكون قدوةً حسنة لهم. أمّا المرأة الطالحة، وعديمة الشّرف فلا يهمّها ذلك، فتتصرّف بهمجيّة لا تمتّ للأنوثة بصِلة غير مهتمة لنظرة المجتمع المُستحقِرة لها."
وعقبت صحيفة "يديعوت أحرونوت على موقعها الإلكتروني بتاريخ 6 أبريل 2018م بخبر تحت عنوان: "جمعة الإطارات": انتشار دخان كثيف بالقرب من السياج الحدودي، وذلك بعد أن بدأ المحتجون الفلسطينيون في إشعال إطارات السيارات. وأضافت أنه بعد أسبوع من "ذكرى يوم الأرض" والاشتباكات الجماعية، وصلت احتجاجات "مسيرة العودة" لنقطة ذروتها الثانية. بدأت التجمعات في عدة مواقع في جميع أنحاء قطاع غزة، وشرع المتظاهرون في حرق الإطارات تحت اسم (جمعة الإطارات).
وصرحت عناصر في الجيش الإسرائيلي أن هناك انتهاكات عنيفة تحدث في خمسة مواقع بقطاع غزة، وشارك مئات الفلسطينيين فيها. وقامت قوات الجيش الإسرائيلي باستخدام وسائل تفريق التظاهرات وفق أوامر إطلاق النار.  كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تحديث لها مقتل سبعة أشخاص من بينهم شاب وإصابة أكثر من ألف آخرين. وذكرت الجريدة أن "الرياح ليست في صالح إسرائيل" فالإطارات تحترق، والرياح الغربية تحمل سمومها إلى الأراضي الإسرائيلية. وكيف سيتعامل المتظاهرون في غزة مع الغاز المسيل للدموع؟

الرياح ليست في صالح إسرائيل

في حين أحرق آلاف المتظاهرين على حدود غزة إطارات كثيرة يوم الجمعة6/4/2018م من أجل وضع قناصي الجيش الإسرائيلي في معضلة؛ حيث تحمل الرياح الدخان الكثيف وسمومه إلى داخل إسرائيل مما سيتسبب في أضرار جسيمة لقطاع الزراعة في المنطقة.على إثر ذلك قامت مؤسسة الأمن ورجال الإطفاء بعمل الترتيبات لمنع تسرب الدخان الناتج عن إشعال النار في الإطارات.
بالإضافة إلى ذلك، انتشرت العشرات من سيارات الإطفاء على طول الحدود. كما ناشدت إسرائيل المجتمع الدولي وحذرت من كارثة بيئية ستصيب المدنيين على كلا الجانبين بسبب حرق الإطارات بشكل كبير.
وقد نشر الدكتور "أحمد حلس" -الخبير البيئي في قطاع غزة - تقريرًا هذا الأسبوع يحذر فيه من عواقب حرق عدد كبير من الإطارات قائلًا: "إن الإطارات المحترقة تحمل دخانًا يحتوي على سموم كيميائية. وإن استنشاق هذا الهواء ووصوله إلى العين أو الجلد له تأثير مباشر على الصحة، بالإضافة إلى تأثيرها على الكائنات الحية الأخرى وعلى الأراضي الزراعية والمياه الجوفية والهواء".