في إطار متابعة مرصد الأزهر الشريف لقضايا المسلمين، وانطلاقًا من حرص وحدة الرصد باللغة العربية / العبرية على متابعة وتحليل الأخبار التي تتعلق بقضية القدس على مدار الساعة، وذلك في المواقع والصحف الإلكترونية الإخبارية، كان هذا التقرير عن الأسبوع الثالث من شهر إبريل 2018 م، وذلك على النحو التالي:
الانتهاكات الإسرائيلية للأراضى المقدسة:
انتهك أكثر من 100 مستوطن حرمة المسجد الأقصى واقتحموا باحاته، حيث أعلن الإعلام الناطق باللغة العبرية، أن أكثر من 100 مستوطن، اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك منذ الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الموافق 19 / 4 / 2018، وجاء اقتحام المستوطنين، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومن جهة باب المغاربة؛ في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا كما حدث في المسجد الإبراهيمي بالخليل جنوب الضفة الغربية.
من ناحية أخرى قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مؤسسة للإعلام الشبابي الفلسطيني بالقدس بذريعة أنها إرهابية وتستقطب الشباب لإنتاج أشرطة فيديو تحريضية، بهدف تكميم الأفواه ومنع إظهار الحقيقة، وتأتي هذه الأعمال القمعية ضمن استهداف المؤسسات المقدسية العاملة والصامدة داخل المدينة، في محاولة لإجبارها على الخروج منها.
كما اقتحم 78 من عناصر "سلطة الآثار" الإسرائيلية ومجموعات من المستوطنين والطلبة اليهود، باحات المسجد الأقصى، صباح يوم الاثنين الموافق 17 / 4 / 2018. علاوة على أن جولات المستوطنين في المسجد الأقصى خلال الجولة الصباحية استمرت مدة أربع ساعات متتالية، كما رافقتهم خلال الاقتحام عناصر من الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة، كذلك فإن 72 مستوطنًا يهوديًّا اقتحموا المسجد من "باب المغاربة" برفقة عناصر الشرطة الإسرائيلية؛ من بينهم 30 طالبًا يُسمح لبعضهم بالتجول في جميع باحات المسجد، ما عدا دخول المصلّيات المسقوفة، دون تحديد مسار معين، وأوضحت أن ستة إسرائيليين من "سلطة الآثار" اقتحموا المسجد أيضًا خلال الجولة الأولى. جدير بالذكر أن تلك الاقتحامات تتم بشكل يومي، عدا الجمعة والسبت، وذلك خلال فترتين صباحية ومسائية.
وأشارت "وكالة قدس برس إنترناشونال للأنباء" إلى أن 59 مستوطنًا يهوديًّا اقتحموا المسجد الأقصى، صباح الثلاثاء الموافق 17 / 4 / 2018 م، تحت حماية عسكرية إسرائيلية. وأوضحت أن الشرطة الإسرائيلية والقوات العسكرية الخاصة المدججة بالسلاح رافقت 59 مستوطنًا في جولاتهم داخل الأقصى؛ والتي تخلّلها عرض شروحات حول "الهيكل" المزعوم وأداء طقوس تلموديه قرب “باب الرحمة”.
فيما أشارت "قناة المنار" إلى اعتداء مستوطنين صهاينة على مقبرة بالقرب من المسجد الأقصى، حيث اعتدى مستوطنون صهاينة على مقبرة "باب الرحمة" الإسلامية التاريخية الملاصقة لجدار المسجد الأقصى الشرقي، وحطموا عددًا من القبور وسط رفع شعارات عنصرية وصهيونية.
محاربة إسرائيل لأذان المسلمين:
وفي خطوات تهويدية مستمرة حارب الاحتلال الصهيوني المجرم شعيرة الأذان عند المسلمين، فقد أصدرت محكمة الصلح في القدس المحتلة، حكمًا يسمح لليهود الذين ينتهكون حرمات المسجد الأقصى يوميًّا بالهتاف داخل الحرم القدسي بعبارة "شعب إسرائيل حي" وهى عبارة مأخوذة من العهد القديم، ولتكون مقابلة لعبارة "الله أكبر" التي يرددها المسلمون. جاء قرار المحكمة بعد رفع التماس من المستوطن الإرهابي "إيتمار بن چفير" إلى المحكمة بالسماح لليهود بالصراخ بهذه العبارة تمامًا كما هو مسموح للفلسطينيين بالتكبير داخل المسجد الأقصى.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنه كان يحظر اليهود الذين يدخلون المسجد الأقصى بحسب القانون الإسرائيلي من الصلاة هناك، بحسب تدابير تبنتها إسرائيل بعد سيطرتها على مدينة القدس في يونيو 1967م.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترديد العبارة لتكون مقابلًا لعبارة "الله أكبر" التي يستخدمها المسلمون في الصلوات الخمس أو في أثناء احتجاجاتهم ضد الجيش الإسرائيلي. ومن جانبها علقت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي على الحكم بأنه هدية لشعب إسرائيل عشية الذكرى السبعين لإقامة إسرائيل. وقال بن چفير الذي تلقى قرار المحكمة ببالغ الفرحة والسرور، للقناة 12: إن الخطوة القادمة هي السماح لليهود بالصلاة داخل الأقصى كما يصلي المسلمون.
وبالحديث عن إيتمار بن چفير، فهو مستوطن إرهابي يسكن قلب مدينة الخليل، ويتجول في أحيائها بحرية مطلقة منذ سنوات عديدة، ولطالما اعتدى على المواطنين الفلسطينيين، وممتلكاتهم، ومقدساتهم. هذه الخطوة التهويدية الجديدة تؤكد أن مخطط الصهاينة الاستعماري لم يكتف فقط بالاقتحامات والممارسات القمعية، وإنما سعى أيضًا إلى رفع سقف المخطط التهويدي بممارسة الشعائر الدينية للكيان الصهيوني المحتل، الذي أحل طقوسًا كانت محرمة من قبل حاخاماتهم، بنص فتواهم التي تقول: "يحظر دخول ساحات المسجد الأقصى باعتبارها أرض الهيكل المزعوم"، وقاموا بتغيير هذه الفتوى حتى تتوافق مع مخططات التهويد.
مسيرة العودة الكبرى:
دارت مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي قرب حدود قطاع غزة في يوم الجمعة الثالث من مسيرة العودة الكبرى، الموافق 13 / 4 / 2018 م، والتي أدت منذ اندلاعها الى مقتل 34 فلسطينيًّا وجرح أكثر من ألفين برصاص الجيش الإسرائيلي.
وقد أطلق الفلسطينيون على هذه الجمعة تسمية "جمعة رفع العلم الفلسطيني وحرق العلم الإسرائيلي" حيث رفعت أعلام فلسطينية كبيرة وأحرق المتظاهرون عشرات الأعلام الإسرائيلية.
وعلق الجيش الاسرائيلي على هذه المسيرة قائلًا: "كانت هناك عدة محاولات للمساس بالحاجز الأمني واختراقه، كما كانت هناك محاولات لرمي قنبلة وزجاجات حارقة، والقيام بأعمال الشغب في منطقة الحاجز الأمني"، مؤكدًا أن قواته "استخدمت وسائل تفريق المظاهرات وإطلاق النار وفقًا للتعليمات" مضيفًا: "جيش الدفاع لن يسمح بالمساس بالشبكات الأمنية والسياج".
وفي وقفة تضامنية لنصرة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، نظمت الحركة الإسلامية في الأردن مسيرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني بعد صلاة الجمعة الموافق 13 / 4 / 2018 م باتجاه ساحة النخيل نصرة للشعب الفلسطيني والصامدين في غزة. ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الأردنية والفلسطينية ورددوا شعارات تدعو إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في العودة ورفض كل السياسات والإجراءات القمعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وأبناء غزة من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب منظمي الفعالية، فإن المسيرة تأتي دفاعًا عن الحقوق في القدس، ورفضًا للقرار الأمريكي بنقل السفارات إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل، ودعمًا للحق الفلسطيني وفِي مقدمته حق العودة. كما تأتي المسيرة دعمًا لمسيرات يشهدها قطاع غزة للجمعة الثالثة على التوالي، واجهها الاحتلال بالرصاص الحي ما أدى الى سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
كذلك نظم ناشطون بعد صلاة الجمعة من المسجد الكالوتي في منطقة الرابية عمان، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة تنديدًا بالانتهاكات الصهيونية بحق القدس والشعب الفلسطيني، وندد المشاركون في الوقفة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة.