القضية الفلسطينية

 

15 مايو, 2018

رودود الأفعال العربية والعالمية حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

     شهدت الأراضي المحتلة أمسِ واليوم أحداثًا دامية، ومجازر ارتُكبت في حق الشعب الفلسطيني المناضل من قِبَل الكِيان الصهيوني المحتل، ومن هذا المنطلق فقد عبّرت الكثير من دول العالم أمسِ واليوم، عن استيائها مما ارتكبته قوات الاحتلال ‏الاسرائيلي من مجازرَ بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال المسيرات السلمية الاحتجاجية ‏على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وفعاليات مسيرة العودة بمناسبة الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية. ‏
وفي إطار متابعة وحدة الرصد باللغة العبرية لتداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والمذبحة الإسرائيلية للمتظاهرين الفلسطينيين المعترضين على نقل السفارة والمطالبين بالعودة إلى ديارهم، رصدت الوحدة ردود الأفعال العالمية على هذا القرار، من واقع الصحافة العبرية الصادرة اليوم الثلاثاء 15 مايو 2018.
فقد نشر موقع "واللا نيوز" الإسرائيلي؛ أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أعرب اليوم الثلاثاء عن قلقه الشديد إزاء ‏الأحداث التي وقعت في قطاع غزة أمسِ، حيث دعا إلى إجراء تحقيق مستقل حول ممارسة إسرائيل للعنف تُجاهَ المتظاهرين، كما أضاف: أن قُرْبَ ‏الفلسطينيين من السياج الحدودي لا يُسَوِّغ استخدام الذخيرة الحية معهم. ‏
وذكر "الموقع" أن الأمم المتحدة قد أعربت عن قلقها العميق على لسان أمينها العامّ "أنطونيو جوتريس"، إزاء الأحداث الجارية في قطاع غزة، ‏حيث استُشهد 58 فلسطينيًّا على الأقل وأصيب أكثر من 2500 آخرين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في تظاهرات؛ احتجاجًا ‏على تدشين السفارة الأمريكية في القدس. ‏
كما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى موقف فرنسا إزاء تلك الأحداث، حيث دعت فرنسا إلى عدم التصعيد و استخدام ‏القوة، مشدّدةً على "وجوب حماية المدنيين".‏
وصرّح وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لودريان" قائلًا: "بينما يتصاعد التوتر والعنف، تدعو فرنسا جميع الأطراف إلى التحلّي ‏بالمسئولية بهدف تَجَنُّب تصعيد جديد"، كما أضاف: "من الضروري إعادة تهيئة الظروف اللازمة بحثًا عن حلٍّ سياسي".‏
وأفاد موقع "واللا نيوز" الإسرائيلي؛ أن بريطانيا تدعو للتحقيق مع الجيش الإسرائيلي، والمتورطين في قتل عشرات ‏الفلسطينيين أثناء مظاهراتهم على حدود قطاع غزة. ‏
وفي السياق ذاته، دعت رئيس وزراء بريطانيا "تيريزا ماي" إلى "الهدوء وضبط النفس" على حدود قطاع غزة ، بعد "مواجهات عنيفة" في ‏أعقاب افتتاح السفارة الأمريكية الجديدة في القدس المحتلة؛ حيث قالت: "نحن قلقون إزاء العنف وفقدان الأرواح في غزة، وندعو ‏إلى الهدوء وضبط النفس لتَجَنُّب أعمالٍ من شأنها تدميرُ جهود السلام"، وأضافت: أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ‏‏"يعرقل عمليات السلام في المنطقة".‏
كما أفاد الموقع؛ أن وزارة الخارجية الألمانية ذكرت في بيانٍ لها، أنه يتعيّن احترام حق التظاهر السلمي في غزة، مشيرةً في الوقت ذاته ‏إلى ضرورة ضبط النفس خلال "المواجهات" الدائرة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي‎.‎
ومن جانبه، أعرب وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي في إيطاليا "أنجلينو ألفانو"، "عن القلق ‏والحزن العميق لوقوع قتلى وجرحى اليوم في قطاع غزة؛ جَرّاءَ الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوات ‏الإسرائيلية".‏
‎ ‎وتابَعَ "ألفانو" في بيانٍ له: "إننا نناشد جميع الأطراف المعنية أن تبذل قُصارى جهدها لتجنُّب المزيد من إراقة الدماء، ونأمُل في استئناف ‏المبادرات السياسية والدبلوماسية الرامية إلى إعادة إطلاق إمكانية التوصل إلى حلٍّ سياسي، بحيث يمكن للشعبين العَيْشُ جنبًا إلى ‏جنب في سلام وأمن".‏
ونشر موقع "دافار ريشون" الإسرائيلي؛ أن الحكومة الصينية دعت إسرائيل اليوم إلى ضبط النفس إزاء المتظاهرين على حدود غزة، وقال "لو كانج" المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: إن الصين "ترفض أعمال العنف ضد الأبرياء" وتَحُثّ جميع الأطراف على تجنُّب تصعيد الموقف، كما أضاف: أن الصين تؤمن بحل الدولتين، وينبغي تحديد وضع القدس من خلال حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وَفْقًا لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بها.
وحول موقف روسيا، نشر موقع "يديعوت أحرونوت"؛ أن البرلمان الروسي علّق على الأحداث الجارية في قطاع غزة قائلًا: "إن حكومة روسيا قلقة بشأن التصعيد على حدود غزة"، وذكر المتحدث باسم الكرملين "ديمتري فسقوب"؛ أن روسيا قد حذّرت من الخطوات الأمريكية التي تمّ اتخاذها لنقل السفارة الأمريكية، والتي أدّت إلى هذا التصعيد.
ونشر موقع "يسرائيل هايوم" على الإنترنت؛ أن جنوب أفريقيا قرّرت أمسِ الإثنين سحْب سفيرها من إسرائيل، مُعَبِّرةً بذلك عن امتعاضها ممّا ‏يجري في قطاع غزة، وبذلك فإن هذا يُعَدُّ خطوةً مقلقة فيما يتعلق بالعَلاقات مع إسرائيل.‏
وحول موقف تركيا، أفاد موقع "يديعوت أحرونوت"؛ أن تركيا قرّرت سحْب سفيريها في إسرائيل والولايات المتحدة، اعتراضًا على ما ارتكبته إسرائيل تُجاهَ المتظاهرين الفلسطينيين، كما نشر موقع "هآرتس"؛ أن تركيا طردت اليومَ السفير الإسرائيلي في أنقرة.
ودعت "منظمة العفو الدولية" على موقعها على الإنترنت، سلطاتِ الاحتلال الإسرائيلي؛ إلى الكَفّ عن استخدام القوة المميتة والمُفرِطة خلال ‏التظاهرات الفلسطينية، وفتْح التحقيق في الوَفَيَات التي وقعت في صفوف المحتجين الفلسطينيين.
 كما صرّحت عَبْرَ بيانٍ لها قائلةً: ‏‏"بصفة إسرائيل قوّة احتلال؛ فيجب عليها أن تحترم حق الفلسطينيين في الاحتجاج السلمي وحرية التعبير، وقد يلجأ الجيش إلى استخدام القوة لغرضٍ مشروع فقط؛ عند التصدّي للاحتجاجات، مثل: مواجهة العنف، وعندما تكون الوسائل الأخرى غير فعّالة، ‏ويجب أن تكون هذه القوة بالحَدّ الأدنى الضروري، وأيًّا كان الأمر؛ فيجب عدم استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين السلميين".‏
وأفاد موقع "كل هازِّمان" الإسرائيلي؛ أن  وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موجيريني"، دعت إلى "أقصى درجات ضبط ‏النفس واحترام حقّ الشعب الفلسطيني"، وذلك بعد مقتل 55 فلسطينيًّا بنيران الجنود الإسرائيليين، خلال احتجاجاتٍ على نقل ‏السفارة الأمريكية إلى القدس.‏
وكانت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد صرّحت منذ يومين؛ بأن القدس مدينةٌ مقدَّسة لدى الفلسطينيين أيضًا؛ ‏مسلمين ومسيحيين".  ‏
وأعرب الأزهر الشريف وإمامه الأكبر أ.د/ أحمد الطيب؛ عن استنكاره ورفضه الشديد لمُضيّ الإدارة ‏الأمريكية قُدُمًا في ‏إجراءات نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، رغم ما لقيه هذا القرار الباطل من ‏رفضٍ دوليّ واسع، ليأتيَ الاحتفالُ ‏بتدشين تلك السفارة المزعومة متزامنًا مع الذكرى السبعين لنكبة ‏فلسطين.
كما أكَّد أن البعض يُفَضِّل ‏الانحياز لمنطق الغطرسة والقوة على حساب قيَم ‏العدالة والحق؛ ‏ما يجعل عالمنا المعاصر أَبْعَدَ ما يكون عن الاستقرار ‏والسلام، و أكَّد كذلك ‏أن عروبة ‏القدس هي قضية العرب والمسلمين الأولى التي لن تموت أبدًا‎.‎
و أدانت "منظمة التعاون الإسلامي" جرائمَ الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، ودعت مجلس الأمن الدولي إلى تَحَمُّل المسئولية تُجاهَ ‏الشعب الفلسطيني الأعزل، معتبرةً افتتاحَ السفارة الأمريكية في القدس المحتلة اعتداءً يستهدف الحقوق التاريخية والقانونية ‏والطبيعية والوطنية للشعب الفلسطيني، ويُقَوِّض مكانة الأمم المتحدة وسيادة القانون الدولي؛ ممّا يُمَثِّل تهديدًا للسلم والأمن ‏الدوليين.‏
‎ ‎وأعربت "المنظمة" في بيانٍ صادر عن الدورة الـ45 لمجلس وزراء خارجيتها؛ عن رفضها بصورة قاطعة لهذا القرار غير المشروع، وأدانته ‏بأشدّ العبارات‎.
وأدانت الدولُ العربية هذه الجرائمَ والمَجازِر التي ارتكبتها إسرائيل في حقّ الشعب الفلسطيني، مُحَذِّرَةً من التصعيد الإسرائيلي، ‏الذي أدّى إلى سقوط ما يزيد على 60 شهيدًا وإصابة أكثر من 2000 آخرين.  ‏
وفي هذا السياق، أعربت مصرُ في بيانٍ صادر عن وزارة الخارجية، أمسِ الإثنين؛ عن إدانتها لاستهداف المدنيين الفلسطينيين ‏العُزل من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكّد البيان دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها ‏الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.‏‎ ‎
ومن جانبها، طالبت جامعةُ الدول العربية، على موقعها على الإنترنت، المجتمعَ الدولي بالتدخل الفوري لإنفاذ قراراته، خاصّةً المتعلقةَ بتوفير الحماية للمقدسات ‏الإسلامية والمسيحية، وكذلك الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته‎.
‎ ‎كما طالبت "الجامعةُ" المجتمعَ الدولي وجميع دول العالم المُحِبَّة للسلام، بالضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات ‏الصلة، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام ‏‎1967‎، ووَقْف انتهاكاتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والمتمثلة في: ‏عمليات الاستيطان، ومصادرة الأراضي، وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وكذلك ممارسة سياسة التمييز العنصري، وفرض ‏القوانين العنصرية بما يشمل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، إلى جانب تصرُّفها في أملاك اللاجئين الفلسطينيين، ضاربةً عُرْضَ الحائط ‏بكل القرارات الدولية الخاصّة باللاجئين وأملاكهم المحميّة بالقانون الدولي؛ ممّا يقضي على أيّ فرصة جادّة قد تُفضي لعملية سلام ‏بين الطرفين.‏
وأكدت "الجامعة"؛ أن "القدس الشرقية هي عاصمةٌ لدولة فلسطين، وهي جزءٌ لا يتجزّأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، ‏وأن تلك الحقيقة لا يُغَيِّرها قرار مجحف، ولا ينتقص من شرعيتها أيّ إجراءات باطلة".‏
‎ ‎وأشار الأمين العامّ إلى أن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، يُمثِّل خطوةً بالغةَ الخطورةِ لا أعتقد أن الإدارة الأمريكية ‏تُدرك تبعاتِها الحقيقيّةَ على المَدَيَيْنِ القصير والطويل، وأن الجانب الفلسطيني يشعر بتخلّي الولايات المتحدة عن دورها التاريخي ‏كوسيطٍ نزيه في هذا النزاع، بعد أن كشفت واشنطن -مع الأسف- عن انحيازٍ كامل للمواقف الإسرائيلية، التي تُخاصِم الشرعيّةَ ‏والقانون الدوليين على طول الخط.‏
ومن هنا، فإن "مرصد الأزهر" يُثَمِّن كل المواقف النزيهة والعادلة التي تقف إلى جانب الحق، ويؤكد مساندة الشعب الفلسطيني في سبيل استرداد أراضيه المسلوبة، وحقه في العوده إلى وطنه، كما يؤكد عروبة القدس وإسلاميتها.
 ويستنكر "المرصد" كل ‏أنواع الجرائم والمذابح التي يقوم بها الكِيان الصهيوني المُغتصِب؛ من قتلٍ، وسلْبٍ، وتهويد، ونهب، وتدمير، وتهجير ضد الشعب الفلسطيني، فالكِيان الصهيوني جعل الملايين ‏من أبناء الشعب الفلسطيني لاجئين ومُهَجَّرين على أرضهم، التي سالت عليها دماء آبائهم وأجدادهم.
كما يؤكد "المرصد" موقف الأزهر الشريف الراسخ تُجاهَ رفض الاحتلال الصهيوني الغاشم منذ بدايته، وأن مدينة القدس الشريف هي العاصمة الثابتة والوحيدة لأرض فلسطين الغالية.  ‏

وحدة الرصد باللغة العبرية