القضية الفلسطينية

 

26 يونيو, 2018

تقرير القدس الأسبوع الثالث من يونيو 2018

  انطلاقًا من الدور الريادي للأزهر الشريف ومسؤولياته تجاه قضايا العالم الإسلامي بصفة عامة، وقضية القدس بصفة خاصة؛ إذ إنها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزبٍ أو عرقٍ، بل قضية كل المسلمين، وتأكيدًا على حقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، تتابع وحدتا الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن كثب كافَّة المستجدات على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وترصدان الانتهاكات الصهيونية بحقِّ المقدسات والشعب الفلسطيني.

يتابع التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الثالث من يونيو، لعرضها على القارئ الكريم في ملف شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوجدان العربي والإسلامي، ومحاولة لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.

أبرز العناوين:

- مسيرة العودة تدخل أسبوعها الثالث عشر

- رغم ضغوط الحزب الحاكم.. أستراليا ترفض نقل سفارتها إلى القدس

- متطرفون يهود يقتحمون باحات الأقصى.. والأمن يحتجز رئيس حراس المسجد

- غارات جوية صهيونية على غزة.. وإصابات في صفوف المدنيين

...........

مسيرة العودة تدخل أسبوعها الثالث عشر

 يُواصل الفلسطينيون في الجمعة الأولى بعد عيد الفطر المبارك نضالَهم الحرَّ بلا كلل أو ملل؛ لكسر الحصار والعودة إلى أراضيهم المحتلَّة، من خلال  مسيرات العودة الكبرى التي بدأت منذ اثني عشر أسبوعًا، ودخلت أسبوعها الثالث عشر، الجمعة 22 يونيو، تحت مسمَّى "الوفاء للجرحى"، في صورة تعكس بسالة الفلسطينيين وإيمانهم الكامل بضرورة تغيير الأوضاع، وإجبار آلة البطش الإسرائيلية على التراجع.

 

Image

    صورة: صحيفة الفجر الإلكترونية

 وتوجَّه الفلسطينيون منذ ساعات الظهيرة إلى مخيمات العودة الخمسة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، رافعين أعلام فلسطين، وأشعل المتظاهرون النار في الإطارات المطاطية، وأطلقوا الطائرات الورقية الحارقة صوب قوات الاحتلال الإسرائيلية.

 وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاصَ الحيَّ وقنابل الغاز على المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة 89 شخصًا بينهم 8 أطفال وسيدتان، فيما سجلت 13 إصابة بالرصاص الحي، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وكانت "الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار" قد دعت الفلسطينيين إلى مشاركة واسعة في جمعة الوفاء لجرحى المسيرات، وشددت على سلمية المسيرة واستمراريتها حتى تحقيق أهدافها.

يُذكر أن اللجنة القانونية بمسيرة العودة وكسر الحصار، اتهمت الاحتلال الإسرائيلي في بيان، الأحد 17 يونيو، بمحاولة إضفاء الجانب العسكري من خلال "عسكرة" المسيرة السلمية، والتهويل من خسائر الطائرات الورقية.

وأضافت اللجنة أن الاحتلال يحاول جرَّ المسيرات السلمية إلى الدموية، وقتلَ الأبرياء العزل بحجة أنهم مقاتلون ويشكلون خطرًا على أمن إسرائيل بعد حملة تهديد وتحريض واسعة النطاق.

 

أستراليا ترفض نقل سفارتها إلى القدس

رغم ضغوط الحزب الحاكم في أستراليا وتصويت أعضائه بأغلبية 43 عضوًا  خلال مجلس الحزب الاتحادي السنوي، لصالح نقل السفارة الأسترالية إلى القدس  ووقف المساعدات المالية التي تقدمها بلادهم إلى السلطات الفلسطينية، إلا أن وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب، أكدت أن بلادها لن تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

 

 

Image

وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب

وقالت وزيرة الخارجية خلال مجلس الحزب: "إنني أدرك ما وراء هذا القرار، لكنَّ حكومتنا لم تغير موقفها منذ عقود، حيث إن القدس تُعَدُّ لبَّ الصراع". كما صرَّحت الوزيرة لصحيفة "الجارديان" البريطانية، بأنَّ بلادها لن تنقل سفارتها إلى القدس، موضحةً أن القرار الذي اتُّخذ في المجلس الاتحادي للحزب الحاكم في هذا الشأن "غير ملزم للحكومة".

وشددت "بيشوب" على أن أستراليا لن توقف دعمها للسلطة الفلسطينية بحجَّة أن الأموال تذهب إلى الأسرى الذين نفذوا عمليات ضد إسرائيل، وأن بلادها تبذل كل جهد ممكن من أجل وصول تلك الأموال للأغراض التي تمَّ تحديدها من طرفها، مشيرةً إلى أن المساعدات التي تقدر بـ43 مليون دولار، سيتم استثمارها في مشاريع الصحة والتعليم.

 

متطرفون يهود يقتحمون باحات الأقصى

تستمر الممارسات الصهيونية المتطرفة بحقِّ المسجد الأقصى المبارك التي تهدف تدريجيًّا إلى السيطرة التامة عليه، عبر غلاة الـمستوطنين الذين يعدّون أنفسهم أوصياءَ عليه، حيث اقتحم أكثر من 80 متطرفًا يهوديًّا، الإثنين 18 يونيو، باحات المسجد الأقصى من جهة باب "المغاربة"، وتجولوا في ساحات المسجد وأدَّوا طقوسًا تلمودية، وتلقّوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، واحتفلوا بزواج مستوطنَين في حضور أطفال وطلاب "الهيكل"، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.

 

Image

وما يُفسِّر سرعةَ إقدام المستوطنين على اقتحام المسجد، منْعُ قوات الاحتلال دخول اليهود إلى ساحات الحرم الشريف خلال العشر الأواخر من رمضان وأيام عيد الفطر المبارك؛ خوفًا عليهم من الاحتكاك بعشرات الآلاف من المصلين الفلسطينيين الذين نجحوا في أداء صلوات التراويح وإحياء ليلة القدر في المسجد الأقصى.

وبالتزامن مع اقتحام المتطرفين، احتجزت شرطة الاحتلال رئيس حراس المسجد الأقصى "عبد الله أبو طالب"، بطريقة وحشيَّة لساعات قبل الإفراج عنه.

 

Image

الشرطة الإسرائيلية تعتقل رئيس حراس المسجد الأقصى

 

بدورها قالت دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في بيان، إن الجهات المختصة في عمَّان لا زالت تتابع الأمور للحفاظ على المسجد الأقصى ومنع المساس بحراسه وموظفيه ودعمهم في صمودهم وعملهم المشرِّف، لافتةً إلى أن الجهات الأردنية تواصلت مع السلطات الإسرائيلية للإفراج عن رئيس حراس المسجد.  

 

غارات جوية صهيونية على غزة.. وإصابات في صفوف المدنيين

لا يتوقف القصف الصهيوني على قطاع غزة حينًا، حتى يستعيد نشاطه مرةً أخرى، وفي عملٍ بربريٍّ آثم، شنَّت طائرات حربية إسرائيلية، ليلة الأربعاء 20يونيو، غارات على ثلاثة مواقع شرق مدينة رفح وغربها، ما أدى إلى إصابة مواطنَين بجروح مختلفة نقلًا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، إضافةً إلى اشتعال النيران في محيط المكان.

 

 

Image

صورة أرشيفية

كما قصفت الطائرات الحربية مواقعَ غرب مدينة خان يونس، وشرق المحافظة الوسطى في القطاع، ومنطقة الشيخ عجلين غرب غزة، ومنطقة أبراج الشيخ زايد شمال بلدة لاهيا شمالي القطاع، الأمر الذي أدَّى إلى إصابة العديد من المدنيين جراء شظايا الصواريخ، إضافةً إلى إلحاق أضرار جسيمة في منازل المواطنين المجاورة للمواقع، وبثِّ حالة من الهلع في نفوس النساء والأطفال.