انطلاقًا من الدور الريادي للأزهر الشريف ومسؤولياته تجاه قضايا العالم الإسلامي بصفة عامة، وقضية القدس بصفة خاصة؛ إذ إنِّها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزبٍ أو عرقٍ، بل قضية كل المسلمين، وتأكيدًا على حقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، تتابع وحدتا الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن كثب كافَّة المستجدات على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وترصدان الانتهاكات الصهيونية بحقِّ المقدسات والشعب الفلسطيني.
يتابع التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الأول من يوليو، لعرضها على القارئ الكريم في ملف شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوجدان العربي والإسلامي، ومحاولة لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.
أبرز العناوين:
- شهيد ومئات الجرحى خلال الجمعة الـ15 لمسيرات العودة
- "الخان الأحمر".. مأساة قرية ما زالت مستمرة
- وسائل إعلام عبرية تؤكد نقل سفارة "سلوفاكيا" إلى القدس والأخيرة تنفي
- رغم مرور عامين على المنْع.. نتنياهو يسمح لأعضاء الكنيست باقتحام الأقصى
.......
شهيد ومئات الجرحى خلال الجمعة الـ15 لمسيرات العودة
تأكيدًا على رفضهم كلَّ المحاولات التي من شأنها تصفية القضية الفلسطينية، أو الالتفاف على حقِّهم في العودة وكسر الحصار، يُواصل الفلسطينيون نضالَهم الحرَّ بلا كلل أو ملل في الجمعة الخامسة عشرة من مسيرات العودة، 6 يوليو، تحت مسمَّى "موحَّدون لإسقاط الصفقة وكسر الحصار".
صورة أرشيفية
وتوجَّه آلاف الفلسطينيين إلى مخيمات العودة الخمسة على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرق قطاع غزة والأراضي المحتلة، وأشعل المتظاهرون النار في الإطارات المطَّاطية، وأطلقوا الطائرات الورقية الحارقة صوب قوات الاحتلال الإسرائيلية، في حين أطلق جنود الاحتلال الرصاصَ الحيَّ وقنابلَ الغاز على المتظاهرين، ما أسفر عن استشهاد الشاب محمد أبو حليمة (22 عامًا) وإصابة 396 آخرين، بينهم 3 سيدات و13 طفلًا، وصحافية وعدد من الطواقم الطبية، فيما بلغ عدد الإصابات بالرصاص الحي 57 حالة.
النظرة الأخيرة ووداع الشاب "أبو حليمة" الذي قتلته قوات الاحتلال الصهيونية
وخلال مؤتمر صحفي مساء الجمعة، في مخيم العودة شرق غزة، أعلنت "الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار" استمرارَ فعاليات المسيرة حتى تحقيق كامل أهدافها، ودعت الفلسطينيين إلى المشاركة في الجمعة المقبلة بمناسبة مرور 100 يوم على مسيرات العودة، تحت اسم "جمعة المائة يوم على المسيرة"؛ دعمًا ووفاءً للفلسطينيين في قرية الخان الأحمر.
"الخان الأحمر".. مأساة قرية ما زالت مستمرة
تقع قرية الخان الأحمر في الضفة الغربية، بين مستوطنة "معاليه أدوميم" -مستوطنة كبرى قرب القدس- ، ومستوطنة "كفار أدوميم"، ويعيش في القرية نحو 180 بدويًّا فلسطينيًّا في أكواخ من الصفيح والخشب، على رعاية الماشية والأغنام، وينتمي سكان القرية إلى قبيلة "الجهالين" البدويَّة التي طردها الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب في الخمسينيات من القرن الماضي.
صورة: (أ.ف.ب)
وشيَّد البدو الفلسطينيون قرية الخان الأحمر دون تصاريح من الاحتلال الصهيوني، حيث الحصول عليها يُعدُّ أمرًا مستحيلًا، ويسعى الكيان المغتصب منذ فترة طويلة إلى إجلاء البدو من المنطقة الواقعة بين المستوطنتين ووافقت المحكمة العليا على الهدم في مايو الماضي.
وأعلنت سلطات الاحتلال أنها تخطط لإعادة توطين السكان في منطقة على بعد نحو 12 كيلومترًا قرب قرية "أبو ديس". ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن نقل السكان قسريًّا يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الذي يسري على الأرض المحتلة.
اشتباكات
وفي خطوة عمليَّة، أدخلت سلطات الاحتلال ثلاث جرافات إلى القرية، وأخطرت الأهالي بمصادرة الأراضي، كما تم إعلان "الخانَ الأحمر" منطقةً عسكريةً مغلقةً، ووضعت مكعبات أسمنتية في ممرٍّ خاص، وهدمت 40 مسكنًا وحظيرة تربية أغنام في تجمع "أبو نوار"، كما اعتدت قوات الاحتلال على عشرات المواطنين الفلسطينيين والمتضامنين في الخان الأحمر واعتقلت عددًا منهم خلال شقِّ طرق بمحيط القرية تمهيدًا لهدمها.
صورة: رويترز
تعليق الهدم
بعدما أصبحت قرية الخان الأحمر مثار اهتمام وقلق دولي، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، مساء الخميس 5 يوليو، أمرًا احترازيًّا بتجميد عمليات هدم قرية الخان الأحمر البدوية، وأوضح محامي سكان القرية، علاء محاجنة، أنَّ المحكمة أمهلت المسؤولين حتى 11 يوليو، للردِّ على دفع القرويين بحرمانهم من تصاريح البناء ظلمًا.
وأكد وليد عساف، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن تجميد قرار الهدم لا يعني انتهاء المعركة، "ولذا نحن مستمرون في كفاحنا والتصدي لجريمة الاحتلال في هدم التجمعات".
فيما أدَّى مفتي القدس الشيخ محمد حسين، ومئات الفلسطينيين صلاة الجمعة على أراضي "الخان الأحمر"، استجابةً لدعوات أطلقها فلسطينيون للتضامن مع أهالي القرية والحفاظ عليها من آلة التهويد الصهيونية.
وقال مفتي القدس خلال خطبة الجمعة: إن "الشعب الفلسطيني لن يفرط ولن يتنازل عن مدينة القدس مهما كانت التضحيات"، مضيفًا أن "أبناء شعبنا في القدس الذين انتصروا في معركة بوابات الأقصى سينتصرون في معركة بوابة القدس الشرقية".
ونظم المشاركون عقب الصلاة مسيرةً في الشارع المحاذي للخان الأحمر، رافعين الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافاتٍ داعمةً لأهالي الخان، مؤكدين استمرار الفعاليات حتى إسقاط مخططات الاحتلال الاستيطانية.
وسائل إعلام عبرية تؤكد نقل سفارة "سلوفاكيا" إلى القدس والأخيرة تنفي
وفيما يتعلق بتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، ذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" العبري أن رئيس البرلمان السلوفاكي "أندريه دانكو" تعهَّد لرئيس الكيان الصهيوني "رؤوبين ريفلين" خلال لقائهما، الأربعاء 4 يوليو، بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، وافتتاح مركز ثقافي فيها.
بدورها نفت وزارة الخارجية السلوفاكية ما نشرته وسائل إعلام عبرية، حول نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وقالت في بيان: إنها تُعارض "بشدة" نشرَ أخبار كاذبة على لسان رئيس برلمان سلوفاكيا، مشددة على عدم صحة ما تمَّ نشره عن نقل السفارة خلال لقائه رئيس الكيان الصهيوني، وأكدت أن سلوفاكيا لا تعتزم نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
رغم مرور عامين على المنع.. نتنياهو يسمح لأعضاء الكنيست باقتحام الأقصى
لم تقف الممارسات الصهيونية المتطرفة بحقِّ المسجد الأقصى المبارك عند حدود المستوطنين فحسب، بل وصلت إلى القيادات والساسة، ورغم اتخاذ قرار بمنع أعضاء الكنيست من زيارة الحرم الشريف بسبب التوترات الأمنية منذ عامين، إلا أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني "بنيامين نتنياهو" سمح لهم بالدخول إلى باحات الأقصى من جديد.
وقالت "القناة الثانية" العبرية، صباح الأربعاء 4 يوليو، إن "نتنياهو" بعث بتوجيهات إلى رئيس الكنيست، "يولي إدلشتاين"، أعلن من خلالها السماح لأعضاء الكنيست ووزراء الحكومة بالدخول إلى المسجد الأقصى مرة كل ثلاثة أشهر، وأضافت القناة أن أعضاء الكنيست من الأحزاب اليمينية المتطرفة عارضوا قرار "نتنياهو" وطالبوه بالسماح لهم باقتحام الأقصى متى أرادوا، فيما عبَّر أعضاء الكنيست العرب عن رفضهم لتلك الإجراءات المتطرفة.
ووزّع مسؤول الأمن في الكنيست الصهيوني وثيقة تعليمات للأعضاء بشأن اقتحام المسجد الأقصى، فيما قال رئيس الكنيست إنه يحق لأعضائه "زيارة" الحرم القدسي "مثل أي مواطن في إسرائيل"، داعيًا أعضاء الكنيست إلى العمل وفق التعليمات والتوجيهات.