يهتم الأزهر الشريف بقضايا المسلمين بصفة عامة، انطلاقًا من دوره الريادي ومسئولياته تُجاهَ العالم الإسلامي، إلا أنَّه يولي قضية القدس اهتمامًا خاصًّا؛ إذ إنها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزب أو عِرْق، بل قضية كل المسلمين.
وتأكيدًا لحقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، يتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خلال وحدتَي الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة، عن كَثَبٍ، المُستجدّاتِ كافّةً على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، كما يرصد الانتهاكاتِ الصهيونيةَ بحقِّ المُقَدَّسات والشعب الفلسطيني.
يسرد التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الأول من أغسطس، لعرضها على القارئ الكريم في ملف شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوِجدان العربي والإسلامي، ومحاولةً لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.
أبرز العناوين:
- الاحتلال الصهيوني يفتتح مركزًا تهويديًّا جنوب القدس
- بمشاركةٍ أمريكية.. الاحتلال الصهيوني يُدَشِّن حيًّا استيطانيًّا جديدًا في الضفة الغربية
- قنصل الكِيان الصهيوني في نيويورك يقتحم المسجد الأقصى برفقة أسرته وعشرات المتطرفين.. وبيانٌ يؤكد: أكثر من 106 اعتداءات على الأقصى والإبراهيمي خلال يوليو الماضي
- الاحتلال يصادق على توسيع مبنى السفارة الأمريكية في القدس المحتلة
- استشهاد 5 فلسطينيين بينهم سيدةٌ "حامل" ورضيعتها في قصف صهيوني على قطاع غزة
- بعد ساعات من التهدئة.. الفلسطينيون يشاركون في الجمعة الـ 20 لمسيرات العودة
........
الاحتلال الصهيوني يفتتح مركزًا تهويديًّا جنوب القدس
يمارس الكِيان الصهيوني مُخَطَّطاتِه الخبيثةَ على محاورَ عديدةٍ، تتكامل معًا لتساعد على فرض أمر واقع على الزمان والمكان، وتأتي سياسة التهويد على رأس تلك المخططات المشبوهة، حيث افتتحت سلطات الاحتلال مساء الأربعاء 1 أغسطس، مجمعًا تهويديًّا تحت مُسَمَّى: "مركز تراث يهود اليمن"، في بلدة "سلوان"، جنوب المسجد الأقصى المبارك.
واقتحمت قوات الاحتلال أحياء البلدة بالكامل، وأغلقت شوارعها الرئيسة وقيَّدت حركة الصحفيين؛ لتسهيل وصول المشاركين إلى حفل افتتاح المشروع التهويدي الاستيطاني الجديد، في عَقَارٍ تابِعٍ لعائلة "أبو ناب"، تمّ الاستيلاء عليه من قِبَل جمعيّاتٍ استيطانية، عام 2015.
كما اعتقلت شرطة الاحتلال ناشطَين مقدسيَّين، وكُلًّا من: زهير الرجبي، رئيسِ لجنة "حيّ بطن الهوى"، و جواد صيام، مديرِ مركز معلومات "وادي حلوة" ، أثناء وجودهم بالحي واحتجزتهم لساعات، ولفَّقت لهم تهمة محاولة تنظيم مظاهرة ضد افتتاح المركز التهويدي.
ورصدت وزارتَا القدس والثقافة في حكومة الاحتلال، مبلغ 4.5 مليون شيكل (1.2 مليون دولار)، لتمويل المشروع على أرضٍ مساحتُها 700 متر مربّع، وشارك في حفل الافتتاح كلٌّ من: وزير القدس والتراث، رئيف إلكين، ووزيرة الثقافة، ميري ريغيف، وحاخام القدس، إلى جانب ممثلين عن الجمعيات الاستيطانية.
ويدَّعي الاحتلال أن عقار عائلة "أبو ناب"، كان في أواخر القرن التاسعَ عشرَ عبارة عن "كَنِيسٍ ليهود اليمن"، وبدأت المطالبات الصهيونية بإخلائه عام 2004، وفي أغسطس 2017 افتتحت سلطات الاحتلال كَنيسًا يهوديًّا في نفس العقَار.
وقال مركز معلومات وادي حلوة، ولجنة حيّ بطن الهوى، في بيانٍ مشترك: إن المشروع التهويدي الجديد مماثلٌ لما يُسَمَّى بـ "مركز الزوار"، في حيّ "وادي حلوة" بالبلدة، حيث تسعى سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية، لإيجاد قصة لليهود في مدينة القدس عامة، وبلدة سلوان على وجه الخصوص، من خلال تزوير الحقائق والتاريخ.
وأوضح البيان؛ أن الجمعيات الاستيطانية تحاول "السيطرة والاستيلاء على عقَارات في حيّ بطن الهوى بعِدّة طُرُق، حيث تدَّعي ملكية أجزاءٍ من الأرض، بينما تقوم بشراء عقَاراتٍ من أصحاب النفوس الضعيفة"، وأنه أمام ازدياد البؤر الاستيطانية في الحي، تتزايد الاعتداءات والاستفزازات من قِبَل المستوطنين وحراسهم.
وأكد البيان؛ أن وجود كَنيس ومركز ثقافي في حيّ "بطن الهوى" ببلدة "سلوان"، له أهداف سياسية بحتة، لبَسْط السيطرة على الحيّ واقتحامه، من قِبَل المستوطنين والمسئولين الصهاينة، مشيرًا إلى أن البؤر الاستيطانية بدأت في الحيّ منذ عام 2004، ووصل عددها إلى 8 بؤر، مطلع أغسطس من العام الجاري.
من جهته، قال الأمين العامّ للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنَّا عيسى، في بيانٍ: إن افتتاح المركز التهويدي يدخل في إطار الجرائم الاستيطانية، ويُعَدُّ انتهاكًا للمادة 49، فِقْرة (6)، من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، مضيفًا: أن هذه الأنشطة تُشَكِّل جرائمَ حربٍ، كما هو منصوص عليه في المادة 85 فِقْرة (4)، من البروتوكول الإضافي الأول لسنة 1977 المُلحَق باتفاقيات جنيف لسنة 1949، والمادة 8 فِقْرة (ب) من نظام روما لسنة 1998.
بمشاركةٍ أمريكية.. الاحتلال الصهيوني يُدَشِّن حيًّا استيطانيًّا جديدًا في الضفة الغربية
يواصل الكِيان الصهيوني المغتصِب انتهاكاتِه بحق الأراضي الفلسطينية، لا يرعى في ذلك حرمة ولا يأبه لقوانين، وفي جريمة جديدة ضمن جرائم التمدد الصهيوني؛ دشَّنت سلطات الاحتلال، الأربعاء 1 أغسطس، حيًّا استيطانيًّا جديدًا في مستوطنة "أفرات" بمحيط "بيت لحم" وسط الضفة الغربية المحتلة، بمشاركة شخصيات بارزة في الإدارة الأمريكية، الأمر الذي يعكس دعم سياسات الولايات المتحدة الواضح للمشاريع الاستيطانية.
ضمَّ الوفد الأمريكي كلًّا من: "مايك هاكابي"، الحاكم السابق لولاية أركنساس، و"أنتوني سكاراموتشي"، مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض، و"أمير بنوا"، المرشح الجمهوري للكونغرس، و"جوزيف فراغر"، المدير العام لـ"المجلس العام لإسرائيل الفَتِيَّة".
وخلال مشاركته في وضع حجر الأساس، قال مايك هاكابي: إنه "متأكد من أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان سيُسَرُّ بوجوده؛ لأنه يحب البناء"، مُعَبِّرًا عن رغبته في "شراء منزل لقضاء العطلات في المستوطنة، والتي ستتحقّق يومًا ما".
من جهته، أكد "سكاراموتشي" أنَّ إدارة "ترامب" لن تمارس ضغوطًا من أيّ نوع على الكِيان الصهيوني؛ لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية أو إزالة مستوطنات فيها، مُنتقِدًا إسهامَ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في تمرير قرار مجلس الأمن رقم (2334)، الذي يُطالِب الاحتلالَ بوقف الاستيطان.
وكان "المجلس العام لإسرائيلَ الفَتِيَّة"، الذي يُعَدُّ من المؤسسات اليهودية الأمريكية، التي تعمل على حشد الدعم للكِيان الصهيوني في الولايات المتحدة، قد تَوَلّى تنسيق حضور الوفد الأمريكي حفلَ تدشين الحيّ الاستيطاني الجديد؛ الأمر الذي يعكس دور "اللوبي الصهيوني" في الترويج لمشاريع الاستيطان داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
قنصل الكِيان الصهيوني في نيويورك يقتحم المسجد الأقصى برفقة أسرته وعشرات المتطرفين.. وبيانٌ يؤكد: أكثر من 106 اعتداءات على الأقصى والإبراهيمي خلال يوليو الماضي
تستمر الممارسات المتطرفة بحقِّ أولى القبلتين وثالث الحرمين، ويستباح حَرَمُه الشريف الذي تُدَنِّسه أقدام المستوطنين بشكل شِبْهِ يومي؛ ليسعى الكِيان الصهيوني من وراء ذلك إلى فرض واقع التقسيم الزماني والمكاني، بهدف السيطرة التامة على المقدسات الإسلامية، وفي حلقة جديدة من سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الجريح، اقتحم قنصل الكِيان الصهيوني في نيويورك، "أوفير ديان"، صباح الإثنين 6 أغسطس، باحاتِ المسجد الأقصى المبارك، برفقة أسرته ونشطاءَ من الحركة المتطرفة "بيت همكداش"، في خطوة استفزازية وتَحَدٍّ صارخ لمشاعر المسلمين.
القنصل الصهيوني برفقة أسرته خلال اقتحام المسجد الأقصى
وتمركزت قوات الاحتلال عند بابَي "الرحمة" و"المغاربة"، ونفَّذ المقتحمون جولاتٍ استفزازيةً في ساحات المسجد، وأَدَّوْا طقوسًا تلموديةً، وسط إجراءات أمنية مشددة. في أثناء ذلك، صرَّح القنصل الصهيوني؛ بأن ما يُسَمَّى بجبل الهيكل "تحت السيادة الإسرائيلية"، زاعمًا أن المسجد الأقصى كان وسيبقى للشعب اليهودي فقط.
في السياق ذاته، اقتحم عشرات المستوطنين ساحاتِ المسجد الأقصى، يومَي الأحد والإثنين 5 و 6 أغسطس، تحت حماية جنود الاحتلال، وذكر شهودُ عِيانٍ لوكالة "القدس للأنباء"؛ أن خَمْس نسوةٍ برفقة رجل وضابط شرطة اقتحموا المسجدين؛ القِبْليّ وقُبَّة الصخرة.
جديرٌ بالذكر؛ أن عملياتِ الاقتحام في الفترة الأخيرة يقودها وزراءُ ونوّابٌ في الكنيست، بعد قرار رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أعطى لهم الضوء الأخضر لممارسة تلك الانتهاكات، بعد مَنْعٍ استمر نحو عامين.
حملةٌ تصعيدية على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي يوليو الماضي
على جانبٍ آخَرَ، قال الشيخ يوسف إدعيس، وزير الأوقاف والشئون الدينية: إن شهر يوليو الماضي شهِد حملةً تصعيدية وتَزايُدًا في أعداد المقتحمين، وإن شَرْعَنَة الاقتحامات للوزراء الصهاينة وأعضاء كنيست الاحتلال، بقراراتٍ هنا أو هناك؛ لن تُغَيِّرَ من الواقع شيئًا.
وأضاف "إدعيس"، في بيانٍ لوزارة الأوقاف، أن "يوليو الماضي شهد أكثر من 32 اعتداءً وانتهاكًا واقتحامًا بحقّ المسجد الاقصى والحرم الإبراهيمي"، مشيرًا إلى أنَّ شرطة الاحتلال منعت دائرةَ الأوقاف الإسلامية استكمالَ مشاريعها، وحاربتْ المصلين والمرابطين بالاعتقال والإبعاد وفرْض الغرامات.
وذكر البيان؛ أن الشهر ذاتَه شهد سقوط حجر من أحجار "حائط البُراق"، أعلى منصّةٍ خشبية، أقامها الاحتلال لتكون مكانًا للصلاة المختلطة للإصلاحيين، معتبرًا ذلك ضمن مُخَطَّط "شارانسكي" الاستيطاني التهويدي، الذي يسعى من خلاله الصهاينة إلى توسعة ساحة "البُراق".
وأوضح البيان؛ أن بلدية الاحتلال سَعَتْ إلى معاينة موقع الحجر الساقط، تمهيدًا لإدخاله ضمن نطاق اختصاص البلدية، موضّحًا أن الصهاينة يحاولون فرض ترميمات على المنطقة؛ "لإحداث تَصَدُّعاتٍ وتَشَقُّقات فيما يتعلّق بكل أركان المسجد، وبالتالي انهيارُه، لا قَدَّرَ الله".
وتابَع البيان: "الاحتلال منع الأذان في المسجد الإبراهيمي في 51 صلاة، إضافةً إلى حفريات داخل المسجد الإبراهيمي، وإخطارات بهدم مساجد واقتحام مقامات إسلامية، واعتداء على مقابر، وتركيب كاميرات إضافية، وإبعاد للمصلين، ودعوات عنصرية ضد المسجد الأقصى والمسلمين؛ لتصبحَ جملة الانتهاكات أكثر من 106 اعتداءات".
الاحتلال يُصادِق على توسيع مبنى السفارة الأمريكية في القدس المحتلة
وفيما يتعلّق بتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، صادقت لجنة التنظيم والبناء الصهيونية على مخطط لتوسيع المبنى المؤقت للسفارة الأمريكية في مدينة القدس المحتلة، ومضاعفة مساحة مكاتبه.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصدر في بلدية القدس قولَه: "إن مخطط بناء مَقَرٍّ جديد للسفارة يحتاج إلى سنوات"، موضّحًا أن السفير الأمريكي، دانئيل فريدمان، يحتاج إلى طواقمِ عملٍ كبيرة؛ للقيام بمهامه كما يجب.
وأكد مسئول البلدية أنه تمّت المُصادَقة على إضافة مبنى مساحته 700 متر مربع، إلى مَقَرّ السفارة المؤقت في القدس المحتلة، مشيرًا إلى أنَّ هناك مشروعًا لمبنى إضافيّ لم يُقَرّ بَعْدُ.
من جهته، أشاد نير بركات، رئيس بلدية القدس، بقرار توسعة مبنى السفارة الأمريكية، معتبرًا أنه تعزيزٌ لمكانة السفارة في مدينة القدس، وإسهام في تقوية "العَلاقات المميزة مع الولايات المتحدة، في عهد رئيسها، دونالد ترامب".
استشهاد 5 فلسطينيين بينهم سيدةٌ "حامل" ورضيعتها في قصفٍ صهيوني على قطاع غزة
استمرارًا لجرائمه الجبانة وانتهاكاته اللاإنسانية؛ شنَّ سلاح الجو الصهيوني غاراتٍ متلاحقةً، ظُهْرَ الثلاثاء ومساء الأربعاء وليلة الخميس الماضي 9 أغسطس، على قطاع غزة؛ ما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين، بينهم سيدةٌ "حامل" (23 عامًا)، ورضيعتها (عام ونصف)، في مُخَيَّم "النصيرات"، وسط القطاع، وإصابة عشرات المدنيين.
جانبٌ من غارات الكِيان الصهيوني على غزة.. صورة (العربية. نت)
وردًّا على الغارات الصهيونية؛ أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية عشراتِ الصواريخ والقذائف على عِدّة مستوطنات في "غلاف غزة"، ودوَّت صافرات الإنذار، وأمرتْ قيادة الجبهة الداخلية بإغلاق شواطئ "زيكيم"، وإغلاق بعض الطرق الرئيسية، كما وجَّهت بخروج المستوطنين إلى الملاجئ، بناءً على تقديراتٍ أمنية.
كما أطلقت المقاومة -لأول مرة منذ عملية "الجُرْف الصامد"، عام 2014- صاروخًا من طراز "جراد" على مدينة "بئر السبع"، الواقعة على مسافة 45 كم من حدود قطاع غزة، فيما أعلنَ جيش الاحتلال عن نشْرِ بطاريّاتِ قُبَّةٍ حديدية جديدة في منطقة "المركز"، التي تبعد 80 كم عن القطاع.
وفي أعقاب التطورات الميدانية، دفَع جيش الاحتلال تعزيزاتٍ عسكريةً جديدةً على الحدود مع غزة، وجدَّد سلاح الجو هجومَه الواسع، مساء الخميس، حيث قصفت الطائرات الحربية مركزَ "سعيد المسحال الثقافي"، غَرْبَ القطاع؛ ما أدَّى إلى إصابة 18 فلسطينيًّا بينهم أطفال، الأمر الذي يُمَثِّل انتهاكًا صارخًا للمواثيق والاتفاقيات الدولية كافّةً، التي تنصّ على حماية الموروث الثقافي.
وأدانت وزارة الثقافة الفلسطينية في بيانٍ، استهدافَ المركز الثقافي، مُناشِدَةً منظمةَ الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، والمنظماتِ الثقافيةَ العربية والدولية كافّةً بالتدخل العاجل؛ لوقف اعتداءات الاحتلال على الموروث الثقافي الفلسطيني، الذي يُشَكِّل جزءًا مهمًّا من التراث الإنساني.
بدورها، طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمعَ الدولي، بالتدخل العاجل لوقف التصعيد الصهيوني على قطاع غزة، كما حمَّلت سلطاتِ الاحتلال والإدارةَ الأمريكية مسئوليةَ التصعيد الخطير، واستمرار الحصار الذي فاقَمَ الأوضاعَ وطال مستوياتِ الحياة كافّةً منذ 11 عامًا، وما زال يدفع بأبناء الشعب الفلسطيني إلى مزيدٍ من التوتر والمخاطر.
وكانت ما تُسَمَّى باللجنة الوزارية لشئون الأمن القومي الصهيوني "الكابينت"، قد أعلنت أنها أوعزت لجيش الاحتلال بـ "مواصلة العمل بقوة ضد التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة".
اتفاقُ تهدئةٍ في قطاع غزة بوساطةٍ مصرية
توصلت فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني، إلى اتفاقٍ حول التهدئة في قطاع غزة لإنهاء التصعيد على الحدود، بوساطةٍ مصرية.
و نجحت مصرُ في إقناع أطراف الأزمة بوقف إطلاق النار، الذي تتوقف بموجَبه أعمال القصف الصهيونية، وإطلاق الصواريخ الفلسطينية، ووَفْقًا لوكالة "رويترز" للأنباء؛ فإن سريان التهدئة بدأ مساء الخميس، اعتبارًا من الساعة 20:45 بتوقيت "جرينيتش".
بعد ساعاتٍ من التهدئة.. الفلسطينيون يشاركون في الجمعة الـ 20 لمسيرات العودة
بعد ساعاتٍ من إعلان سريان التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني، عقب موجةِ تصعيدٍ مُتبادَل دامت ليومين، توجَّه آلاف الفلسطينيين في الجمعة العشرين لمسيرات العودة الكبرى، 10 أغسطس، إلى مُخَيَّمات العودة، على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرق قطاع غزة والأراضي المحتلة، في مسيراتٍ تحت مُسَمَّى: "الحرية والحياة"؛ تأكيدًا لرفضهم كلَّ المحاولات التي من شأنها تصفية القضية الفلسطينية، أو الالتفاف على حقِّهم في العودة وكسْر الحصار.
صورةٌ أرشيفية
وأشعل المتظاهرون النارَ في الإطارات المطَّاطية، في حين أطلق جنود الاحتلال الرصاصَ الحيَّ وقنابلَ الغاز على المتظاهرين؛ ما أدّى إلى استشهاد فلسطينيَّين أحدهما مُسْعِف، وإصابة 307 آخرين، بينهم 85 حالةً بالرصاص الحيّ، و26 طفلًا، وصحافیَّين، بالإضافة إلى 5 مُسعِفين.
وعقب انتهاء فعاليات "الحرية والحياة"، أعلنت "الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار"، خلال مؤتمرٍ صحفي في مُخَيَّم العودة شرقَ غزة، استمرارَ فعاليات المسيرة حتى تحقيق كامل أهدافها، ودَعَتْ الفلسطينيين إلى المشاركة في الجمعة المقبلة تحت مُسَمَّى: "ثوّار من أجل القدس والأقصى"، مُشيدةً بالمقاومة الفلسطينية التي تَصَدّت للعدوان الصهيوني، معتبرةً إيّاها مفخرةً للشعب الفلسطيني ونضاله العادل.
جديرٌ بالذكر؛ أن الجمعة التاسعةَ عشرةَ لمسيرات العودة، التي بدأت في 30 مارس الماضي، على الحدود الشرقية لقطاع غزة، حملتْ اسم: "الوفاء لشهداء القدس"، وقُتِل خلالها فلسطينيٌّ، وأصيب 220 آخرون.
ومن جانبه، يُثَمِّن "مرصد الأزهر" صمودَ الشعب الفلسطيني الأَبيِّ، وثباتَه في المطالبة بحقوقه التاريخية، والتي لا يمكن سلبها ولا محوها بهذه الممارسات المنكرة، التي يتبنّاها الكِيان الصهيوني المغتصِب.
ويؤكّد "مرصد الأزهر"؛ أن الاحتلالَ إلى زوالٍ، طالَ الزمان أو قَصُر.