يتابع الأزهر الشريف باهتمام بالغ قضايا المسلمين بصفة عامة؛ انطلاقًا من دوره الريادي ومسئولياته تُجاهَ العالم الإسلامي، إلا أنَّه يولي قضية القدس اهتمامًا خاصًّا؛ إذ إنَّها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزب أو عِرْق، بل قضية كل المسلمين، وتأكيدًا لحقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، يتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، من خلال وحدتَي الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة، عن كثَبٍ كافَّة المستجدّات على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وما يقوم به الكِيان الصهيوني المحتلّ من انتهاكاتٍ بحقِّ المقدسات والشعب الفلسطيني.
يسرد التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الثالث من أغسطس، لعرضها على القارئ في ملفٍّ شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوِجدان العربي والإسلامي، ومحاولةً لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.
أبرز العناوين:
- الكِيان الصهيوني يواصل سياساته القمعية في هدم منازل الفلسطينيين.
- شرطة الكِيان الصهيوني تقمع المتظاهرين وتغلق المسجد الأقصى أمام المصلين.
- الأعلام الفلسطينية ترفرف في قلب تل أبيب.
- السَّجن سنةً لمن يرفع العَلَم الفلسطيني.
- فرنسا تستنكر السياسة الاستيطانية التوسعية في الضفة الغربية.
- جهودٌ مصرية من أجل السلام في فلسطين.
- "ميركل" تزور سلطة الكِيان الصهيوني مطلع أكتوبر القادم.
- مسيرات العودة تواصل نضالها ضد الكِيان الصهيوني المحتلّ.
........
الكِيان الصهيوني يواصل سياساتِه القمعيّةَ في هدم منازل الفلسطينيين
يمارس الكِيان الصهيونيّ المحتلّ سياساتِ التهجير والهدم والاعتداءات اليومية؛ لفرض الأمر الواقع لتفريغ القدس والضفة الغربية من سكانها الأصليين، ومَحْو الهُوِيَّة الإسلامية والعربية، فقد هدم الاحتلال منزلًا تحت الإنشاء لأسرةٍ فلسطينية مُكَوَّنة من ستة أفراد، الأربعاء 15 أغسطس، في قرية العيساوية بالقدس الشرقية.
من جانبهم، علَّق أبناء الأسرة وبعضٌ من سكان القرية قائلين لموقع "Megaphone ": "إن حكومة الاحتلال تُسَوِّغ أفعالها وهدْمها للمنازل وتشريد الفلسطينيين؛ بحُجَّة عدم وجود تصاريح بناء، وعدم وجود تخطيط عامّ للقرية، وغير ذلك، لكننا مضطرون؛ فعندما لا يكون هناك خيارٌ آخَرُ نبني بدون تصريح".
وانتقدت حركة "بتسيلم" الإسرائيلية القرار، وقالت: بسبب امتناع بلدية القدس عمدًا عن وضع خُطّةٍ مُفَصَّلة للأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، وامتناعها عن إصدار تراخيصَ للبناء؛ فقد أدّى ذلك إلى نقص حادٍّ في المباني السكنية والمباني العامّة والبِنْيَة التحتية والخِدمات؛ وبالتالي: لم يكن أمام السكان الفلسطينيين سوى خيارٍ واحدٍ فقط، هو: البناء بدون ترخيص، والمخاطرة بمنازلهم".
شرطة الكِيان الصهيوني تقمع المتظاهرين وتغلق المسجد الأقصى أمام المصلين
قامت شرطة الكِيان الصهيوني، يوم الجمعة الموافق 17 أغسطس، بإغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، على خلفية عملية طعن أسفرت عن إصابة أحد جنود الاحتلال، واستشهاد المُشتبَه فيه، في البلدة القديمة، كما أغلقت مداخلَ البلدة القديمة، وعددًا من أبواب المسجد الأقصى، ودفعت بالمزيد من التعزيزات إلى داخلها، وأقامت الحواجز العسكرية أمام الفلسطينيين .
فيما اعتصم عشرات الفلسطينيين أمام باب الأسباط منذ صلاة المغرب؛ احتجاجًا على إغلاق المسجد الأقصى، وأدّى المصلون صلاة المغرب والعشاء أمام الباب، ولم تسمح الشرطة بالصلاة داخل المسجد.
الأعلام الفلسطينية تُرفرف في قلب الكِيان الصهيوني
انطلقت مساء السّبت 11 أغسطس، تظاهرةٌ فلسطينية حاشدة، في قلب مدينة "تل أبيب"؛ اعتراضًا على سياسات حكومة اليمين المتطرفة المُوَجَّهة ضد العرب الفلسطينيين، مُطالِبةً بإسقاط "قانون القوميّة" العنصري، تحت شعارَي: "فليسقطْ قانون القومية"، و"نعم للمساواة".
هذا؛ وقد شارَك عددٌ كبيرٌ من اليهود العقلانيين؛ تضامُنًا مع الفلسطينيين في المطالبة بحقّهم في المساواة، ورفَع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتاتٍ تؤكد رفضهم "قانونَ القوميّة"، منها: "هذا وطننا"، و"هذا بيتنا"، مع ترديد شعار: "بالرُّوح بالدم نفديك يا فلسطين"؛ الأمر الذي أثار ردودَ فعلٍ واسعة داخل حكومة اليمين المتطرّف؛ اعتراضًا على ذلك، حيث كتب رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" على صفحته على "تويتر": "لا يوجد دليلٌ أفضلُ من تلك التظاهرة على ضرورة سَنّ قانون القومية، وسنواصل رفْع الأعلام الإسرائيلية بفخرٍ، وسنُنشد النشيد الوطني "هتكفا"، باعتزازٍ كبير".
في الوقت الذي قالت فيه وزيرة الثقافة، "ميري ريجِف": إن المنظماتِ اليساريّةَ تتعاون مع عرب الداخل الفلسطيني؛ لأنهم يريدون دولةً أخرى، مضيفةً: أن "تلك التظاهرة تُبرهن على أن هناك تعاونًا مشترَكًا بين اليسار والعرب الفلسطينيين، الذين يريدون دولةً أخرى وحكومةً أخرى".
كما صرّح عضو الكنيست، "روبرت تيفيايف"، من المعسكر الصهيونيّ: "أن رفْع الأعلام الفلسطينية الليلةَ في "ميدان رابين" وصمةُ عار"، بينما تَطَرّق "محمد بركة"، رئيس لجنة المتابعة العربية العُليا السابق، إلى رفع الأعلام الفلسطينية في قلب تلّ أبيب، قائلًا: "هذا هو عَلَم الشعب الفلسطيني المضطهد، العَلَم الذي يحاولون من خلال قانون القومية إقصاءَه من التاريخ، كلنا هنا من أجل محو وصمة عار نتنياهو وحكومته؛ المتمثّلة في قانون القومية"، أمّا البروفيسور "إليا إليوز"، المُحاضِرة في الجامعة العبرية بالقدس، فقالت: "لقد ترعرعتُ في دولة فرنسا، لقد تعاملوا معي كإنسانة، لم يميّزوني بسبب موطني الأصلي، أو ديانتي، عندما نعيش متساوين فلن نشعر بالخوف؛ بل بالأمان، إن المساواة هي الركيزة الأساسية التي يرتكز عليها المجتمع، الحكومةُ الإسرائيلية تسعى لتصنيف المواطنين؛ تمنح البعض أفضليّةً على غيرهم، إنني أطالب جميع اليهود بالوقوف إلى جانب العرب في نضالهم ضد قانون القومية".
مشروع قانون بالسَّجن سنةً لمن يرفع العَلَم الفلسطيني
وفي تفرقةٍ عنصرية متعمَّدة وخلطٍ للأوراق وطمسٍ للحقائق منقطعِ النظير؛ طرحت "عنات باركو"، عضو الكنيست عن حزب الليكود، مشروعَ قانونٍ يفرض عقوباتٍ على من يرفع علم فلسطين في الأراضي المحتلة، تصل في أقصاها إلى السَّجن لمدة عام، وينصّ مشروع القانون المُقترَح على: أن "المواطنين الذي يرفعون خلال تظاهرةٍ عَلَم (دولةٍ عَدُوٍّ) أو أيّ هيئات ليست صديقةً لإسرائيل؛ مثل: أعلام منظمة التحرير الفلسطينية، ستتمّ محاكمتهم، وسيكونون مُعَرَّضين للسَّجن لمدّة عام".
وقد أعرب كبار المسئولين في الكِيان الصهيوني عن تأييدهم مشروعَ هذا القانون، وأهمية الإسراع في إجراءات سَنّ مشروعيته، علمًا بأن مشروع هذا القانون سيُطرح على طاولة "الكنيست" الصهيوني، مع افتتاح الدورة الشتوية في أكتوبر المقبل؛ للتصويت عليه بالقراءة التمهيدية.
فرنسا تستنكر السياسة الاستيطانية التوسعية في الضفة الغربية
أدانت الحكومة الفرنسية تصديق لجنة التخطيط الإقليمية على بناء ألف وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية، وذكرت أن التوسع في الوحدات الاستيطانية من خلال هــــــــدم وإخـــــــلاء منازل الفلســـــطينيين في المنطــــــــــقة C، من شأنه أن يضرّ بمستقبل الدولة الفلسطينية، مُطالِبةً السلطاتِ الإسرائيليةَ بإعادة النظر في بناء الوحدات السكنية، ووقف سياسة الاستيطان.
"ميركل" تزور سلطة الكِيان الصهيوني مطلعَ أكتوبر القادم
ذكرت "القناة السابعة" العِبرية؛ أن المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، من المُفترَض أن تزور إسرائيل مطلعَ أكتوبر المقبل، في زيارةٍ هي الأولى لها منذ فبراير 2014م، وتأتي زيارة "ميركل" ضمن قِمّةٍ أوسعَ بين حكومتَي إسرائيل وألمانيا، حيث سيلتقي وزراءُ ألمانٌ مع نظرائهم في إسرائيل.
كما أشارت القناة إلى أن "ميركل" ستزور مُتْحَف إسرائيل، برفقة "بنيامين نتنياهو"، وستُمنح درجةَ الدكتوراه الفخرية من جامعة حيفا، كما ستشارك في معرضٍ للإبداع والابتكار التكنولوجي، حيث ستَعرض سِتُّ شركاتٍ مُنتجاتِها في هذا المعرض.
مسيرات العودة تواصل نضالها ضد الكِيان الصهيوني المحتلّ
واصلت مسيراتُ العودة وكسر الحصار فعالياتِها في قطاع غَزّةَ، للجمعة الثانية والعشرين على التوالي؛ وذلك دعمًا للأَطْقُم الطبية والصحفية التي طالها الاستهدافُ من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيّمات مسيرة العودة وكسر الحصار، على تظاهرات الجمعة 24 أغسطس، الموافقة رابعَ أيام عيد الأضحى المبارك: "جمعةَ الوفاء للطواقم الطبية والإعلامية"؛ وذلك تأكيدًا لاعتزازها "بالجهود الكبيرة والرُّوح التَّضحَويّة العالية التي بذلتها وتبذلها الطواقم الطبية، منذ انطلاق مسيرة العودة".
وقَدّرت في بيانٍ لها أيضًا "الجهودَ العظيمة، للأطقم الصحفية، المستمرة في تحدّي هذا العَدُوّ المجرم؛ من خلال نقْل الحقيقة، والكشف عن الوجه النازيّ لهذا العدو، وسياساته الهمجيّة وجرائمه، وفضْحه أمام المؤسسات الدولية والقانونية والإنسانية في العالم؛ من أجل محاكمة قادته كمجرمي حرب".
ونبّهت الهيئة إلى أن الشعب الفلسطيني عازمٌ على "مواصلة هذه المسيرة المُعَمَّدَة بالتضحيات الجِسام، مهما بلغت درجات العدوان بأشكاله المتعددة، والحصار والأوضاع المعيشية الصعبة"، مؤكّدةً أن "مسيراتِ العودة مستمرةٌ ومتواصلة، ولن تتوقّف".
وفي السياق، أُصيب 10 متظاهرين فلسطينيين، برصاص الجيش الإسرائيلي، قُرْبَ السّياج الأمني الفاصل بين شرقيّ قطاع غزة وإسرائيل، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في بيانٍ مُقتضَب، وصَل وكالةَ الأناضول نسخةٌ منه: إن "10 فلسطينيين أصيبوا بجراحٍ إثْرَ إطلاق الجيش الإسرائيليّ الرصاصَ الحيّ عليهم، بالقرب من الحدود الشرقية، بين قطاع غزة وإسرائيل".
وتوافَدَ فلسطينيون نحو مخيّمات العودة المُقامة على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرقيّ قطاع غزة والأراضي المحتلة؛ للمشاركة في فعاليات مسيرات العودة السلمية.
وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، إصابة 189 مواطنًا؛ منهم 50 حالةً بالرصاص الحيّ، خلال قمْع الاحتلالِ فعالياتِ التظاهرات الفلسطينية شرقَ قطاع غزة، موضِّحةً أن 116 حالةً تَلَقّت العلاجَ في المستشفى الميداني، بينما احتاجت 73 حالةً إلى تَلَقّي العلاج في المستشفيات.
وأكّدت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، استمرارَ فعاليات المسيرات الشعبية والسلمية؛ لتأكيد حقّ الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم، مُتَحَدّين إرهابَ الاحتلال، ومُتَشَبِّثينَ بحقّهم الثابت في القدس، عاصمةِ فلسطينَ التاريخيةِ.
جديرٌ بالذكر؛ أن مسيراتِ العودة بدأت في 30 مارس الماضي، وبلغ إجمالي شهدائها نحو 170 شهيدًا، وما يَقْرُب من 18 ألفَ مُصاب.
ويؤكّد "مرصد الأزهر" أن تلك الممارساتِ القمعيّةَ التي يمارسها الكِيان الصهيوني المحتلّ بحقّ المُقَدَّسات والشعب الفلسطيني لن تُغَيِّرَ الواقع، ولن تُعطيَ لوجوده على تلك الأراضي المُقَدَّسة أيَّ شرعيّةٍ تُذكر، وأن احتلاله مهما طالت مدته فهو إلى زوالٍ.
ويُثَمِّن "مرصد الأزهر" ثَباتَ الشعبِ الفلسطينيّ، الرافضِ سياساتِ القمْع، التي يمارسها بحقّه الكِيانُ الصهيوني.