القضية الفلسطينية

 

12 سبتمبر, 2018

تقرير القدس.. الأسبوع الأول من سبتمبر 2018

     انطلاقًا من الدور الريادي للأزهر الشريف ومسئولياته، تجاه قضايا العالم الإسلامي بصفة عامة، وقضية القدس بصفة خاصة؛ إذ إنَّها ليست قضيةَ شعبٍ أو حزبٍ أو عرقٍ، بل قضية كل المسلمين، وتأكيدًا على حقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم.
تتابع وحدتا الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن كثب - المستجدات كافَّة على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وترصدان الانتهاكات الصهيونية بحقِّ المقدسات والشعب الفلسطيني.
يتابع التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الأول من سبتمبر، لعرضها على القارئ الكريم في ملفٍ شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوجدان العربي والإسلامي، ومحاولةً لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.


أبرز العناوين:
- الجمعة الـ 24 من مسيرات العودة "عائدون رغم أنفك يا ترامب"!
- بارجواي ... سنحترم دائمًا القانون الدولي
- القصور الأموية.. حلقة جديدة في سلسلة التهويد الصهيونية
- الولجة والخان الأحمر...هدمٌ وتهجيرٌ
- المرضى الفلسطينيون بين مطرقة السرطان وسندان الاحتلال!

.......
الجمعة الـ 24 من مسيرات العودة.. "عائدون رغم أنفك يا ترامب"!

توافد ما يقرب من 7000 فلسطيني، عصر يوم الجمعة الموافق 7/9/2018، تجاه مخيمات العودة، المقامة بالقرب من السياج الحدودي شرق قطاع غزة، للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ 24، والتي تأتي تحت عنوان: "عائدون رغم أنفك يا ترامب".
وفي الوقت الذي شرعت فيه قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، سارع الشباب الفلسطيني إلى إشعال الإطارات المطاطية، لحجب رؤية قناصة الاحتلال، وإرسال البالونات الحارقة صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما قام بعض الشباب الفلسطيني، في مخيمات العودة شرق البريج وسط قطاع غزة، بوضع مجسمات لقادة الاحتلال والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مقصلة الإعدام.

Image


هذا وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب فلسطيني، في العقد الثاني من عمره، وإصابة 210 فلسطينيًّا؛ جراء قمع قوات الاحتلال لفعاليات مسيرات العودة، وأفادت أن الشاب الفلسطيني قنصه جندي من قوات الاحتلال برصاصة في صدره، مات على إثرها، كما أوضحت أن بين المصابين 45 مصابًا بالرصاص الحي.

Image


كما أعلنت وزارة الصحة، صباح يوم الجمعة 7/9/2018، وفاة الشهيد الفلسطيني "أمجد فايز حمدونة" متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال في الرابع عشر من يوليو الماضي، خلال مشاركته في فعاليات مسيرات العودة.
وعقب انتهاء فعاليات جمعة "عائدون رغم أنفك يا ترامب"، دعت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، جموعَ الشعب الفلسطيني للمشاركة في فعاليات يوم الجمعة المقبل، الموافق 14/9/2018، تحت عنوان: "المقاومة خيارنا".
وحمَّلتِ الهيئةُ الوطنيةُ الإدارةَ الأمريكيةَ مسئولية تدهور الأوضاع في المنطقة، بسبب قرارات ترامب الطائشة بحق أرض فلسطين ومقدساتها.

باراجواي تقرر إعادة نقل سفارتها من القدس إلى تل أبيب

قرر رئيس باراجواي الحالي"ماريو أبدو"، يوم الأربعاء الموافق 5/9/2018، إعادة نقل سفارة دولته من القدس المحتلة إلى تل أبيب، حيث قال: "إن باراجواي هي دولة مبادئ وأنَّ القرار يهدف إلى تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأنَّها ستحترم دائمًا القانون الدولي".
وكشف وزير خارجية باراجواي "لويس ألبرتو كاستيليوني" في مؤتمر صحفي سببَ إعادة السفارة مرة أخرى إلى تل أبيب قائلًا: " تريد باراجواي المساهمة في تعزيز الجهود الدبلوماسية في المنطقة؛ لتحقيق سلام واسع وعادل في الشرق الأوسط".
وأضاف "كاستيليوني" أن الصراع حول القدس هو من أكثر الصراعات تعقيدًا، موضحًا أن رئيس باراجواي الحالي عارض قرار الرئيس السابق بنقل السفارة إلى القدس بشدة، واصفًا إياه بالخطير.
وكانت باراجواي قد قررت نقل سفارتها إلى القدس في مايو الماضي، فيما يُعدُّ انتهاكًا صارخًا لحقوق الشعب الفلسطيني، وهو القرار الذي كان قد صدر من قِبَل رئيس باراجواي السابق "هوراسيو كارتيس" ، في نهاية مدة ولايته.
وعلق وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، على قرار باراجواي بإعادة سفارتها إلى تل أبيب، بأنه بمثابة انتصار كبير للدبلوماسية الفلسطينية، وانتهاك لسياسة الرئيس ترامب وسياسات الحكومة الإسرائيلية. مضيفًا في تصريحات لوسائل الإعلام: "إن هذه الخطوة ستجعل الدول الأخرى تفكر مرتين قبل نقل سفارتها إلى القدس، وإن أي إجراء من هذا القبيل سيكون انتهاكًا للقانون الدولي.
من جهته طالب صائب عريقات دولة جواتيمالا أن تفعل الشيء نفسه، وأنْ تعيد سفيرها من القدس إلى تل أبيب، وأضاف أنه آسف لخطأ ارتكبته باراجواي في السابق، وها هي الآن تقوم بعمل "بطولي".

القصور الأموية حلقة جديدة في سلسلة التهويد الصهيونية

تشكل القصور الأموية أقدم مبانٍ إسلاميةٍ في مدينة القدس المحتلة بعد المسجد الأقصى، فقد بناها الأمويون على الطراز المعماري الدمشقي، لكن زلزالًا شديدًا دمَّر هذه القصور.
ثم جاءت التنقيبات التابعة للكيان الصهيوني، في 1982، تبحث وتفتش عن الهيكل المزعوم؛ فعثرت على أجزاء من تلك القصور، والتي عرفوا أنها تعود إلى الحقبة الأموية؛ فحاولوا إخفاءها من جديد.
إلا أن إصرار عالم الآثار "مئير بن دوف"، الذي كان أحد أفراد طاقم البحث عن الهيكل، أصرّ على إظهارها رغم عروبتها، عندئذٍ توقف الاحتلال عن محاولة إخفائها خاصة بعد أن تسرّبت قصتها للإعلام.

Image


ثم حوّل الاحتلال هذه القصور في الوقت الحالي إلى متنزه أثري تلمودي، يقصده السياح من أرجاء العالم، ويتلقون معلومات مضللة غير صحيحة على الإطلاق، ضمن مخطط شامل لتهويد المنطقة، والإعلان عنها بوصفها مرفقًا من مرافق الهيكل المزعوم.

Image


وفي السياق ذاته نظمت جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة، في الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد 2/9/2018، مهرجانًا تهويديًّا في منطقة القصور الأموية جنوب الأقصى؛ احتفالًا بذكرى اليوم الأول لبدء الخليقة، والذي يأتي قبل سبعة أيام من رأس السنة العبرية.
ونُظِّم هذا المهرجان بناءً على اقتراح البروفيسور "هِليل فايس"، أحد النشطاء اليمينيين المتطرفين، وأبرز نشطاء جماعات الهيكل المتطرفة، والناطق بلسان منظمة "السنهدرين الجديد".
وأُقيم الحفل داخلَ منطقة القصور الأموية، التي تعدُّ من وجهة نظر نشطاء الهيكل، المكانَ الأقربَ لبيت المقدس لإقامة مثل هذه الاحتفالات.
ووفق تصريحات البروفيسور "هِليل فايس" شارك في الحفل رئيس هندوراس "خوان أورلاندو هرنانديز"، وأبرز حاخامات جماعات الهيكل المزعوم، فضلًا عن عدد من المطربين اليهود، وحضر الحفل أكثر من ألف يهودي، كما استُخدمت جدران الأقصى الجنوبية شاشةَ عرض كبيرة للمشاركين في الحفل.

Image


يُشار إلى أن هذا الحدث، الذي ينظمه نشطاء الهيكل المتطرفون، هو الثالث من نوعه في هذا الموقع؛ حيث كانت شرطة الاحتلال قد سمحت لنشطاء الهيكل المزعوم، نهاية شهر مارس الماضي، بإقامة الطقوس، وذبح القرابين احتفالًا بعيد الفصح اليهودي، ولأول مرة منذ احتلال مدينة القدس عند السور الجنوبي للمسجد الأقصى، حيث تسعى جماعات الهيكل المزعوم إلى تنظيم فعالياتها ومهرجاناتها الخاصة بالأعياد اليهودية، عند أقرب نقطة للمسجد الأقصى.

الولجة والخان الأحمر...هدم وتهجير

قامت جرافات الاحتلال، فجر الإثنين الموافق 3/9/2018، بهدم بيوتٍ في قرية الولجة غرب بيت لحم بحجة البناء دون ترخيص.

Image


كانت محكمة الاحتلال قد أصدرت قرارًا نهائيًّا بهدم أربعة منازل مأهولة، بحجة أن البناء دون ترخيص في قرية الولجة، واستطاعت قوات الاحتلال هدم منزلين من بين الأربعة، بينما حال سكان المنطقة دون هدم المَنْزِلَين الآخَرَين.
الأمر الذي جعل قوات الاحتلال تتعامل معهم بوحشيةٍ مفرطةٍ، مطلقةً قنابلَ الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق السكان، الذين أمطروهم بوابل من الحجارة.
وكانت المحكمة العليا التابعة لسلطة الاحتلال الصهيوني، قد حكمت بهدم وإخلاء منطقة الخان الأحمر، خلال أسبوع من يوم 5/9/2018.
وفي هذا الإطار، ذكرت "القناة السابعة" العبرية أن هناك مخاوف من أن تشهد المنطقة اضطراباتٍ جماعيةً ومواجهاتٍ عنيفةً، في ظل الدعوات الفلسطينية عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتضامن مع السكان هناك.
من جهته أشاد وزير قوات الاحتلال "ليبرمان" بهذا القرار، الذي وصفه بالشجاع، مضيفًا أنه لا أحد فوق القانون، ولن يمنعنا أحدٌ من ممارسة سيادتنا ومسئوليتنا كدولة.
كما أعربت منظمة "ريجافيم" عن ارتياحها لصدور هذا القرار، الذي سيقضىي على سيادة السلطة الفلسطينية - التي تحظى بدعمٍ مالي من الدول الأوربية - على الأراضي التي تقع تحت سيطرة الكيان الصهيوني في الضفة الغربية.
في حين قوبل قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، بإخلاء وهدم قرية الخان الأحمر، برفضٍ واستنكارٍ واسعٍ، من قِبَلِ أصحاب الضمير من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، الذين اعتبروه "استعماريًّا، وجريمةَ حرب"، داعين إلى ضرورة التحرك الجاد لوقف هذه القرارات الجائرة بحق الأرض والشعب الفلسطيني.
وقد أعرب عضو الكنيست "موسى راز" من كتلة "ميرتس" عن خيبة أمله نتيجة صدور هذا القرار؛ حيث غرّد على تويتر قائلًا: "حتى لو كان الإخلاء قانونيًّا؛ فإنه يبقى وصمةَ عارٍ كبيرة، مضيفًا أن تشريد أناس من بيوتهم للتوسع في بناء المستوطنات، يُعَدُّ خِسَّةً وبذاءةً من الدرجة الأولى".
بينما علّق "أيمن عودة" على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلًا: "خطوة تتضمن منع أية فرصة لقيام دولة فلسطينية وتحقيق السلام".
كما حذرت منظمة التحرير الفلسطينية حكومة الاحتلال من المساس بالخان الأحمر، أو تهجير سكانه، معتبرةً ذلك جريمة حرب وانتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، ولكل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة.
كما اعتبرت هيئة الجدار والاستيطان، في بيان صحفي هذا القرار "مقدمة للتهجير القسري الشامل للسكان في منطقة (ج) بدءً من الخان الأحمر؛ لتنفيذ الخطة المعلن عنها المسماةE1، ومطابقًا للقرار السياسي للكيان المحتل، دون النظر بعين الاعتبار لكل الوثائق والمستندات القانونية التي قدمها محامو السكان، والتي تؤكد وجود هذا التجمع قبل الاحتلال بعشرات السنين وتثبت امتلاكهم لهذه الأراضي".
وأعلن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان "وليد عساف"، بدءَ اعتصامٍ مفتوح في الخان الأحمر؛ لحمايته من الإخلاء والهدم.
جديرٌ بالذكر أن تجمع الخان الأحمر من بين 45 تجمعًا سيتم هدمها، حيث يؤدي هذا إلى عزل مدينة القدس، وتقسيم الضفة الغربية، وبناء المزيد من المستوطنات وربطها ببعضها، أو ما يعرف بمشروع (E1) الاستيطاني، وستصبح تلك المناطق التي تقدر مساحتها بـ 13 ألف دونم في حوزة المستوطنين.

المرضى الفلسطينيون بين مطرقة السرطان وسندان الاحتلال!

في إطار الانتهاكات الوحشية والممارسات غير الإنسانية التي ينتهجها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، تابع مرصد الأزهر ما أفادته مصادرُ عبرية من رفض سلطات الكيان الصهيوني منح مرضى السرطان الفلسطينيين في قطاع غزة، تصاريحَ للعلاج في مستشفيات القدس الشرقية؛ حيث إن مستشفيات قطاع غزة ليست مجهزة بما يكفي لعلاج مرضى السرطان، وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع.
ورفضت سلطات الكيان الصهيوني يوم الخميس 30/8/2018 حصول سبعة نساء من مرضى السرطان من قطاع غزة، على تصاريح دخول للعلاج؛ حيث صرح وزير دفاع الكيان الصهيوني، "أفيجدور ليبرمان"، بدعم من رئيس وزراء الكيان الصهيوني، "بنيامين نتنياهو"، أن سبب منع هؤلاء النساء من الدخول للعلاج في القدس الشرقية، هو أنهم أقارب لأعضاء من حركة حماس.
وفي الأسبوع الماضي، قضت المحكمة العليا، برئاسة: عوزي بوجلمان، يستحاق عميت وعوفار جروسقوفف، بأنَّ هذا القرار قد تجاوز المنطق، وبالتالي تم إلغاؤه.
وذكرت المحكمة أنه وبكل بساطة لا يجوز لإسرائيل أن تقطع الطريق على أي شخص قادم من قطاع غزة أو الضفة الغربية، يبغي العلاج ويقصد المستشفى، بعد أن يتم فحصه ويتضح أنه يحتاج للعلاج؛ وبالتالي فإن سبب منعه أمنيًّا يكون قد انتفى.

Image


وبعد أن أبطلت المحكمة العليا قرار سلطات الكيان الصهيوني، صرح وزير الدفاع "أفيجدور ليبرمان" قائلًا: "لا يُطلب من الدولة توفير الرعاية الطبية لهؤلاء الملتمسات، ولا يُطلب منها دعم علاجهن أو توفير مكان للعلاج فيه؛ لأنها ليست منوطة بالعمل لإنقاذ حياتهن ولا يمكنها السماح بالدخول لشخص يُشكل خطرًا على إسرائيل، فالدولة لا تمانع من أن يتلقين الرعاية الطبية في مستشفى فلسطينية وعلى نفقة السلطة الفلسطينية".
ولا يزال الوضع قائمًا كما هو تجاه المرضى الفلسطينيين، فقد بات الحصول على تصاريح الخروج من قطاع غزة حلمًا صعب المنال، ولا تزال سلطات الكيان الصهيوني تُعرقل وتُضيق الخيارات أمام المرضى، بسبب ارتباط المرضى بعلاقة قرابة بأعضاء في حركة حماس.

Image


وإذ يتابع مرصد الأزهر تداعيات الأحداث في القدس، وما يتعرض له الفلسطينيون من اضطهادٍ وهضمٍ للحقوق، وما يقوم به الكيان الصهيوني من انتهاكاتٍ لا يقرها عقل أو دين بحق المقدسات في القدس الشريف، فإنه يؤكد أن هذه الممارسات المتطرفة من قبل الكيان الصهيوني لن تغَيِّر من الواقع شيئًا، ولن تعطي هذا الاحتلال أيَّة صفة شرعية تُذكر.
وأن تاريخ القدس وحق الفلسطينيين فيه أظهر من أن يخفى وأوضح من أن يُذكر، كما يُثمِّن مرصد الأزهر ثبات الشعب الفلسطيني الأبيّ في مقاومة الاحتلال، مذكِّرًا إياهم أن الاحتلال وإن بدا متمكنًا فهو لا محالة إلى زوال.