انطلق اليوم الأربعاء 29/8/2018م عامٌ دراسيٌ جديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأيضًا في المدارس الخاصة بالفلسطينيين في بعض الدول العربية. عامٌ مليءٌ بالتحديات والصعوبات في شتّى مناحي الحياة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية يقف خلفها كيان مغتصب بشكلٍ مستمر لا يردعه رادع.
فقد توجه اليوم حوالي 1.300.000 طالب فلسطينيٍّ إلى مدارسهم في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، من بينهم حوالي 830.000 طالبٍ في المدارس الحكومية وحوالي 470.000 طالبٍ في مدارس "الأونروا"؛ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين. وقد أُطلق على هذا العام عام "التعليم في القدس" .
وانطلقت الدراسة اليوم في قطاع غزة -المحاصر منذ اثنى عشر عامًا- والذي يَسمعُ أنينه كل من له قلب سليم. ووسط هذه المعاناة الاقتصادية التي يعانيها أهل القطاع إلا أنهم يُصِرُّون على تعليم أولادهم، بيد أن الاحتلال وممارساته الوحشية تقف في وجههم. كما تعاني المدارس في قطاع غزة من نقص حادٍّ في المعلمين على مدار الأعوام الماضية، وذلك بسبب تقليص عملية التوظيف بها مما يؤثر على العملية التعليمة بشكل سلبي.
ولا تختلف الضفة الغربية كثيرًا عن القطاع وباقي الأراضي، فهناك يواجه الطلاب صعوبات ومعوِّقات كثيرة في اجتياز الحواجز الإسرائيلية أثناء توجّههم إلى مدارسهم، لا سيَّما المدارس التي تقترب من المستوطنات الإسرائيلية.
أما في النقب، فيعاني الطلاب العرب أيضًا من نقص الخدمات والوسائل التعليمية مقارنة بالطلاب اليهود. فكل الطرق التي تؤدي إلى مدارسهم طرق غير معبَّدة ووسائل المواصلات تودي بحياتهم إلى الهلاك. فحياتهم مهددة بشكل مستمر والفجوة بين الطلاب العرب واليهود كبيرة لا يمكن رأبها إلا بالتطوير والاهتمام.
أسْرَلَة المناهج تحت ادّعاء التطوير
من خلال متابعة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف لما ينتهجه الكيان الصهيوني لتهويد الأراضي الفلسطينية وأسرلتها يتَّضح أن الكيان الصهيوني يتَّبِع خططًا ممنهجةً لتهويد المناهج التعليمية في فلسطين المحتلة وأَسْرَلَتِها؛ فيخصص ملايين الدولارات سنويًا لتحقيق هذا الهدف البغيض.
ففي شهر أبريل الماضي خصصت حكومة الكيان الصهيوني حوالي 2 مليار شيكل (ما يعادل 555 مليون دولار أمريكي)، لأَسْرَلَةِ المدارس والمناهج التعليمية في القدس الشرقية في إطار خطة خمسية لتطوير المدارس العربية في القدس الشرقية، شريطة أن يتم تعديل المناهج في المدارس الفلسطينية بما يتوافق مع المناهج الإسرائيلية، وأن يتم حذف جميع المحتويات التي تثير الفلسطينيين ضد إسرائيل.
والهدفُ الكامن من وراء تلك الخُطة هو تشجيع المدارس الفلسطينية على الانتقال من المناهج الدراسية الفلسطينية إلى المناهج الدراسية الإسرائيلية، كما تهدف إلى زيادة عدد طلاب القدس الشرقية الذين يدرسون في المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وذلك من أجل مضاعفة عددهم في غضون خمس سنوات.
ولا يختلف التعليم في القدس المحتلة عن باقي الأراضي الفلسطينية، لا سيّما أن جميع الأراضي الفلسطينية تتعرض لانتهاكات الكيان الصهيوني بشكل مستمر.
وبذلك يرى مرصد الأزهر أن الكيان الصهيوني يسعى إلى بث سموم مناهجه الصهيونية في مدارس القدس المحتلة، من خلال الإغراءات المالية التي يقدمها للمدارس التي تتبع بلدية الاحتلال، والإغراءات المقدمة لتطوير البنية التحتية، بينما يرفض تطوير المباني المدرسية التي تدرس المناهج الفلسطينية؛ وبالتالي فإن المدارس الفلسطينية حائرة بين خيارين أحلاهما مرٌ إما أن ترضخ لتعليمات وزارة تعليم الكيان الصهيوني بتدريس المناهج الإسرائيلية أو أن تظل تعاني من نقص الإمكانيات، فهي بذلك كالمُستَجيرِ مِن الرَّمضاءِ بالنارِ.
إن الهدف الخفي من وراء ذلك هو أَسْرَلَةِ سكان القدس الشرقية، وسيطرة مناهج التعليم الإسرائيلية على عقول الشباب الفلسطيني، وتعزيز فرض سيادة إسرائيل على القدس بكاملها ضمن مخططات التهويد وإملاء الطابع الإسرائيلي الصهيوني وفرضه على الفلسطينيين وتغييب التاريخ الفلسطيني ومحوه من عقول الأجيال الفلسطينية القادمة.
وحدة رصد اللغة العبرية