القضية الفلسطينية

 

22 أكتوبر, 2020

نهب الممتلكات العربيَّة ... كتاب عبري جديد يرصد جرائم السَّلْب الصَّهيونيَّة خلال نكبة 1948

 

كشفت صحيفة "هآرتس" العبريَّة عن مضمون كتاب عبريٍّ جديدٍ يرصد ويفضح جرائم السَّلب والنَّهب الصَّهيونيَّة لكل ممتلكات الفلسطينيّين خلال وعقب نكبة 1948. والكتاب العبريُّ للمؤرخ "آدم راز"، الذي يرى أن كتابه الذي وضعه تحت عنوان "نهب الممتلكات العربيَّة خلال حرب الاستقلال[1]"، يُعدُّ دراسة شاملة تكشف مقدار السَّلب والنَّهب للممتلكات الفلسطينيَّة من قبل الصَّهاينة خلال نكبة 1948.

هذا ويأتي الكتاب في أكثر من ثلاثمائة صفحة، وينقسم إلى فصلين: يتناول الفصل الأول وقائع السرقة ونهب الممتلكات العربية، أما الفصل الثاني فيأتي تحت عنوان "نهب الممتلكات العربية.. السياسة والمجتمع".

هذا وقد استندت دراسة "رَازْ" على جمع الوثائق من خلال عددٍ من الأرشيفات التي تؤكِّد أن الجنود والمدنيّين من الصَّهاينة، فرادى وجماعاتٍ شاركوا في السَّطو والنَّهب الجماعيّ للممتلكات الكبيرة التي خلَّفها أصحابها الفلسطينيُّون في المصانع والمنازل والمزارع وغيرها.

ويرى الكاتب أنَّ الوصف الحيَّ والمفصَّل لمشاهد أكبر سطوٍ مسلَّحٍ في التّاريخ، والذي انتشر في أنحاء البلاد كانتشار النّار في الهشيم، يطرح عددًا من الأسئلة من بينها: لماذا غضَّت الحكومة [الصهيونيَّة] الطَّرف عن نهب الممتلكات العربيَّة؟ ولماذا لم يوقف "دافيد بن جوريون" عمليّات السَّلب والنَّهب رغم التَّحذيرات والاحتجاجات العديدة من قبل ذوي المناصب في السُّلطات العسكريَّة والمدنيَّة، والذين أعربوا عن قلقهم من عواقب عمليّات السَّلب والنَّهب على صورة المجتمع [الصَّهيونيّ]؟

كما أنَّ المشاركة الواسعة من قبل الأطياف الصُّهيونيَّة في هذه الجرائم تُصوَّر في الكتاب ليس فقط كوصمة عارٍ أخلاقيَّةٍ، بل كعنصر رئيسٍ في تحوُّل الأطياف الصَّهيونيَّة كافَّة إلى أصحاب مصالح شخصيَّةٍ في سياسة عدم عودة اللَّاجئين الفلسطينيّين إلى ديارهم. ويقدّم الكتاب العبريُّ تفسيرًا اجتماعيًّا وسياسيًّا؛ حيث تُعدُّ بموجبه ظاهرة النَّهب عنصرًا هامًّا في أبديَّة الصّراع الصَّهيونيّ الفلسطينيّ.

وتتوالى مشاهد السَّلب والنَّهب الصّهيونيّ التي وردت في الكتاب من سرقة أدواتٍ منزليَّةٍ وحليٍّ مرورًا سرقة عشرة آلاف علبةٍ كافيار من أحد مخازن حيفا، وكذلك قيام عددٍ من الصَّهاينة بسرقة منازل الفلسطينيّين في مدينة "طبريَّة"؛ حيث سرقوا صندوقًا مصنوعًا من الخشب الفاخر، تم تحويله بعد ذلك إلى عشَّة دجاجٍ. كما يذكر الكاتب سرقة الكتب والملابس والحليِّ والموائد والأجهزة والمراكب الفلسطينيَّة.

Image

"نقلًا عن صحيفة هآرتس"

 

ويُعلّق مراسل الشُّؤون التّاريخيَّة في صحيفة "هآرتس" "عوفر أديرت" على تلك الدّراسة المعاصرة قائلًا:

"إنَّ عمليَّة رصد وتوثيق أعمال النَّهب في فلسطين من طبريَّة إلى بئر السَّبع، ومن يافا إلى القدس، من خلال سرقة المساجد والكنائس والقرى المنتشرة على طول امتداد البلاد في كتابٍ واحدٍ "مسألة حسَّاسةٌ وصعبةٌ".

 

ويؤكّد "أديرت" أن الكتاب يقدّم اعترافاتٍ تاريخيَّة عن عمليّات السَّلب والنَّهب التي عقّب عليها رئيس وزراء الاحتلال "دافيد بن جوريون" بقوله: "أظهرت هذه العمليَّات أنَّ معظم اليهود لصوصٌ". كما يُقدّم الكتاب اعترافًا مشابهًا للرَّئيس الثَّاني لحكومة الاحتلال "يتسحاق بن تسفي" عن السَّلب الصَّهيونيّ للممتلكات الفلسطينيَّة، بقوله:

"ما يفعله اليهود اللُّصوص في الأحياء الفلسطينيَّة الغربيَّة في القدس هو كفعل الجراد في الحقول".

جدير بالذكر أنه بعد الإعلان عن إصدار هذا الكتاب في جريدة "هآرتس" تنوعت ردود الأفعال بين اتهام للكاتب بحب الظهور، واستخفاف بما جاء بالكتاب والاستهانة بما جرى من أحداث، كما وصل الأمر إلى درجة قلب الحقائق والتحدث عن نهب العرب لأموال اليهود قبل خروجهم من الدول العربية.

ويرى مرصد الأزهر أنَّه بالرَّغم من أن هذا المؤرِّخ المعاصر "رازٌ" يتجاهل في دراسته الفريدة من نوعها سرقة الأراضي الفلسطينيَّة، واغتصابها من أصحابها، وقتل أهلها وتشريدهم، واحتلال المقدَّسات العربيَّة، ومحاولات تهويدها أولًا قبل سرقة ونهب الممتلكات المتنقّلة، من أدواتٍ منزليَّةٍ وأجهزة بالمصانع الفلسطينيَّة وغيرها، إلا أنه يقدم وثيقة تاريخيَّة مهمة نادرة، لها قيمتها وأهميتها، كونها من باب: {وشهد شاهد من أهلها}.

مؤلف الكتاب:

مؤلف الكتاب هو المؤرخ اليهودي "آدم راز"، مؤرخ سياسي يساري، لم يتجاوز العقد الرابع من عمره. ألّف عددًا من الكتب التي أثارت الجدل والنقاش داخل الكيان الصهيوني من بينها: كتاب "مجزرة كفر قاسم: تأريخ سياسي" والصادر 2018م، وكتاب "هرتزل: كفاحه في الداخل والخارج" والصادر عام 2017، والجزء الأول من الثلاثية التي جاءت تحت عنوان "الصراع من أجل القنبلة" والصادر عام 2015، ويتناول فيه صراع الكيان الصهيوني نحو امتلاك قنبلة نووية. وانضم "راز" مؤخرًا إلى معهد "عكيفوت" المختص بدراسة وكشف ومسح وفهرسة محفوظات من أنواع مختلفة حول الصراع الصهيوني الفلسطيني حيث يعمل على الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان.

 

وحدة الرصد باللغة العبرية

 

 

 

 

 

 

[1] هكذا يسمي الصهاينة أحداث النكبة واستيلاءهم على أراضي دولة فلسطين بـ"حرب الاستقلال".