القضية الفلسطينية

 

15 فبراير, 2022

في تقريره الشهري.. مرصد الأزهر: اقتحام ما يزيد عن 2300 صهيوني لساحات "الأقصى" خلال يناير

     في تقريره الشهري حول الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض لها ساحات المسجد الأقصى المبارك، ذكر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إن 2,382 صهيونيًّا اقتحموا ساحات «الأقصى» خلال شهر يناير الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.
وفي تحليل لأعداد المستوطنين، نجد أن هناك زيادة مرتفعة تبلغ نسبتها أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنةً بأعداد المُقتحمين في يناير من عام 2021، والتي كانت 734 مستوطنًا فقط، وهي مؤشرات تدل على أن العام الجاري سيحمل مزيدًا من الألم والأسى على أولى القبلتين نتيجة الانتهاكات الصهيونية السافرة ما لم يكن هناك تدخل فعلي بشكل قاطع لوضع حد لهذا الإرهاب الغاشم الذي يحاول بشتى الطرق السيطرة على الأقصى وإرضاء المستوطنين المتطرفين الذين يستخدمهم الاحتلال أداة فاعلة في مواءماته السياسية الداخلية.
ووفق متابعة المرصد المستمرة للأوضاع في الأراضي المحتلة، تعود الزيادة المُطردة في أعداد المستوطنين، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، إلى التحريض الصهيوني الذي تمارسه المنظمات الصهيونية المُتطرفة، إضافة إلى الحكومات الصهيونية اليمنية، والتي كان من أبرز مظاهرها خلال هذا الشهر اقتحام عضو الكنيست "إيلي كوهين" للمسجد الأقصى في جولة قاد فيها مجموعة من 50 شخصًا، وهو أكبر عدد يرافق عضو كنيست منذ احتلال مدينة القدس، رفقة الحاخام الصهيوني "شمشون ألبويم". وظهر "كوهين" في مقطع فيديو قرب مصلى "باب الرحمة" وهو يتحدث فيه عن حق اليهود "المزعوم" في الأقصى.
ولم يتوقف الأمر على الاقتحامات، بل امتدت انتهاكات الاحتلال الصهيوني طوال يناير الماضي إلى حرّاس المسجد الأقصى؛ من خلال المنع من العمل والإبعاد وغيرها من وسائل التضييق، فمع بداية العام الجاري تم تعيين 27 حارسًا للأقصى، إلا أن شرطة الاحتلال هددتهم بالاعتقال والملاحقة، الأمر الذي أرجعه المرصد إلى محاولة فرض السيادة الصهيونية داخل الأقصى، والتحكم في تعيين موظفي الأقصى وحرّاسه، وإنهاء سلطة "الأوقاف الإسلامية بالقدس"، المسئولة عن إدارة شئون المسجد الأقصى؛ لذا يُحذر المرصد من خطورة هذا التدخل الصهيوني السافر؛ كونه يمثل أداة لتحقيق المشروع الصهيوني داخل ساحات الأقصى المبارك.
وعلى المستوى الرسمي، رصدت حكومة الاحتلال، في الـ 16 من يناير، نحو 35 مليون دولار لتنفيذ عدد من المشاريع التهويدية في منطقة حائط البراق الإسلامي تحت مسمى "تطوير"؛ حيث تشمل تطوير عدد من البرامج التربوية الجديدة لربط النشء الصهيوني بتلك المنطقة المقدسة، عبر ترويج الادعاءات الصهيونية الكاذبة، إضافة إلى تسهيل وصول المستوطنين إلى حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك، في خطوات واضحة لتعزيز الاقتحامات والتواجد الصهيوني الدائم داخل الأقصى المبارك.
وينوّه المرصد إلى سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها سلطات الاحتلال، ففي الوقت الذي ترصد فيه مبالغ طائلة لتهويد المسجد الأقصى ومحيطه، نجدها تمنع إدخال مواد البناء وأبسط الاحتياجات للمسجد الأقصى، في إطار سياستها العنصرية الهادفة إلى تعطيل دور الأوقاف الإسلامية وإعاقة إعمار المسجد الأقصى والترميمات اللازمة لمصلياته ومبانيه، وتعطيل المشاريع الضرورية التي من شأنها توفير الخدمات للمصلين ورواد الأقصى. ولعل من آثار ذلك تدفق مياه الأمطار إلى مصلى باب الرحمة والمُصلى القبلي ما أدى إلى غرق السجاد بالمياه.
وفيما يتعلق بالأقصى وتحريض الإعلام الصهيوني، تم رصد العديد من صور التحريض من قبل المرصد، أبرزها كان تحريض صحيفة "يسرائيل هيوم" الصهيونية، في الـ 26 من يناير، عندما طالبت بإغلاق المسجد الأقصى أيام الجُمع أمام المصلين بزعم الحدّ من انتشار فيروس "كورونا"، في حين تجاهلت التطرق، بأي شكل من الأشكال، إلى أعداد المستوطنين الكبيرة التي تقتحم الأقصى بشكل شبه يومي، بدون أية إجراءات احترازية، وفي مقدمتهم بعض السياسيين والحاخامات المتطرفين.
وقد كشفت دراسة للرأي العام أجراها "معهد دراسات الأمن القومي - INSS" بجامعة تل أبيب، عن تأييد 70% من الصهاينة داخل الكيان الصهيوني للاقتحامات التي ينفذها المتطرفون الصهاينة لساحات الأقصى المبارك، كما أظهرت الدراسة أن 46% من الصهاينة يؤيدون إقامة الصلوات والشعائر داخل ساحات الحرم المقدسي بكل حرية، وهي الدراسة التي احتفت بها منظمات الهيكل المزعوم، وأعاد نشرها موقع "هار هبيت حدشوت"، المتخصص في نشر كل ما يتعلق باقتحامات المسجد الأقصى والتحريض عليها.
وفي ختام التقرير، يحذّر مرصد الأزهر من تزايد الاقتحامات والأنشطة المتطرفة التي ينفذها المستوطنون الصهاينة داخل باحات الأقصى المبارك في الفترة الأخيرة، بقيادة منظمات الهيكل "المزعوم" وجماعاته المتطرفة، وبدعم كامل من حكومة اليمين الصهيوني المتطرف، مطالبًا بالتصدي الكامل لتلك الممارسات التي تهدد الأقصى الذي يمثل رمزًا إسلاميًّا محوريًّا لدى جموع المسلمين في العالم أجمع، مشددًا على أن الأقصى بات في خطر محدق في ظل احتدام هذه الحرب الصهيونية.

ويؤكد المرصد على أنه مستمرٌّ في دوره، وهو إعادة التوعية بالقضية الفلسطينية، خاصة لدى النشء والشباب ليكون لديهم قدر كافٍ من الوعي بأبعاد القضية، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك؛ ليكون السبيل الأمثل لبقاء هذه القضية حيَّة في نفوس شباب الأمة، حتى يأذن الله بنصر من عنده؛ تنقشع به غيوم الإرهاب الصهيوني، وتُشرق بقدومه أنوار الحرية من جديد على أولى القبلتين.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.