القضية الفلسطينية

 

07 يوليه, 2022

مرصد الأزهر: أكثر من 3,780 مستوطنًا اقتحموا ساحات "الأقصى" خلال يونيو المنصرم

     في ظل تصاعد وتيرة الانتهاكات الصهيونية، كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره الشهري حول الأوضاع داخل المسجد الأقصى المبارك ، عن اقتحام ما يزيد عن 3,780 مستوطنًا صهيونيًّا ساحات الأقصى المبارك خلال يونيو المُنصرم، ليتجاوز إجمالي المُقتحمين لساحات الأقصى منذ بدء عام 2022م الجاري 22,800 مستوطنًا.

وعند إجراء تحليل لهذه الأرقام، ومقارنتها بالأعوام السابقة، وفي إطار التحريض الواسع الذي تمارسه منظمات الهيكل وجماعاته المتطرفة بدعم من سلطات الاحتلال؛ يتوقع المرصد أن يكون عام 2022م أكثر الأعوام اقتحامًا وتدنيسًا للأقصى المبارك منذ وقوعه تحت براثن الاحتلال الصهيوني عام 1967م.
وتزامنت ذروة تلك الاقتحامات مع الاحتفال بما يُطلقون عليه "حَج هشفوعوت- عيد الأسابيع"، والذي وافق 5 يونيو الماضي؛ حيث اقتحم خلال تلك الاحتفالات نحو 745 مستوطنًا ساحات الأقصى المبارك، ليسجل سابقة من نوعها فيما يخص أكبر عدد من المستوطنين الذين قاموا بتدنيس ساحات الأقصى خلال هذه المناسبة منذ احتلال مدينة القدس عام 1967م وسيطرة الكيان الصهيوني على الأقصى المبارك. وكان الرقم الأكبر مسجلًا العام الماضي 2021 عندما اقتحم 404 مستوطنًا.
ويؤكد المرصد، أنه وفقًا للإحصائيات التي تم رصدها منذ بداية العام الجاري، فإن هذا العام سيكون العام الأكثر انتهاكًا لساحات الأقصى المبارك منذ احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967م، مشيرًا إلى أن السبب الرئيس في هذه الزيادة المطردة يرجع إلى التحريض الواسع الذي تمارسه منظمات الهيكل "المزعوم" على جميع المستويات، والتي تتلقى الدعم المُطلق من سلطات الاحتلال المختلفة.
ووفق متابعات المرصد للأوضاع فإن دور شرطة الاحتلال الصهيوني في تمكين المستوطنين المتطرفين من اقتحام باحات الأقصى بالقوة الجبرية له ساهم في تزايد أعداد المُقتحمين. ولم يكتف عناصر الشرطة بتوفير الحماية والاعتداء على رواد الأقصى فقط، وإنما تجاوز ذلك إلى مشاركة بعض عناصرها في تنفيذ الطقوس الصهيونية؛ إذ أدى جندي صهيوني بزيه العسكري، في 13 يونيو الماضي، طقسًا يُطلقون عليه "السجود الملحمي" عند باب السلسلة.
وفي سياق متصل، يواجه الأقصى المبارك خطرًا مُحدقًا جراء التشققات التي برزت في أرضيته من جهة باب الحديد، وسقوط حجارة من أعمدته خلال الشهر الماضي، وذلك نتاج الحفريات والأعمال المريبة التي تنفذها سلطات الاحتلال، بالتعاون مع الجمعيات الاستيطانية مثل جمعية "إلعاد"، أسفل الأقصى وفي محيطه، وخاصة في الجهتين الجنوبية والغربية الملاصقة للأساس الخارجي للأقصى، في منطقتي حائط البراق والقصور الأموية.
هذا ويحذر المرصد من مغبة استمرار الاحتلال في سياسة الحفريات أسفل الأقصى المبارك؛ كونها بدأت تأخذ منحى بالغ الخطورة ينذر بهدم الأقصى، ويشكل خطرًا على أمن المُصلين، خاصة في ظل التعتيم الصهيوني على تلك الحفريات، واستمرار منع "لجنة إعمار المسجد الأقصى" –التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس- من ترميم مصليات الأقصى ومرافقه، واعتقال كل من يُقدم على ترميم أية مواقع في الأقصى المبارك.
ويوضح المرصد أن هدف الاحتلال الصهيوني الخبيث من الاستمرار في أعمال الحفريات الواسعة أسفل الأقصى المبارك منذ احتلال القدس عام 1967م، هو التنقيب والبحث عن أي دليل –كبيرًا كان أو صغيرًا- يُدلل على مزاعمهم الواهية بوجود هيكلهم "المزعوم"؛ ليكون حُجة في مطالبهم الدنيئة بهدم الأقصى المُبارك. بيد أنهم في الفترة الأخيرة بدأوا يعملون على استغلال الاقتحامات المتزايدة بشكل كبير في إقامة معبد صهيوني داخل ساحات الأقصى المُبارك، وخاصة في منطقة مصلى باب الرحمة، إضافة إلى تكثيف أعمال الحفر في مناطق بعينها أسفل الأقصى.
وفي سياق الحديث عن الاقتحامات الصهيونية، تابع المرصد نتائج استطلاع رأي أجراه معهد "فان لير"، والتي أظهرت أن هناك أغلبية داخل الكيان الصهيوني –سواء اليمينيين أو اليساريين- تؤيد الصلاة داخل الحرم القدسي، زاعمين أن هذا يعد من قبيل المصلحة العامة للصهاينة.
ولأن سلطات الاحتلال تعمل في مسارات متوازية لخنق الأقصى المبارك والسيطرة عليه، واصلت سياستها في استهداف موظفي الأقصى المبارك؛ حيث شهد يونيو الماضي اعتداء قوات الاحتلال على اثنين من حراس المسجد، وإصدار قرار بإبعاد أحدهما عن المسجد لمدة أسبوع. فيما أصدرت محكمة الاحتلال قرارًا بحق "فادي عليان" –أحد حراس الأقصى- يقضي بسجنه 3 سنوات؛ على خلفيه تصدّيه للمستوطنين.
وعلى الجانب الآخر، ألغت محكمة صهيونية قرار شرطة الاحتلال بتوقيف ثلاث صبية صهاينة، على خلفية سجودهم وأدائهم بعض الطقوس المحظورة في الحرم القدسي. وهو الحكم الذي يُحرض المستوطنين الصهاينة على أداء مزيد من الطقوس الاستفزازية داخل الأقصى، والتي لا تتناسب مع قدسية المكان، وتؤدي إلى مزيد من المواجهات وأعمال العنف.
وأمام الهجمات الصهيونية المُستعرة على الأقصى المبارك، نجد صمود أبناء الشعب الفلسطيني حاضرًا وبقوة، وهو بحق الصخرة التي تتحطم عليها أوهام المحتل الصهيوني البغيض؛ إذ استمرت دعوات شدّ الرحال إلى الأقصى المبارك ومواصلة الرباط والاعتكاف فيه؛ لإفشال مشاريع الاحتلال والتصدي لتدنيس المستوطنين للأقصى. والتي تصل إلى ذروتها أيام الجُمع؛ حيث أدى قرابة الـ 200,000 ألف مصل صلوات الجُمع داخل الأقصى خلال الشهر الماضي.

وفي ختام التقرير، يُجدد المرصد تحذيره من خطر الحفريات التي ينفذها الاحتلال على الأقصى المبارك وسلامة المُصلين، ويُطالب الأمة الإسلامية والعربية والمنظمات الدولية ذات الشأن بإجبار الاحتلال على وقف هذه الحفريات بشكل فوري. ووقف جميع أشكال التدنيس والانتهاكات الصهيونية التي تهدف إلى تغيير الوضع الديني والقانوني القائم داخل أولى القبلتين.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.